إنكار المنكر حسب الطاقة
إنني فتاة أسكن في السكن الداخلي مع الطالبات، وقد هداني الله إلى الحق
وأصبحت متمسكة به ولله الحمد، لكنني متضايقة جدا مما أرى حولي من بعض
المعاصي والمنكرات، خصوصا من بعض زميلاتي الطالبات كسماع الأغاني، والغيبة
والنميمة، وقد نصحتهن كثيرا ولكن بعضهن يهزأ بي ويسخر مني ويقلن إنني
معقدة. سماحة الشيخ: أرجو إفادتي . . ماذا أعمل جزاكم الله خيرا؟
الواجب عليك إنكار المنكر حسب الطاقة بالكلام الطيب والرفق وحسن
الأسلوب، مع ذكر الآيات والأحاديث الواردة في ذلك حسب علمك، ولا تشاركيهن
في الأغاني ولا في الغيبة ولا في غيرها من الأقوال والأفعال المحرمة،
واعتزليهن حسب الإمكان حتى يخضن في حديث آخر لقول الله سبحانه: وَإِذَا
رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى
يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ[1] الآية.
ومتى أنكرت بلسانك حسب الطاقة واعتزلت عملهن لم يضرك فعلهن ولا عيبهن لك،
كما قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ
أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ
مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[2]،
فأبان سبحانه أن المؤمن لا يضره من ضل إذا لزم الحق واستقام على الهدى،
وذلك بإنكار المنكر، والثبات على الحق، وحسن الدعوة إليه، وسيجعل الله لك
فرجا ومخرجا وسينفعهن الله بإرشادك إذا صبرت واحتسبت إن شاء الله، وأبشري
بالخير العظيم والعاقبة الحميدة ما دمت ثابتة على الحق منكرة لما خالفه كما
قال الله سبحانه: وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ[3]، وقال عز وجل:
فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ[4]، وقال سبحانه: وَالَّذِينَ
جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ
الْمُحْسِنِينَ[5].
وفقك الله لما يرضيه، ومنحك الصبر والثبات، ووفق أخواتك وأهلك وزميلاتك لما
يحبه ويرضاه إنه سميع قريب وهو الهادي إلى سواء السبيل.
[1] سورة الأنعام الآية 68.
[2] سورة المائدة الآية 105.
[3] سورة القصص الآية 83.
[4] سورة هود الآية 49.
[5] سورة العنكبوت الآية 69.
الباز
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من
هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ] ) رواه ابن وهب في الجامع
وأحمد في المسند.
سامي
أمرك الله تعالى ببر والديك
وجعل هذا الأمر بعد الأمر بتوحيد الله عز وجل مباشرة لبيان عظم أمره
قال الله تعالى
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
( الإسراء : 23 )
وأوجب عليك سبحانه وتعالى أن تدعو لهما في حياتهما وبعد مماتهما
فبر الوالدين طريقك إلى الجنة
والوالد في هذا الحديث بمعنى الأب والأم والله أعلم
ولقد أتى أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني
أريد الجهاد في سبيل الله
قال أمك حية قلت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم
الزم رجلها فثم الجنة
صححه الألباني
وجعل عقوقهما سبب لسخط الخالق سبحانه وتعالى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين وسخط الله تبارك وتعالى في
سخط الوالدين
حسنه الألباني
ولقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من أدرك أحد والديه أو كليهما
وهما كبار السن ولم يبرهما ويحسن إليهما فيكونا سببا لدخوله الجنة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نصر الله شطيبي
بسمـ الله الرحمن الرحيمـ
السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته
” واخفض جنــاح الذل من الرحمــة وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا ”
جزاكـ المولى كل الخير
ونسأل الله أن نكون من البارين بهم و المحسنين
والسلامـ خير ختامـ
عبد المؤمن
اللهم اهدنا في من هديت وتولنا في من توليت
انك تقضي ولا يقضا عليك واللهم رضاك والجنه لنا ولسائر عبادك يارب العالمين
ولا اله الا الله ومحمد رسوول الله
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير
وصلى الله على محمد وعلى ال محمد
الاستادة نصيرة برجة سخارة تزلابين
الاستاذ محمد عبد الله الشطيبي
صح لسانك وبارك الله لك وجمعك بوالديك بالجنة ان شاء الله
الله لا يحرمنا منهم وجمعنا فيهم بالاخرة ان شاء الله
” واخفض جنــاح الذل من الرحمــة وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا ”
تسلم ايديك
وما يحرمنا من مواضيعك الحلوة
nouria lome
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله سيدنا
محمد علية الصلاة والسلام .
اللهم إني أعوذ بكَ من زوال نعمتك وفُجائة نقمتك وتحوّل عافيتك وجميع سخطك .
اللهم إني أسألك عيش السعداء وموت الشهداء والحشر مع الأتقياء ومرافقة
الأنبياء .
اللهم اني أعوذ بك ربي من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة
الأعداء
اللهم اميـــــــــــن
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي الة وصحبة وسلم
namane chettibi
لحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسـلام على
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد :
لقد فرغنا بحمد الله تعالى من قول أهم ما يمكن أن يقال حول نهي الله جلّ
شأنه عن أكل الربا أضعافاً مضاعفة ، وبقي علينا أن نتابع سياق الآيات
الكريمة .. فالله جلّ وعلا يقول ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا
أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون ، وأطيعوا الله والرسول لعلكم
تُرحمون ، واتقوا النار التي أعدت للكافرين ) ثم يقول بعد ذلك ( وأطيعوا
الله والرسول لعلكم ترحمون ، وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنة عرضها
السماوات والأرض أعدت للمتقين ، الذين يُنفقون في السراء والضراء والكاظمين
الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ، والذين إذا فعلوا فاحشةً أو
ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم
يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) واضح لكم أن أول أمرٍ تركّز عليه الآيات
الكريمة وجوب طاعة الله تعالى ووجوب طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا
أمر مفهوم بالنسبة لأمةٍ يقوم أساس بنائها على تنفيذ ما يأمر به الله جلّ
وعلا وما يبيّنه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما هو أمر مفهوم بالنسبة
لدعوةٍ هي دين الله جلّ وعلا ، مقام الناس فيه مقام التلقي والتنفيذ ،
فليس هو من مبتكرات العقول ولا هو من مستحدثات الأذهان ، وإنما هو صنع الله
الذي أتقن كل شيء .
الاقتصاد في الطاعة
قال الله تعالى : }طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى { ) )طه : 1( ( وقال
تعالى : } يريد الله بكم اليسر ولا يريد
بكم العسر { ) ) البقرة : 85 1( ( .
-142 وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها
وعندها امرأة قال : من
هذ ه ؟ قالت : هذه فلانة تذكر من صلاتها قال : » مه عليكم بما تطيقون،
فوالله لا يمل الله حتى تملو ا »
وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه . ) )متفق عليه ( ( .
-143 وعن أنس رضي الله عنه قال : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى
الله عليه وسلم،
يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها
وقالو ا: أين نحن من النبي
صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له تقدم من ذنبه وما تأخر . قال أحدهم :
أما أنا فأصلي الليل أبداً وقال
الآخر : وأنا أصوم الدهر أبداً ولا أفطر، وقال الآخر : وأنا أعتزل النساء
فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول
الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال : »أنتم الذين قلتم كذا وكذ ا؟ ! أما
والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني
أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني » )
)متفق عليه ( ( .
-144 وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : »هلك
المتنطعون » قالها
ثلاثاً » ) )رواه مسلم ( (
-145 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : » إن
الدين يسر، ولن يشاد
الدين إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء
من الدلجة » ) )رواه
البخاري ( ( .
وفي رواية له : سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، القصد القصد
تبلغو ا .
-146 وعن أنس رضي الله عنه قال : دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا
حبل ممدود بين
الساريتين فقال : » ما هذا الحبل » قالوا : هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت
به . فقال النبي صلى الله
عليه وسلم » حلوه، ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد » ) )متفق عليه ( ( .
-147 وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : » إذا
نعس أحدكم وهو
يصلي، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله
يذهب ويستغفر
فيسب نفسه » ) )متفق عليه ( ( .
-148 وعن أبي عبد الله جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال : » كنت أصلى مع
النبي صلى الله عليه
وسلم الصلوات، فكانت صلاته قصداً وخطبته قصد اً » ) )رواه مسلم ( ( .
4545
-149 وعن أبي جحيفة وهب بن عبد الله رضي الله عنه قال : آخى النبي صلى الله
عليه وسلم بين
سلمان وأبى الدرداء ، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة فقال
: ما شأنك قالت : أخوك أبو
الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدراداء فصنع له طعاماً، فقال له
: كل فإنى صائم، قال : ما
أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال له :
نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال له
: نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قم الآن : فصليا جميعاً، فقال له
سلمان : إن لربك عليك حقاً،
وإن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذى حق حقه، فأتى النبي صلى
الله عليه وسلم فذكر
ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم »صدق سلمان » ) )رواه البخاري ( ( .
-150 وعن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : أخبر
النبي صلى الله عليه
وسلم أني أقول : والله لأصومن النهار، ولأقومن الليل ماعشت، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
: أنت الذي تقول ذل ك ؟ فقلت له : قد قلته بأبى أنت وأمى يا رسول الله .
قال : »فإنك لا تستطيع ذلك؛
فصم وأفطر، ونم وقم، وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها،
وذلك مثل صيام الدهر »
قلت : فإنى أطيق أفضل من ذلك قال : فصم يوما وأفطر يومين، قلت : فإنى أطيق
أفضل من ذلك، قال :
» فصم يوماً وأفطر يوماً، فذلك صيام داود صلى الله عليه وسلم، وهو أعدل
الصيام » . وفي رواية :
» وهو أفضل الصيام » فقلت : فإني أطيق أفضل من ذلك . فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم : » لا
أفضل من ذلك » ولأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أحب إلي من
أهلي وما لي .
وفي رواية : » ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم اللي ل؟ » قلت : بلى يا رسول
الله قال : »فلا تفعل : صم
وأفطر ، ونم وقم فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينيك عليك حقاً، وإن لزوجك
عليك حقاً، وإن لزورك
عليك حقاً، وإن بحسبك أن تصوم في كل شهر ثلاثة أيام ، فإن لك بكل حسنة عشر
أمثالها، فإن ذلك
صيام الدهر » فشددت فشدد علي، قلت : يا رسول الله إني أجد قوة، قال : »صم
صيام نبي الله داود ولا
تزد عليه » قلت : وما كان صيام داو د ؟ قال : » نصف الدهر » فكان عبد الله
يقول بعدما كبر : يا ليتني
قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية : » ألم أخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليل ة؟ » فقلت :
بلى يا رسول الله، ولم أرد
بذلك إلا الخير قال : »فصم صوم نبي الله داود، فإنه كان أعبد الناس، واقرأِ
القرآن كل شهرٍ » قلت :
يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذل ك ؟ قال : »فاقرأه في كل عشرين » قلت : يا
نبي الله إني أطيق أفضل
من ذل ك ؟ قال : »فاقرأه في كل عشر » قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذل
ك؟
4646
قال : » فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك » . فشددت فشدد علي ، وقال لي
النبي صلى الله عليه
وسلم : »إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر » قال : فصرت إلى الذي قال لي النبي
صلى الله عليه وسلم،
فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية : » وإن لولدك عليك حق اً » وفي رواية : » لا صام من صام الأبد »
ثلاث اً . وفي رواية : » أحب
الصيام إلى الله تعالى صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله تعالى صلاة داود :
كان ينام نصف الليل،
ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم يوما ويفطر يوماً، ولا يفر إذا لاقى . »
وفي رواية : أنكحني أبي امرأة ذات حسب، وكان يتعاهد كنته-أي : امرأة ولده-
فيسألها عن بعلها،
فتقول له : نعم الرجل من رجل لم ييطأ لنا فراشاً ولم يفتش لنا كنفاً منذ
أتيناه . فلما طال ذلك عليه ذكر
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم . فقال : »القنى به » فلقيته بعد ذلك فقال :
»كيف تصو م؟ » قلت كل يوم،
قال : »وكيف تخت م؟ » قلت : كل ليلةٍ، وذكر نحون ما سبق ، وكان يقرأ على
بعض أهله السبع الذي
يقرؤه، يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر
أياماً وأحصى وصام
مثلهن كراهية أن يترك شيئاً فارق عليه النبي صلى الله عليه وسلم .
كل هذه الروايات صحيحة معظمها في الصحيحين وقليل منها في أحدهم ا . .
-151 وعن أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدى الكاتب أحد كتاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم
قال : لقيني أبو بكر رضي الله عنه فقال : كيف أنت يا حنظل ة ؟ قلت : نافق
حنظل ة ؟ قلت : نافق حنظلة )
قال : سبحان الله ما تقو ل؟ ) قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
يذكرنا بالجنة والنار كأنا
رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج
والأولاد والضيعات
نسينا كثير اً . قال أبو بكر رضي الله عنه : فوالله إنا لنلقى مثل هذا،
فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : نافق حنظلة يا رسول الله ) فقال
رسول الله صلى الله عليه
وسلم : » وما ذا ك؟ » قلت : يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة
كأنا رأي العين، فإذا خرجنا
من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثير اً . فقال رسول الله »
: 0 والذي نفسي بيده
لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي
طرقكم، ولكن يا
حنظلة ساعة وساعة » ثلاث مرات، ) )رواه مسلم ( ( .
-152 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم
يخطب إذا هو برجل
قائم، فسأل عنه فقالو ا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد، ولا
يستظل ولا يتكلم، ويصوم،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : »مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه »
) )رواه البخاري ( ( .
باب التوبة
قال العلماء : التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين
الله تعالى لا تتعلق بحق
آدمى، فلها ثلاثة شروط :
أحدها : أن يقلع عن المعصية .
والثانى : أن يندم على فعله ا .
والثالث : أن يعزم أن لا يعود إليها أبد اً . فإن فُقد أحد الثلاثة لم تصح
توبته .وإن كانت المعصية تتعلق
بآدمى فشروطها أربعة : هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالاً
أو نحوه رده إليه،
وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله منه ا.
ويجب أن يتوب من
جميع الذنوب ، فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقى
عليه الباقى . وقد
تظاهرت دلائل الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة على وجوب التوبة :
قال الله تعالى : }وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون { )
)النور : 1 3( ( وقال تعالى :
}استغفروا ربكم ثم توبوا إليه { ) ) هود : 3( ( وقال تعالى : } يا أيها
الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا {
) )التحريم : 8( ( .
-13/1 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول : »والله إني
لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة » ) )رواه البخاري ( (
.
-14/2 وعن الأغر بن يسار المزنى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : » ياأيها
الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب في اليوم مائه مرة » ) )رواه
مسلم ( ( .
-15/3 وعن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصارى خادم رسول الله صلى الله عليه
وسلم، رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم
سقط على بعيره وقد أضله
في أرض فلاة » ) )متفق عليه ( ( .
وفى رواية لمسلم : لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على
راحلته بأرض فلاة،
فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد
أيس من راحلته،
فبينما هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح
: اللهم أنت عبدي وأنا
ربك، أخطأ من شدة الفرح . »
-16/4 وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعرى رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم قال :
» إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار
ليتوب مسيء الليل حتى تطلع
الشمس من مغربه ا » ) )رواه مسلم ( ( .
1111
-17/5 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
» من تاب قبل أن
تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه » ) )رواه مسلم ( ( .
-18/6 وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله
عليه وسلم قال : » إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر » ) ) رواه
الترمذي وقال : حديث
حسن ( ( .
-19/7 وعن زر بن حبيش قال : أتيت صفوان بن عسال رضي الله عنه أسأله عن
المسح على الخفين
فقال : ما جاء بك ياز ر ؟ فقلت : ابتغاء العلم، فقال : إن الملائكة تضع
أجنحتها لطالب العلم رضي بما
يطلب، فقلت : من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فجئت أسألك : هل سمعته
يذكر في ذلك شيئا ؟
قال : نعم، كان يأمرنا إذا كنا سفراً- أو مسافرين- أن لا ننزع خفافناً
ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة،
ولكن من غائط وبول ونوم . فقلت : سفر، فبينا نحن عنده إذ ناداه أعرابى بصوت
له جهورى : يا
محمد، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحواً من صوته : » هاؤم » فقلت
له : ويحك اغضض
من صوتك فإنك عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد نهيت عن هذ ا ! فقال :
والله لا أغضض . قال
الأعرابى : المرء يحب القوم ولما يلحق به م؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم :
» المرء مع من أحب
يوم القيامة » فما زال يحدثنا حتى ذكر باباً من المغرب مسيرة عرضه أو يسير
الراكب في عرضه
أربعين أو سبعين عام اً . قال سقيان أحد الرواة قبل الشام خلقه الله تعالى
يوم خلق السشماوات
والأرض مفتوحاً للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه » ) ) رواه الترمذي
وغيره وقال : حديث حسن
صحيح ( ( .
-20/8 وعن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن نبي الله
صلى الله عليه
وسلم قال : » كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل عن أعلم
أهل الأرض، فدل
على راهب، فأتاه فقال : إنه قتل تسعه وتسعين نفساً، فهل له من توب ة ؟ فقال
: لا، فقتله فكمل به مائةً،
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل عالم فقال : إنه قتل مائة نفس فهل
له من توب ة ؟ فقال :
نعم، ومن يحول بينه وبين التوب ة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناساً
يعبدون الله تعالى فاعبد
الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوءٍ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق
أتاه الموت،
فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب . فقالت ملائكة الرحمة : جاء
تائبا مقبلا بقلبه إلى الله
تعالى، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة
آدمي فجعلوه بينهم- أي
حكماً- فقال : قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا
فوجدوه أدنى إلى الأرض
التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة » ) )متفق عليه ( ( .
-21/9 وعن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب رضي الله عنه من بنيه
حين عمي قال :
سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يحدث بحديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم
في غزوة تبوك .
1212
قال كعب : لم اتخلف عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، في غزوة غزاها قط
إلا في غزوة تبوك،
غير أني قد تخلفت في غزوة بدر، ولم يعاتب أحد تخلف عنه، إنما خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم
والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله تعالى بينهم وبين عدوهم على غير
ميعاد . ولقد شهدت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام، وما
أحب أن لي بها مشهد بدرٍ،
وإن كانت بدر أذكر في الناس منه ا .
وكان من خبري حين تخلف عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غزوة تبوك أني
لم أكن قط أقوى
ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة، والله ما جمعت قبلها راحلتين قط
حتى جمعتهما في تلك
الغزوة، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها
حتى كانت تلك الغزوة،
فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد، واستقبل سفراً بعيداً
ومفازاً، واستقبل عدداً كثيراً،
فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجههم الذي يريد،
والمسلمون مع رسول الله
كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ »يريد بذلك الديوان » قال كعب : فقل رجل يريد أن
يتغيب إلا ظن أن ذلك
سيخفى به مالم ينزل فيه وحي من الله، وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم
تلك الغزوة حين طابت
الثمار والظلال فأنا إليها أصعر فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمسلمون معه، وطفقت أغدو
لكي أتجهز معه، فأرجع ولم أقض شيئاً، وأقول في نفسي : أنا قادر على ذلك إذا
أردت، فلم يزل يتمادى
بي حتى استمر بالناس الجد، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غادياً
والمسلمون معه، ولم أقض
من جهازي شيئاً، ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئاً، فلم يزل يتمادى بي حتى
أسرعوا وتفارط الغرو،
فهممت أن أرتحل فأدركهم، فياليتني فعلت، ثم لم يقدر ذلك لي، فطفقت إذا خرجت
في الناس بعد خروج
رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزنني أني أرى لي أسوة، إلا رجلاً مغموصاً
عليه في النفاق، أو رجلاً
ممن عذر الله تعالى من أسوة، إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق، أو رجلاً
ممن عذر الله تعالى من
الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك، فقال وهو
جالس في القوم بتبوك :
ما فعل كعب بن مال ك؟ فقال له معاذ بن جبل رضي الله عنه بئس ما قلت ! والله
يارسول الله ما علمنا
عليه إلا خيراً ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا هو على ذلك رأى
رجلا مبيضا يزول به
السراب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كن أبا خيثمة، فإذا أبو خيثمة
الأنصاري وهو الذي تصدق
بصاع التمر حين لمزه المنافقون،
قال كعب : فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلاً من
تبوك حضرني بثي، فطفقت
أتذكر الكذب وأقول : بم أخرج من سخطه غداً وأستعين على ذلك بكل ذي رأى من
أهلي، فلما قيل :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادماً زاح عني الباطل حتى عرفت
أني لم أنج منه بشيء
أبداً، فأجمعت صدقه، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادماً، وكان إذا
قدم من سفر بدأ بالمسجد
فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل فعل ذلك جاءه المخلفون يعتذرون
إليه ويحلفون له، وكانوا
بضعا وثمانين رجلاً فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم
إلى الله تعالى حتى جئت .
فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال : تعال، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه،
فقال لي : ما خلف ك؟
ألم تكن قد ابتعت ظهرك !
1313
قال قلت : يارسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني
سأخرج من سخطه بعذر،
لقد أعطيت جدلاً، ولكنني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضي به
ليوشكن الله يسخطك
علي، وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى الله عز وجل،
والله ما كان لي من
عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك . قال : فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم
» أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك » وسار رجال من بني سلمة
فاتبعوني، فقالوا لي : والله
ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا، لقد عجزت في أن لا يكون اعتذرت إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم
بما اعتذر إليه المخلفون فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله
عليه وسلم لك . قال : فوالله
ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأكذب نفسي، ثم قلت لهم :
هل لقي هذا معي من أح د ؟ قالو ا: نعم لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت،
وقيل لهما مثل ما قيل لك، قال
قلت : من هم ا ؟ قالو ا : مرارة بن الربيع العمري، وهلال بن أمية الواقف ي؟
قال : فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدراً فيهما أسوة . قال : فمضيت حين
ذكروهما لي . ونهى
رسول صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، قال :
فاجتنبنا الناس- أو قال :
تغيروا لنا- حتى تنكرت لي في نفس الأرض، فما هي بالأرض التي أعرف، فلبثنا
على ذلك خمسين
ليلة . فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشب
القوم وأجلدهم، فكنت أخرج
فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد، وآتي رسول
الله صلى الله عليه
وسلم فأسلم عليه، وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي : هل حرك شفتيه
برد السلام أم ؟ ثم
أصلي قريباً منه وأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي، وإذا التفت
نحوه أعرض عني،
حتى إذا طال ذلك علي من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة
وهو ابن عمي
وأحب الناس إلي، فسلمت عليه فوالله ما ردّ علي السلام، فقلت له : يا أبا
قتادة أنشدك بالله هل تعلمني
أُحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ فسكت، فعدت فناشدته فسكت، فعدت
فناشدته فقال : الله ورسوله
أعلم . ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار، فبينما أنا أمشى في سوق
المدينة إذا نبطى من نبط
أهل الشام ممن قدم بالطعام ببيعه بالمدينة يقول : من يدل على كعب بن مال ك ؟
فطفق الناس يشيرون له
إلي حتى جاءنى فدفع إلي كتاب من ملك غسان، وكنت كاتب اً . فقرأته فإذا فيه :
أما بعد فإنه قد بلغنا أن
صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك، فقلت
حين قرأتها، وهذه
أيضاً من البلاء فتيممت بها التنور فسجرتها، حتى إذا مضت أربعون من الخمسين
واستلبث الوحى
إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينى، فقال : إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم يأمرك أن
تعتزل امرأتك، فقلت : أطلقها، أم ماذا أفع ل ؟ قال : لا، بل اعتزلها فلا
تقربنها، وأرسل إلى صاحبي بمثل
ذلك . فقلت لامرأتي : ألحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر،
فجاءت امرأة هلال بن
أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له : يا رسول الله إن هلال بن
أمية شيخ ضائع ليس له خادم،
فهل تكره أن أخدم ه ؟ قال : لا، ولكن لا يقربنك . فقالت : إنه والله ما به
من حركة إلى شيء، ووالله ما
زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذ ا. فقال لي بعض أهلي : لو
استأذنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم في امرأتك، فقد أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدم ه؟
فقلت : لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يدريني ماذا يقول
رسول الله صلى الله عليه
وسلم، إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب ! فلبثت بذلك عشر ليالٍ، فكمل لنا
خمسون ليلة من حين نهى
عن كلامن ا .
1414
ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا، فبينما أنا
جالس على الحال التى
ذكر الله تعالى منا، قد ضافت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت، سمعت صوت
صارخ أوفى
على سلع يقول بأعلى صوته : يا كعب بن مالك أبشر فخررت ساجداً، وعرفت أنه قد
جاء فرج . فآذن
رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله عز وجل علينا حين صلى صلاة
الفجر فذهب الناس
يبشروننا، فذهب قبل صاحبي مبشرون، وركض رجل إلي فرساً وسعى ساع من أسلم
قبلي وأوفى
على الجبل، فكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جاءني الذى سمعت صوته يبشرني
نزعت له ثوبي
فكسوتهما إياه ببشراه، والله ما أملك غيرهما يومئذ، واستعرت ثوبين فلبستهما
وانطلقت أتأمم رسول الله
صلى الله عليه وسلم يتلقانى الناس فوجاً فوجاً يهنئوني بالتوبة ويقولون لي :
لتهنك توبة الله عليك، حتى
دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس، فقام طلحة
بن عبيد الله رضي
الله عنه يهرول حتى صافحني وهنأني، والله ما قام رجل من المهاجرين غيره،
فكان كعب لا ينساها
لطلحة . قال كعب : فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وهو
يبرق وجهه من السرور
: أبشر بخير يوم مرّ عليك مذ ولدتك أمك، فقلت : أمن عندك يا رسول الله أم
من عند ا لله ؟ قال : لا ،
بل من عند الله عز وجل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار
وجهه حتى كأن وجهه
قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت : يا رسول الله إن من
توبتي أن أنخلع من
مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك
عليك بعض مالك فهو
خير لك، فقلت : إني أمسك سهمي الذى بخيبر . وقلت : يا رسول الله إن الله
تعالى إنما أنجاني بالصدق،
وإن من توبتي أن لا أحدثَ إلا صدقاً ما بقيت ، فو الله ما علمت أحداً من
المسلمين أبلاه الله في صدق
الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن مما أبلاني الله
تعالى ، والله ما تعمدت
كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا، وإني لأرجو
أن يحفظني الله تعالى
فيما بقي، قال : فأنزل الله تعالى : } لقد تاب الله على النبي والمهاجرين
والأنصار الذين اتبعوه في ساعة
العسرة ( حتى بلغ : }إنه بهم رؤوف رحيم . وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا
ضاقت عليهم الأرض بما
رحبت { حتى بلغ : }اتقوا الله وكونوا مع الصادقين { ) )التوبة 117 ، 19 1( (
قال كعب : والله ما أنعم الله
علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوا، إن الله تعالى قال للذين
كذبوا حين أنزل الوحي شر ما
قال لأحد، فقال الله تعالى : }سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا
عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس
ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم
فإن الله لا يرضى
عن القوم الفاسقين { ) )التوبة : 5،96 9( ( .
قال كعب : كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين
حلفوا له ، فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا
حتى قضى الله تعالى فيه
بذلك، قال الله تعالى : }وعلى الثلاثة الذين خلفو ا { وليس الذي ذكر مما
خلفنا تخلفنا عن الغزو، وإنما هو
تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه . متفق عليه .
1515
وفى رواية »أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك يوم الخميس، وكان
يحب أن يخرج
يوم الخميس »
وفى رواية : » وكان لا يقدم من سفر إلا نهاراً في الضحى، فإذا قدم بدأ
بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم
جلس فيه . »
-22/10 وعن أبي نجيد- ضم النون وفتح الجيم – عمران بن الحصين الخزاعى رضي
الله عنهما أن
امرأة من جهينة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى حبلى من الزنى، فقالت
: يا رسول الله أصبت
حداً فأقمه علي، فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال : أحسن
إليها، فإذا وضعت فأتني، ففعل
فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم، فشدت عليها ثيابها، ثم أمر بها
فرجمت، ثم صلى الله عليه وآله
وسلم عليه ا . فقال له عمر : تصلى عليها يا رسول الله وقد زنت، قال : لقد
تابت توبة لو قمست بين سبعين
من أهل المدينة لوستعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل ؟ ! »
رواه مسلم .
-23/11 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
» لو أن لابن آدم
وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله
على من تاب » ) )متفق
عليه ( ( .
-24/12 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
»يضحك الله سبحانه
وتعالى إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله
فيقتل، ثم يتوب الله على
القاتل فيسلم فيستشهد » ) )متفق عليه ( ( .
أبريل 24th, 2012 at 9:42 م
إنني فتاة أسكن في السكن الداخلي مع الطالبات، وقد هداني الله إلى الحق وأصبحت متمسكة به ولله الحمد، لكنني متضايقة جدا مما أرى حولي من بعض المعاصي والمنكرات، خصوصا من بعض زميلاتي الطالبات كسماع الأغاني، والغيبة والنميمة، وقد نصحتهن كثيرا ولكن بعضهن يهزأ بي ويسخر مني ويقلن إنني معقدة. سماحة الشيخ: أرجو إفادتي . . ماذا أعمل جزاكم الله خيرا؟
الواجب عليك إنكار المنكر حسب الطاقة بالكلام الطيب والرفق وحسن الأسلوب، مع ذكر الآيات والأحاديث الواردة في ذلك حسب علمك، ولا تشاركيهن في الأغاني ولا في الغيبة ولا في غيرها من الأقوال والأفعال المحرمة، واعتزليهن حسب الإمكان حتى يخضن في حديث آخر لقول الله سبحانه: وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ[1] الآية.
ومتى أنكرت بلسانك حسب الطاقة واعتزلت عملهن لم يضرك فعلهن ولا عيبهن لك، كما قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[2]، فأبان سبحانه أن المؤمن لا يضره من ضل إذا لزم الحق واستقام على الهدى، وذلك بإنكار المنكر، والثبات على الحق، وحسن الدعوة إليه، وسيجعل الله لك فرجا ومخرجا وسينفعهن الله بإرشادك إذا صبرت واحتسبت إن شاء الله، وأبشري بالخير العظيم والعاقبة الحميدة ما دمت ثابتة على الحق منكرة لما خالفه كما قال الله سبحانه: وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ[3]، وقال عز وجل: فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ[4]، وقال سبحانه: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ[5].
وفقك الله لما يرضيه، ومنحك الصبر والثبات، ووفق أخواتك وأهلك وزميلاتك لما يحبه ويرضاه إنه سميع قريب وهو الهادي إلى سواء السبيل.
[1] سورة الأنعام الآية 68.
[2] سورة المائدة الآية 105.
[3] سورة القصص الآية 83.
[4] سورة هود الآية 49.
[5] سورة العنكبوت الآية 69.
الباز
أبريل 25th, 2012 at 12:54 م
سامي
أبريل 25th, 2012 at 12:57 م
وجعل هذا الأمر بعد الأمر بتوحيد الله عز وجل مباشرة لبيان عظم أمره
قال الله تعالى
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
( الإسراء : 23 )
وأوجب عليك سبحانه وتعالى أن تدعو لهما في حياتهما وبعد مماتهما
فبر الوالدين طريقك إلى الجنة
والوالد في هذا الحديث بمعنى الأب والأم والله أعلم
ولقد أتى أحد الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله
قال أمك حية قلت نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم
الزم رجلها فثم الجنة
صححه الألباني
وجعل عقوقهما سبب لسخط الخالق سبحانه وتعالى
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
رضا الرب تبارك وتعالى في رضا الوالدين وسخط الله تبارك وتعالى في سخط الوالدين
حسنه الألباني
ولقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على من أدرك أحد والديه أو كليهما وهما كبار السن ولم يبرهما ويحسن إليهما فيكونا سببا لدخوله الجنة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نصر الله شطيبي
أبريل 25th, 2012 at 12:59 م
السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاته
” واخفض جنــاح الذل من الرحمــة وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا ”
جزاكـ المولى كل الخير
ونسأل الله أن نكون من البارين بهم و المحسنين
والسلامـ خير ختامـ
عبد المؤمن
أبريل 25th, 2012 at 1:01 م
ولا اله الا الله ومحمد رسوول الله
لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير
وصلى الله على محمد وعلى ال محمد
الاستادة نصيرة برجة سخارة تزلابين
أبريل 25th, 2012 at 1:03 م
صح لسانك وبارك الله لك وجمعك بوالديك بالجنة ان شاء الله
الله لا يحرمنا منهم وجمعنا فيهم بالاخرة ان شاء الله
” واخفض جنــاح الذل من الرحمــة وقل رب ارحمها كما ربياني صغيرا ”
تسلم ايديك
وما يحرمنا من مواضيعك الحلوة
nouria lome
أبريل 28th, 2012 at 7:41 م
أبريل 28th, 2012 at 7:42 م
دائما ننتظر منك المفيد
سلمت يداك
مايو 2nd, 2012 at 11:50 ص
اللهم إني أعوذ بكَ من زوال نعمتك وفُجائة نقمتك وتحوّل عافيتك وجميع سخطك .
اللهم إني أسألك عيش السعداء وموت الشهداء والحشر مع الأتقياء ومرافقة الأنبياء .
اللهم اني أعوذ بك ربي من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء
اللهم اميـــــــــــن
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي الة وصحبة وسلم
namane chettibi
مايو 2nd, 2012 at 11:52 ص
تعلم اننا بحاجه اليك
nassira bardja sakhara alger
مايو 4th, 2012 at 3:01 م
مايو 8th, 2012 at 1:00 م
اللهم إني أعوذ بكَ من زوال نعمتك وفُجائة نقمتك وتحوّل عافيتك وجميع سخطك
مايو 8th, 2012 at 1:01 م
مايو 8th, 2012 at 1:02 م
اللهم اميـــــــــــن
وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي الة وصحبة وسلم
مايو 8th, 2012 at 1:03 م
مايو 8th, 2012 at 1:05 م
ولاحرمنا منك كل مفيد
مايو 8th, 2012 at 1:06 م
كلي شموخ رانيا عبد الله البحرين
مايو 8th, 2012 at 1:07 م
مايو 8th, 2012 at 1:09 م
مايو 8th, 2012 at 1:11 م
وجعلها في ميزان حسناتك
مايو 9th, 2012 at 5:47 م
مايو 9th, 2012 at 6:00 م
مايو 10th, 2012 at 9:26 ص
مايو 10th, 2012 at 9:28 ص
مايو 12th, 2012 at 8:24 ص
مايو 13th, 2012 at 3:59 م
لقد فرغنا بحمد الله تعالى من قول أهم ما يمكن أن يقال حول نهي الله جلّ شأنه عن أكل الربا أضعافاً مضاعفة ، وبقي علينا أن نتابع سياق الآيات الكريمة .. فالله جلّ وعلا يقول ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون ، وأطيعوا الله والرسول لعلكم تُرحمون ، واتقوا النار التي أعدت للكافرين ) ثم يقول بعد ذلك ( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ، وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ، الذين يُنفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ، والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ) واضح لكم أن أول أمرٍ تركّز عليه الآيات الكريمة وجوب طاعة الله تعالى ووجوب طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وهذا أمر مفهوم بالنسبة لأمةٍ يقوم أساس بنائها على تنفيذ ما يأمر به الله جلّ وعلا وما يبيّنه رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما هو أمر مفهوم بالنسبة لدعوةٍ هي دين الله جلّ وعلا ، مقام الناس فيه مقام التلقي والتنفيذ ، فليس هو من مبتكرات العقول ولا هو من مستحدثات الأذهان ، وإنما هو صنع الله الذي أتقن كل شيء .
مايو 16th, 2012 at 9:02 ص
لا تقل أين طريقى فشرع الله الهداية
لا تقل أين نعيمى فجنة الله كفاية
لا تقل غداً سأبدأ فلربما الأن النهاية
مايو 16th, 2012 at 9:03 ص
مايو 16th, 2012 at 9:06 ص
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مايو 16th, 2012 at 9:06 ص
مايو 16th, 2012 at 9:08 ص
مايو 16th, 2012 at 9:10 ص
مجهود طيب و متميز يستحق الشكر والتقدير …
مزيد من الإفادة و مزيد من التميز أتمناه لك
بارك الله فيك
مايو 16th, 2012 at 9:11 ص
مايو 16th, 2012 at 11:10 ص
مايو 16th, 2012 at 11:13 ص
مايو 16th, 2012 at 1:37 م
مايو 16th, 2012 at 1:38 م
وبااارك الله فيك
مايو 16th, 2012 at 1:40 م
مايو 25th, 2012 at 1:11 م
يعطيك ربي الف عافيه
ولاحرمنا منك كل مفيد
تحياتي
كلي شموخ
احبك في الله
مايو 25th, 2012 at 1:19 م
قال الله تعالى : }طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى { ) )طه : 1( ( وقال تعالى : } يريد الله بكم اليسر ولا يريد
بكم العسر { ) ) البقرة : 85 1( ( .
-142 وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال : من
هذ ه ؟ قالت : هذه فلانة تذكر من صلاتها قال : » مه عليكم بما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملو ا »
وكان أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه . ) )متفق عليه ( ( .
-143 وعن أنس رضي الله عنه قال : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم،
يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالو ا: أين نحن من النبي
صلى الله عليه وسلم قد غفر الله له تقدم من ذنبه وما تأخر . قال أحدهم : أما أنا فأصلي الليل أبداً وقال
الآخر : وأنا أصوم الدهر أبداً ولا أفطر، وقال الآخر : وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول
الله صلى الله عليه وسلم إليهم فقال : »أنتم الذين قلتم كذا وكذ ا؟ ! أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني
أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني » ) )متفق عليه ( ( .
-144 وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : »هلك المتنطعون » قالها
ثلاثاً » ) )رواه مسلم ( (
-145 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : » إن الدين يسر، ولن يشاد
الدين إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة » ) )رواه
البخاري ( ( .
وفي رواية له : سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا، وشيء من الدلجة، القصد القصد تبلغو ا .
-146 وعن أنس رضي الله عنه قال : دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا حبل ممدود بين
الساريتين فقال : » ما هذا الحبل » قالوا : هذا حبل لزينب، فإذا فترت تعلقت به . فقال النبي صلى الله
عليه وسلم » حلوه، ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد » ) )متفق عليه ( ( .
-147 وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : » إذا نعس أحدكم وهو
يصلي، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب ويستغفر
فيسب نفسه » ) )متفق عليه ( ( .
-148 وعن أبي عبد الله جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال : » كنت أصلى مع النبي صلى الله عليه
وسلم الصلوات، فكانت صلاته قصداً وخطبته قصد اً » ) )رواه مسلم ( ( .
4545
-149 وعن أبي جحيفة وهب بن عبد الله رضي الله عنه قال : آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين
سلمان وأبى الدرداء ، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة فقال : ما شأنك قالت : أخوك أبو
الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدراداء فصنع له طعاماً، فقال له : كل فإنى صائم، قال : ما
أنا بآكل حتى تأكل، فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال له : نم، فنام، ثم ذهب يقوم فقال له
: نم، فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قم الآن : فصليا جميعاً، فقال له سلمان : إن لربك عليك حقاً،
وإن لنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذى حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر
ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم »صدق سلمان » ) )رواه البخاري ( ( .
-150 وعن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : أخبر النبي صلى الله عليه
وسلم أني أقول : والله لأصومن النهار، ولأقومن الليل ماعشت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: أنت الذي تقول ذل ك ؟ فقلت له : قد قلته بأبى أنت وأمى يا رسول الله . قال : »فإنك لا تستطيع ذلك؛
فصم وأفطر، ونم وقم، وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر »
قلت : فإنى أطيق أفضل من ذلك قال : فصم يوما وأفطر يومين، قلت : فإنى أطيق أفضل من ذلك، قال :
» فصم يوماً وأفطر يوماً، فذلك صيام داود صلى الله عليه وسلم، وهو أعدل الصيام » . وفي رواية :
» وهو أفضل الصيام » فقلت : فإني أطيق أفضل من ذلك . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » لا
أفضل من ذلك » ولأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من
أهلي وما لي .
وفي رواية : » ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم اللي ل؟ » قلت : بلى يا رسول الله قال : »فلا تفعل : صم
وأفطر ، ونم وقم فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينيك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك حقاً، وإن لزورك
عليك حقاً، وإن بحسبك أن تصوم في كل شهر ثلاثة أيام ، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك
صيام الدهر » فشددت فشدد علي، قلت : يا رسول الله إني أجد قوة، قال : »صم صيام نبي الله داود ولا
تزد عليه » قلت : وما كان صيام داو د ؟ قال : » نصف الدهر » فكان عبد الله يقول بعدما كبر : يا ليتني
قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية : » ألم أخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليل ة؟ » فقلت : بلى يا رسول الله، ولم أرد
بذلك إلا الخير قال : »فصم صوم نبي الله داود، فإنه كان أعبد الناس، واقرأِ القرآن كل شهرٍ » قلت :
يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذل ك ؟ قال : »فاقرأه في كل عشرين » قلت : يا نبي الله إني أطيق أفضل
من ذل ك ؟ قال : »فاقرأه في كل عشر » قلت يا نبي الله إني أطيق أفضل من ذل ك؟
4646
قال : » فاقرأه في كل سبع ولا تزد على ذلك » . فشددت فشدد علي ، وقال لي النبي صلى الله عليه
وسلم : »إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر » قال : فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم،
فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية : » وإن لولدك عليك حق اً » وفي رواية : » لا صام من صام الأبد » ثلاث اً . وفي رواية : » أحب
الصيام إلى الله تعالى صيام داود، وأحب الصلاة إلى الله تعالى صلاة داود : كان ينام نصف الليل،
ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم يوما ويفطر يوماً، ولا يفر إذا لاقى . »
وفي رواية : أنكحني أبي امرأة ذات حسب، وكان يتعاهد كنته-أي : امرأة ولده- فيسألها عن بعلها،
فتقول له : نعم الرجل من رجل لم ييطأ لنا فراشاً ولم يفتش لنا كنفاً منذ أتيناه . فلما طال ذلك عليه ذكر
ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم . فقال : »القنى به » فلقيته بعد ذلك فقال : »كيف تصو م؟ » قلت كل يوم،
قال : »وكيف تخت م؟ » قلت : كل ليلةٍ، وذكر نحون ما سبق ، وكان يقرأ على بعض أهله السبع الذي
يقرؤه، يعرضه من النهار ليكون أخف عليه بالليل، وإذا أراد أن يتقوى أفطر أياماً وأحصى وصام
مثلهن كراهية أن يترك شيئاً فارق عليه النبي صلى الله عليه وسلم .
كل هذه الروايات صحيحة معظمها في الصحيحين وقليل منها في أحدهم ا . .
-151 وعن أبي ربعي حنظلة بن الربيع الأسيدى الكاتب أحد كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : لقيني أبو بكر رضي الله عنه فقال : كيف أنت يا حنظل ة ؟ قلت : نافق حنظل ة ؟ قلت : نافق حنظلة )
قال : سبحان الله ما تقو ل؟ ) قلت : نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالجنة والنار كأنا
رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات
نسينا كثير اً . قال أبو بكر رضي الله عنه : فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقلت : نافق حنظلة يا رسول الله ) فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : » وما ذا ك؟ » قلت : يا رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة كأنا رأي العين، فإذا خرجنا
من عندك عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثير اً . فقال رسول الله » : 0 والذي نفسي بيده
لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا
حنظلة ساعة وساعة » ثلاث مرات، ) )رواه مسلم ( ( .
-152 وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل
قائم، فسأل عنه فقالو ا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد، ولا يستظل ولا يتكلم، ويصوم،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : »مروه فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه » ) )رواه البخاري ( ( .
مايو 26th, 2012 at 4:23 م
مايو 27th, 2012 at 7:02 ص
مايو 28th, 2012 at 5:04 م
يَعِيشُ الْمرْءُ مَا اسْتَحْيا بِخَيرٍ … ويَبْقى الْعوْدُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ
قَدَّرْ لِرجْلِكَ قَبْلَ الخَطْو مَوْضِعَها … فَمَنْ عَلاَ زَلَقاً عَنْ غِرَّةٍ زَلَجَا
ولاَ يَغُرّنْكَ صَفْوٌ أنتَ شَارِبُهُ … فَرُبَّمَا كَانَ بِالتَّكْدِير مُمْتَزجَا
مايو 28th, 2012 at 5:04 م
مايو 28th, 2012 at 5:05 م
مايو 28th, 2012 at 5:06 م
مايو 28th, 2012 at 7:18 م
يقول سبحانه وتعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
ويقول: (وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا).
ويقول: (وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
ويقول: (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ).
ويقول: (وَلاَ تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ).
ويقول: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ).
ويقول: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ)
قال الله تعالي “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ”(199) الأعراف
وأن هناك أكثر من 100 آية في القرآن تدل على التسامح ونبذ الكراهية،
هناك أكثر من 100 آية في القرآن تدل على التسامح
أتريد أن نذكرها لك ؟
أو ستبحث عنها في معجزه الرسول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ( القرآن الكريم )
إذا أحببت ان نسآعدك أكثر فنحن هنآ ^_^
في الاسلام لا تعصب لدين واحد، ففي القران يخبرنا الله تعالى انه الذي يؤمن بالله و اليوم الاخر، و يقرن ذلك بالعمل الصالح، سواء كان مؤمنا ، يهوديا، او نصراني ، او صابئي.. لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.. بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : 62]… بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [المائدة : 69]… بسم الله الرحمن الرحيم (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [256]… و لا تعصب لنبي واحد: بسم الله الرحمن الرحيم (قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة : 136]… الدين الحقيقي الذي جاء به كل الرسل هو دين الله الذي يدعو الى عبادة الله وحده، و الذي يدعو الانسان الى عمل الخير و اجتناب عمل الشر.. بسم الله الرحمن الرحيم (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء : 25]… و هذا هو الاسلام .. فابراهيم و اسحاق و يعقوب كانوا يعبدون الها واحدا هو الله، وهذا هو الاسلام، فموسى و عيسى و يحيى كانوا يعبدون الها واحدا ، و هذا هو الاسلام.. بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ [آل عمران : 19]… و في الاسلام لا تعصب لكتاب واحد: فالتوراة فيها هدى و نور بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة : 44] .. و الانجيل فيه هدى و نور بسم الله الرحمن الرحيم (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ) [المائدة : 46]
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. (البقرة : 256)
قال تعالى: وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا… (آل عمران : 103)
مايو 28th, 2012 at 7:34 م
قال العلماء : التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق
آدمى، فلها ثلاثة شروط :
أحدها : أن يقلع عن المعصية .
والثانى : أن يندم على فعله ا .
والثالث : أن يعزم أن لا يعود إليها أبد اً . فإن فُقد أحد الثلاثة لم تصح توبته .وإن كانت المعصية تتعلق
بآدمى فشروطها أربعة : هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه،
وإن كانت حد قذف ونحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله منه ا. ويجب أن يتوب من
جميع الذنوب ، فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقى عليه الباقى . وقد
تظاهرت دلائل الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة على وجوب التوبة :
قال الله تعالى : }وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون { ) )النور : 1 3( ( وقال تعالى :
}استغفروا ربكم ثم توبوا إليه { ) ) هود : 3( ( وقال تعالى : } يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا {
) )التحريم : 8( ( .
-13/1 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : »والله إني
لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة » ) )رواه البخاري ( ( .
-14/2 وعن الأغر بن يسار المزنى رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » ياأيها
الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإنى أتوب في اليوم مائه مرة » ) )رواه مسلم ( ( .
-15/3 وعن أبي حمزة أنس بن مالك الأنصارى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله
في أرض فلاة » ) )متفق عليه ( ( .
وفى رواية لمسلم : لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة،
فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته،
فبينما هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده ، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا
ربك، أخطأ من شدة الفرح . »
-16/4 وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعرى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
» إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع
الشمس من مغربه ا » ) )رواه مسلم ( ( .
1111
-17/5 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : » من تاب قبل أن
تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه » ) )رواه مسلم ( ( .
-18/6 وعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال : » إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر » ) ) رواه الترمذي وقال : حديث
حسن ( ( .
-19/7 وعن زر بن حبيش قال : أتيت صفوان بن عسال رضي الله عنه أسأله عن المسح على الخفين
فقال : ما جاء بك ياز ر ؟ فقلت : ابتغاء العلم، فقال : إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضي بما
يطلب، فقلت : من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فجئت أسألك : هل سمعته يذكر في ذلك شيئا ؟
قال : نعم، كان يأمرنا إذا كنا سفراً- أو مسافرين- أن لا ننزع خفافناً ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة،
ولكن من غائط وبول ونوم . فقلت : سفر، فبينا نحن عنده إذ ناداه أعرابى بصوت له جهورى : يا
محمد، فأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم نحواً من صوته : » هاؤم » فقلت له : ويحك اغضض
من صوتك فإنك عند النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد نهيت عن هذ ا ! فقال : والله لا أغضض . قال
الأعرابى : المرء يحب القوم ولما يلحق به م؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : » المرء مع من أحب
يوم القيامة » فما زال يحدثنا حتى ذكر باباً من المغرب مسيرة عرضه أو يسير الراكب في عرضه
أربعين أو سبعين عام اً . قال سقيان أحد الرواة قبل الشام خلقه الله تعالى يوم خلق السشماوات
والأرض مفتوحاً للتوبة لا يغلق حتى تطلع الشمس منه » ) ) رواه الترمذي وغيره وقال : حديث حسن
صحيح ( ( .
-20/8 وعن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه
وسلم قال : » كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً، فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدل
على راهب، فأتاه فقال : إنه قتل تسعه وتسعين نفساً، فهل له من توب ة ؟ فقال : لا، فقتله فكمل به مائةً،
ثم سأل عن أعلم أهل الأرض، فدل على رجل عالم فقال : إنه قتل مائة نفس فهل له من توب ة ؟ فقال :
نعم، ومن يحول بينه وبين التوب ة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فاعبد
الله معهم، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوءٍ، فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت،
فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب . فقالت ملائكة الرحمة : جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله
تعالى، وقالت ملائكة العذاب : إنه لم يعمل خيرا قط، فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم- أي
حكماً- فقال : قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له، فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض
التي أراد، فقبضته ملائكة الرحمة » ) )متفق عليه ( ( .
-21/9 وعن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب رضي الله عنه من بنيه حين عمي قال :
سمعت كعب بن مالك رضي الله عنه يحدث بحديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
في غزوة تبوك .
1212
قال كعب : لم اتخلف عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك،
غير أني قد تخلفت في غزوة بدر، ولم يعاتب أحد تخلف عنه، إنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله تعالى بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد . ولقد شهدت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الإسلام، وما أحب أن لي بها مشهد بدرٍ،
وإن كانت بدر أذكر في الناس منه ا .
وكان من خبري حين تخلف عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في غزوة تبوك أني لم أكن قط أقوى
ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة، والله ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك
الغزوة، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة،
فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر شديد، واستقبل سفراً بعيداً ومفازاً، واستقبل عدداً كثيراً،
فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجههم الذي يريد، والمسلمون مع رسول الله
كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ »يريد بذلك الديوان » قال كعب : فقل رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن ذلك
سيخفى به مالم ينزل فيه وحي من الله، وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الغزوة حين طابت
الثمار والظلال فأنا إليها أصعر فتجهز رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه، وطفقت أغدو
لكي أتجهز معه، فأرجع ولم أقض شيئاً، وأقول في نفسي : أنا قادر على ذلك إذا أردت، فلم يزل يتمادى
بي حتى استمر بالناس الجد، فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غادياً والمسلمون معه، ولم أقض
من جهازي شيئاً، ثم غدوت فرجعت ولم أقض شيئاً، فلم يزل يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغرو،
فهممت أن أرتحل فأدركهم، فياليتني فعلت، ثم لم يقدر ذلك لي، فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج
رسول الله صلى الله عليه وسلم يحزنني أني أرى لي أسوة، إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق، أو رجلاً
ممن عذر الله تعالى من أسوة، إلا رجلاً مغموصاً عليه في النفاق، أو رجلاً ممن عذر الله تعالى من
الضعفاء، ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك، فقال وهو جالس في القوم بتبوك :
ما فعل كعب بن مال ك؟ فقال له معاذ بن جبل رضي الله عنه بئس ما قلت ! والله يارسول الله ما علمنا
عليه إلا خيراً ، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا هو على ذلك رأى رجلا مبيضا يزول به
السراب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كن أبا خيثمة، فإذا أبو خيثمة الأنصاري وهو الذي تصدق
بصاع التمر حين لمزه المنافقون،
قال كعب : فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلاً من تبوك حضرني بثي، فطفقت
أتذكر الكذب وأقول : بم أخرج من سخطه غداً وأستعين على ذلك بكل ذي رأى من أهلي، فلما قيل :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادماً زاح عني الباطل حتى عرفت أني لم أنج منه بشيء
أبداً، فأجمعت صدقه، وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادماً، وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد
فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل فعل ذلك جاءه المخلفون يعتذرون إليه ويحلفون له، وكانوا
بضعا وثمانين رجلاً فقبل منهم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله تعالى حتى جئت .
فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال : تعال، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي : ما خلف ك؟
ألم تكن قد ابتعت ظهرك !
1313
قال قلت : يارسول الله إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر،
لقد أعطيت جدلاً، ولكنني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضي به ليوشكن الله يسخطك
علي، وإن حدثتك حديث صدق تجد علي فيه إني لأرجو فيه عقبى الله عز وجل، والله ما كان لي من
عذر، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك . قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
» أما هذا فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك » وسار رجال من بني سلمة فاتبعوني، فقالوا لي : والله
ما علمناك أذنبت ذنبا قبل هذا، لقد عجزت في أن لا يكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بما اعتذر إليه المخلفون فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لك . قال : فوالله
ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكذب نفسي، ثم قلت لهم :
هل لقي هذا معي من أح د ؟ قالو ا: نعم لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت، وقيل لهما مثل ما قيل لك، قال
قلت : من هم ا ؟ قالو ا : مرارة بن الربيع العمري، وهلال بن أمية الواقف ي؟
قال : فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدراً فيهما أسوة . قال : فمضيت حين ذكروهما لي . ونهى
رسول صلى الله عليه وسلم عن كلامنا أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه، قال : فاجتنبنا الناس- أو قال :
تغيروا لنا- حتى تنكرت لي في نفس الأرض، فما هي بالأرض التي أعرف، فلبثنا على ذلك خمسين
ليلة . فأما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان، وأما أنا فكنت أشب القوم وأجلدهم، فكنت أخرج
فأشهد الصلاة مع المسلمين، وأطوف في الأسواق ولا يكلمني أحد، وآتي رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأسلم عليه، وهو في مجلسه بعد الصلاة، فأقول في نفسي : هل حرك شفتيه برد السلام أم ؟ ثم
أصلي قريباً منه وأسارقه النظر، فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلي، وإذا التفت نحوه أعرض عني،
حتى إذا طال ذلك علي من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو ابن عمي
وأحب الناس إلي، فسلمت عليه فوالله ما ردّ علي السلام، فقلت له : يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمني
أُحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ؟ فسكت، فعدت فناشدته فسكت، فعدت فناشدته فقال : الله ورسوله
أعلم . ففاضت عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار، فبينما أنا أمشى في سوق المدينة إذا نبطى من نبط
أهل الشام ممن قدم بالطعام ببيعه بالمدينة يقول : من يدل على كعب بن مال ك ؟ فطفق الناس يشيرون له
إلي حتى جاءنى فدفع إلي كتاب من ملك غسان، وكنت كاتب اً . فقرأته فإذا فيه : أما بعد فإنه قد بلغنا أن
صاحبك قد جفاك، ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق بنا نواسك، فقلت حين قرأتها، وهذه
أيضاً من البلاء فتيممت بها التنور فسجرتها، حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واستلبث الوحى
إذا رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينى، فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن
تعتزل امرأتك، فقلت : أطلقها، أم ماذا أفع ل ؟ قال : لا، بل اعتزلها فلا تقربنها، وأرسل إلى صاحبي بمثل
ذلك . فقلت لامرأتي : ألحقي بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا الأمر، فجاءت امرأة هلال بن
أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له : يا رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس له خادم،
فهل تكره أن أخدم ه ؟ قال : لا، ولكن لا يقربنك . فقالت : إنه والله ما به من حركة إلى شيء، ووالله ما
زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه هذ ا. فقال لي بعض أهلي : لو استأذنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم في امرأتك، فقد أذن لامرأة هلال بن أمية أن تخدم ه؟
فقلت : لا أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يدريني ماذا يقول رسول الله صلى الله عليه
وسلم، إذا استأذنته فيها وأنا رجل شاب ! فلبثت بذلك عشر ليالٍ، فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى
عن كلامن ا .
1414
ثم صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا، فبينما أنا جالس على الحال التى
ذكر الله تعالى منا، قد ضافت علي نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت، سمعت صوت صارخ أوفى
على سلع يقول بأعلى صوته : يا كعب بن مالك أبشر فخررت ساجداً، وعرفت أنه قد جاء فرج . فآذن
رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس بتوبة الله عز وجل علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس
يبشروننا، فذهب قبل صاحبي مبشرون، وركض رجل إلي فرساً وسعى ساع من أسلم قبلي وأوفى
على الجبل، فكان الصوت أسرع من الفرس، فلما جاءني الذى سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي
فكسوتهما إياه ببشراه، والله ما أملك غيرهما يومئذ، واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت أتأمم رسول الله
صلى الله عليه وسلم يتلقانى الناس فوجاً فوجاً يهنئوني بالتوبة ويقولون لي : لتهنك توبة الله عليك، حتى
دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس حوله الناس، فقام طلحة بن عبيد الله رضي
الله عنه يهرول حتى صافحني وهنأني، والله ما قام رجل من المهاجرين غيره، فكان كعب لا ينساها
لطلحة . قال كعب : فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وهو يبرق وجهه من السرور
: أبشر بخير يوم مرّ عليك مذ ولدتك أمك، فقلت : أمن عندك يا رسول الله أم من عند ا لله ؟ قال : لا ،
بل من عند الله عز وجل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأن وجهه
قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه، فلما جلست بين يديه قلت : يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من
مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمسك عليك بعض مالك فهو
خير لك، فقلت : إني أمسك سهمي الذى بخيبر . وقلت : يا رسول الله إن الله تعالى إنما أنجاني بالصدق،
وإن من توبتي أن لا أحدثَ إلا صدقاً ما بقيت ، فو الله ما علمت أحداً من المسلمين أبلاه الله في صدق
الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن مما أبلاني الله تعالى ، والله ما تعمدت
كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومي هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله تعالى
فيما بقي، قال : فأنزل الله تعالى : } لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة
العسرة ( حتى بلغ : }إنه بهم رؤوف رحيم . وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما
رحبت { حتى بلغ : }اتقوا الله وكونوا مع الصادقين { ) )التوبة 117 ، 19 1( ( قال كعب : والله ما أنعم الله
علي من نعمة قط بعد إذ هداني الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن لا أكون كذبته، فأهلك كما هلك الذين كذبوا، إن الله تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما
قال لأحد، فقال الله تعالى : }سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس
ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى
عن القوم الفاسقين { ) )التوبة : 5،96 9( ( .
قال كعب : كنا خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
حلفوا له ، فبايعهم واستغفر لهم، وأرجأ رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله تعالى فيه
بذلك، قال الله تعالى : }وعلى الثلاثة الذين خلفو ا { وليس الذي ذكر مما خلفنا تخلفنا عن الغزو، وإنما هو
تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه . متفق عليه .
1515
وفى رواية »أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك يوم الخميس، وكان يحب أن يخرج
يوم الخميس »
وفى رواية : » وكان لا يقدم من سفر إلا نهاراً في الضحى، فإذا قدم بدأ بالمسجد فصلى فيه ركعتين ثم
جلس فيه . »
-22/10 وعن أبي نجيد- ضم النون وفتح الجيم – عمران بن الحصين الخزاعى رضي الله عنهما أن
امرأة من جهينة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى حبلى من الزنى، فقالت : يا رسول الله أصبت
حداً فأقمه علي، فدعا نبي الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال : أحسن إليها، فإذا وضعت فأتني، ففعل
فأمر بها نبي الله صلى الله عليه وسلم، فشدت عليها ثيابها، ثم أمر بها فرجمت، ثم صلى الله عليه وآله
وسلم عليه ا . فقال له عمر : تصلى عليها يا رسول الله وقد زنت، قال : لقد تابت توبة لو قمست بين سبعين
من أهل المدينة لوستعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل ؟ ! » رواه مسلم .
-23/11 وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : » لو أن لابن آدم
وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب » ) )متفق
عليه ( ( .
-24/12 وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : »يضحك الله سبحانه
وتعالى إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل، ثم يتوب الله على
القاتل فيسلم فيستشهد » ) )متفق عليه ( ( .