الجمعة، 2 نوفمبر 2012

الثوم يقلل مستويات السرطان

الشقفة. جيجل .الجزائر  - توصلت دراسة جديدة إلى أن الخضار المجمدة قد تكون أكثر فائدة للجسم من الطازجة بسبب احتفاظ الأولى بقسم كبير من مكوناتها الغذائية خلال عملية التصنيع.

وتقول الاختصاصية البريطانية في التغذية شينكر إن هناك اعتقادا سائدا "بأن الخضار التي توضع في أطباقنا على المائدة تحتوي على كافة المكونات الغذائية، ولكن هذا ليس صحيحاً في معظم الأوقات".

وأوضحت أن المكونات الغذائية للخضار الطازجة تفقد قيمتها الغذائية منذ الدقيقة التي يتم
فيها قطفها، ناهيك عن تخزينها ونقلها إلى المحلات التجارية وهذا قد يستغرق أسبوعين.

ووفق الدراسة فإن البازلاء تفقد 45% من قيمتها الغذائية بعد فترة تتراوح ما بين 11 و15 يوماً من قطافها ونقلها إلى المحلات التجارية ووضعها مطهية على الموائد.

وبرأي الباحثين فإن الخضار المجمدة أفضل للصحة من الطازجة لأنها تعالج وتعبأ في مستوعبات أو أكياس بلاستيكية فور قطافها، مضيفة أن أفضل طريقة للحصول على المنافع الأساسية للخضار هو أكلها أو طهيها بعد فترة قصيرة من قطافها.

وتؤكد هذه الدراسة نتائج دراسة أخرى نشرها باحثون في مركز أبحاث الأغذية في جامعة شفيلد هالم أن منتجات الخضار المجمدة ليست أقل أهمية من الناحية الغذائية من الخضار الطازجة.

وقالت الباحثة شارلوت هاردين علينا الإقلاع عن فكرة أن الأطعمة الطازجة أفضل دائماً من المجمدة أو المعبأة داخل مستوعبات معدنية.

الثوم يقلل مستويات السرطان

من ناحية آخرى وفي سياق دراسة تجريبية محدودة، صمم باحثون أميركيون فحصا جديداً للبول يمكنه قياس أي عملية تسرطن محتملة ومؤشر استهلاك الثوم معا. وأشارت نتائج الاختبار إلى أنه كلما زاد استهلاك الثوم انخفضت مستويات عمليات التسرطن.

ورصدت الدراسة المنشورة بدورية "الكيمياء التحليلية" عمليات الجسم المرتبطة بالمركبات المحتوية على النيتروجين. ويشمل ذلك العملية المعروفة باسم النترزة (nitrosation)، أي تحول مواد موجودة بالطعام والماء الملوث إلى مسرطنات.

ويقول البروفيسور إيرل هاريسُن مؤلف الدراسة وأستاذ التغذية البشرية بجامعة أوهايو الأميركية، إنه وفريقه طوروا اختبارا لقياس مركبين مختلفين بالبول، أحدهما يتصل بمخاطر السرطان، والآخر يشير لمستوى استهلاك الثوم.

وأوضح أن نتائج اختبار المركبين متناسبة عكسيا، فكلما ارتفع مؤشر استهلاك الثوم انخفض مؤشر مخاطر السرطان.

وقد سعى العلماء إلى أن يجدوا تدخلاً غذائياً لوقف عملية تكوين المسرطنات بالجسم (النترزة). وتنجم عملية النترزة غالباً عن التعرّض لمركبات "النترات" ومصدرها لحوم معالجة أو ممارسات إعداد الطعام بالحرارة الفائقة أو مياه ملوثة بمخلفات صناعية وزراعية.

طازج ومعتق

يتحول 20% من النترات المستهلكة إلى نتريت، وهذه بدورها تتحول عبر مسلسل أحداث وتفاعلات لمركبات النتروزمين، وكثير منها مسرطن.

وتحتوي الخضروات أيضا على النترات، لكن دراسات سابقة وجدت أن فيتامين "سي" في الخضروات يخفض مخاطر تحوُل النترات إلى سُميّات. لذلك يرجح الباحثون أن مغذيات الثوم قد تكون لها تأثيرات مضادة للأكسدة مثل فيتامين "سي".

وقد بدأ هذا البحث بدراسة لمجموعة بشرية صغيرة بجامعة بنسلڤانيا على مدى أسبوع، حيث أطعم الباحثون المشاركين في الدراسة حمية خالية من النترات والثوم، كما تلقوا جرعة نترات صوديوم بصيغة لا تتسمم، لكنها تظهر في البول كمؤشر لعملية تسمم محتملة.

ثم تلقت مجموعات المشاركين كبسولات تحتوي مستويات مختلفة من الثوم الطازج هي: غرام واحد، وثلاثة غرامات، وخمسة غرامات، أو ثلاثة غرامات من خلاصة الثوم المعتق. وتلقت مجموعة مشاركين أخرى نصف غرام من فيتامين "سي".

وأعطيت جرعة النترات وكبسولات الثوم لسبعة أيام، وجمعت خلالها عينات البول لجميع المشاركين أربع مرات. ثم لجأ فريق بحث بنسلڤانيا إلى هاريسن وزملائه بجامعة أوهايو لاستكشاف الأساليب المطلوبة لقياس مؤشرات استهلاك الثوم والنترزة بالبول.

عرقلة المسرطنات

وطور فريق هاريسن اختبارا للبول بأسلوبي الفصل الكروماتوغرافي الغازي ومطياف الكتلة. ويفصل الأول بين مكونات الخليط (العينة) لاكتشاف مواد بعينها، واستخدم سابقا لقياس المركب الدال على حدوث عملية النترزة.

وسمحت إضافة مطياف الكتلة لتحليل العينة بتحديد سمات البنى الكيميائية للجزيئات الموجودة بالعينة، أي في هذه الحالة استكشاف وجود مركب بعينه يخرج مع البول بعد أكل الثوم.

وباستخدام اختبار تحليل البول الجديد لعينات بول المشاركين بدراسة إمكانات الثوم ضد السرطان، أظهر المشاركون المتلقون للثوم مستويات أقل لمؤشرات عملية النترزة مقارنة بالذين لم يتلقوه.

ورغم محدودية الفروق بين النتائج، جاء استهلاك خمسة غرامات ثوم يوميا مرتبطا بأقل مستوى لمؤشرات وجود المسرطنات المحتملة بالبول. ويزن فص الثوم الواحد بين غرام وخمسة غرامات. كذلك، كان لفيتامين "سي" تأثير مماثل في خفض نفس المؤشرات.

ولاحظ هاريسُن أن أبحاثا سابقة وجدت أن الثوم ونباتات أخرى تحتوي مركبات كبريت توفر عددا من الفوائد الصحية. وتبقى هناك أسئلة عن ماهية هذه الفوائد بالضبط، وكيف يعمل الثوم كتدخل غذائي تحديدا.

ولا تزال آلية تأثير الثوم والمركبات الأخرى في عملية النترزة تخضع لبحث مكثف، وهي ليست واضحة حالياً. والخلاصة أن الثوم قد يؤدي دوراً في عرقلة تكوين المواد النيتروجينية السُميّة، وأن المزيد من الثوم أفضل دائما.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق