السبت، 27 أكتوبر 2012

حياة. العميد مناف طلاس.

العميد مناف طلاس، الذي انشقّ عن الجيش السوري، انتقل من مرحلة «الحظوة» لدى النظام والصداقة مع الرئيس السوري بشار الأسد، الى خيار الانشقاق عن الجيش ومغادرة الأراضي السورية. ينظر الى مناف طلاس (48 عاماً) على أنه أحد رموز «الشباب المدلّل» في دمشق. بهي الطلعة، أنيق، يحب السيارات الفخمة، يدخّن السيجار، ويرتاد المقاهي الحديثة في العاصمة السورية. وتبقى الكوت دازور الفرنسية وجهته المفضّلة خلال فصل الصيف. كان والده العماد مصطفى طلاس صديقاً للرئيس الراحل حافظ الأسد، فأصبح مناف صديقاً لباسل الأسد. وعلى خطى والديهما اللذين التقيا في المدرسة الحربية في حمص في بداية الخمسينيات، توجّه باسل ومناف نحو الحياة العسكرية، وكانا ضابطين في الحرس الجمهوري، قوّات النخبة العسكرية في البلاد. وقام مصطفى طلاس بخيار فائق الذكاء: وضع إبنه الثالث في الجيش وإبنه الأكبر فراس في مجال الأعمال. وكان فراس يشرف على مجموعة «من أجل سورية» المتخصّصة بإمداد الجيش السوري بالمواد الغذائية والملابس والأدوية. وقد أعطت عائلة الأسد عائلة طلاس هذا الامتياز، لأن مصطفى طلاس، المنتمي الى الطائفة السنّيّة، كان يشكّل إحدى الضمانات السنّيّة لنظام عائلة الأسد العلويّة. بين 1958 و1961، فترة إعلان الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسورية، كان حافظ الأسد ومصطفى طلاس، العضوان في حزب البعث، يخدمان في القاهرة، وكانا معارضين للوحدة. في العام 1970، وصل حافظ الأسد الى السلطة، وبعد سنتين عيّـن طلاس وزيراً للدفاع. وإذا كان حافظ الأسد انصرف الى السياسة، فإن مهامّ مصطفى طلاس الدفاعية لم تمنعه من وضع كتاب عن الأزهار في سورية، وكتب أخرى معادية للساميّة، وبعض القصائد الموجّهة الى الممثّلة الإيطالية جينا لولو بريجيدا. وقبل سنة، أقصي مناف عن مهامّه في الحرس الجمهوري بعد أن فقد النظام الثقة به؛ إذ قام بمحاولات مصالحة لم يكتب لها النجاح بين السلطة والمعارضين في الرستن، مسقط رأسه، ودرعا.
تخلى مناف طلاس عن بزّته العسكرية منذ بضعة أشهر، وبات يتنقّل بملابس مدنية، وقد وقع الطلاق بين مناف طلاس والنظام خلال العملية العسكرية على حيّ بابا عمرو في مدينة حمص، عندما رفض قيادة الوحدة التي هاجمت الحيّ ثم أسقطته. ومنذ ذلك الوقت، طلب منه الرئيس السوري ملازمة المنزل. وما زاد في غضب مناف طلاس، هو رفض الرئيس السوري ترقيته الى رتبة لواء في قرار الترقيات السنوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق