الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

كتاب المفاتيح العشرة للنجاح .. للدكتور إبراهيم الفقي

الدكتور إبراهيم الفقي رجل عصامي، بنى نفسه بنفسه، وخسر كل شيء
مرتين ثم عاد للوقوف على قدميه من جديد، وهو مغامر مقدام من الطراز
الول، نال نصيبه غير منقوص من الهجوم -على المستويين الشخصي
والمهني- لكنك ل تملك أمام أسلوبه السهل وكم المعلومات الكبير الذي يضرب
به المثل على صحة ما يقول، إل أن تُعجب به وأن تسمع له، ففي نهاية
المطاف، ما ضرر جرعة إضافية من المل، والمزيد من التفاؤل، واليمان
بأن النجاح ممكن، شريطة أل نحبس أنفسنا من داخلها عنه.
بعد مرور دقائق على استماعك لمحاضرة من محاضراته، ستجد أن معلوماته
عن سير الناجحين وفيرة وغزيرة، وهو خرج منها بنظريات ومعتقدات
مقبولة، وهو قضى حياته باحثاً عن إجابة سؤالين:
-1 لماذا يكون البعض أكثر نجاحاً من غيرهم
-2 لماذا يكون لدى البعض المعرفة والموهبة الكافيتان للنجاح، ورغم ذلك
يعيشون عند مستوى أقل مما هم قادرون على العيش عنده
تطلبت الجابة دراسة الدكتور للعلوم إدارة العمال والمبيعات والتسويق
وغيرها، وحضوره لكثير من الحلقات الدراسية وقراءة آلف الكتب. يرى
الدكتور الجابة في صورة مفاتيح عشرة وضعها في كتاب سماه: المفاتيح
العشرة للنجاح، الذي نشره في عام 1999 ولم أره إل منذ شهور في قسم
الكتب في أسواق كارفور في دبي- فأرجو السماح!
المفتاح الول: الدوافع والتي تعمل كمحرك للسلوك النساني
ذهب شاب يتلمس الحكمة عند حكيم صيني فسأله عن سر النجاح، فأرشده أنها
الدوافع، فطلب صاحبنا المزيد من التفسير، فأمسك الحكيم برأس الشاب
وغمسها في الماء، الذي لم يتحرك لبضعة ثوان، ثم بدأ هذا يحاول رفع رأسه
من الماء، ثم بدأ يقاوم يد الحكيم ليخرج رأسه، ثم بدأ يجاهد بكل قوته لينجو
بحياته من الغرق في بحر الحكمة، وفي النهاية أفلح.
في البداية كانت دوافعه موجودة لكنها غير كافية، بعدها زادت الدوافع لكنها لم
تبلغ أوجها، ثم في النهاية بلغت مرحلة متأججة الشتعال، فما كانت من يد
الحكيم إل أن تنحت عن طريق هذه الدوافع القوية. من لديه الرغبة المشتعلة
في النجاح سينجح، وهذه بداية طريق النجاح.
المفتاح الثاني: الطاقة التي هي وقود الحياة
العقل السليم يلزمه الجسم السليم، ول بد من رفع مستوى كليهما حتى نعيش
حياة صحية سليمة. خير بداية هي أن نحدد لصوص الطاقة اللزمة لحياتنا
نحن البشر، وأولها عملية الهضم ذاتها، والتي تتطلب من الدم –وسيلة نقل
الطاقة لجميع الجسم- أن يتجه 80 % منه للمعدة عند حشو الخيرة بالطعام،
وصلي ال وسلم على من قال جوعوا تصحوا. القلق النفسي هو اللص الثاني
للطاقة، ما يسبب الشعور بالضعف، والثالث هو الجهاد الزائد دون راحة.
الن كيف نرفع مستويات الطاقة لدى كل منا- على المستوى الجسماني
والعقلي والنفسي؟ الرياضة والتمارين، ثم كتابة كل منا لهدافه في الحياة،
ومراجعتها كل يوم للوقوف على مدى ما حققناه منها، ثم أخيرًا الخلو بالنفس
في مكان مريح يبعث على الراحة النفسية والهدوء والتوازن.
المفتاح الثالث: المهارة والتي هي بستان الحكمة
جاء في فاتورة إصلح عطل بماكينة أن سعر المسمار التالف كان دولر
واحد، وأن معرفة مكان هذا المسمار كلف 999 دولر. يظن البعض أن
النجاح وليد الحظ والصدف فقط، وهؤلء لن يعرفوا النجاح ولو نزل بساحتهم.
المعرفة هي القوة، وبمقدار ما لديك من المعرفة تكون قوياً ومبدعًا ومن ثم
ناجحًا.
كم من الكتب قرأت وكم من الشرائط التعليمية سمعت مؤخرًا؟ وكم من الوقت
تقضي أمام المفسديون؟ شكت شاكية حضرت محاضرة للدكتور أنها فٌصلت
من عملها كنادلة في مطعم، فسألها هل تعلمت أو قرأت أي شيء لتكوني
مؤهلة للعمل في المطاعم، فجاء ردها بأن العمل في المطاعم ل يحتاج إلى
تعلم أي شيء، وهذا الجهل كلفها وظيفتها. لتصل إلى غد أفضل ومستقبل
زاهر بادر بتعلم المزيد دون توقف، وتذكر الحكمة الصينية القائلة بأن القراءة
للعقل كالرياضة للجسم.
“”"أود هنا ذكر معلومة لغوية، أل وهي معنى كلمة حظ في اللغة العربية،
في النجليزية –وهذه ترجمة قاصرة، إذ أن Luck والتي هي ترجمة كلمة
تعريف الحظ في اللغة العربية هو النصيب، ففي القرآن نجد الية: (وما يُلقاها
إل الذين صبروا، وما يُلقاها إل ذو حظ عظيم) وفي اللغة يُقال فلنًا على حظ
من القوة، وفلنة ذات حظ من الجمال، وكلها تعني النصيب والقدر، فهل كان
أجدادنا العرب ل يعرفون -أو قل ل يعترفون- بما اتفق على تسميته الحظ
اليوم؟ “”"
المفتاح الرابع: التصور (التخيل) هو طريقك إلى النجاح
إنجازات ونجاحات اليوم هي أحلم وتخيلت المس، فالتخيل بداية البتكار،
وهو أهم من المعرفة ذاتها، وهو الذي يشكل عالمنا الذي نعيش فيه. الكثير من
الحلم كانت محط سخرية العالم قبل تحققها، مثل حلم فريد سميث مؤسس
فيدرال اكسبريس، وحلم والت ديزني الذي أفلسه ست مرات حتى تحقق.
يحدث كل شيء داخل العقل أولً، لذا عندما ترى نفسك ناجحاً قادرًا على
تحقيق أهدافك مؤمنًا بذلك في قلبك، كل هذا سيخلق قوة ذاتية داخلية تحقق هذا
الحلم.
تموت بعض الفكار العظيمة قبل أن تولد لسببين: عدم اليمان الداخلي، وتثبيط
المحيطين بنا. المكان الوحيد الذي تصبح أحلمك فيه مستحيلة هو داخلك أنت
شخصيًا.
المفتاح الخامس: الفعل (تطبيق ما تعلمته) هو الطريق إلى القوة
المعرفة وحدها ل تكفي، فل بد وأن يصاحبها التطبيق العملي، والستعداد
وحده ل يكفي، فل بد من العمل. بل إن المعرفة بدون التنفيذ يمكنها أن تؤدي
إلى الفشل والحباط. الحكمة هي أن تعرف ما الذي تفعله، والمهارة أن تعرف
كيف تفعله، والنجاح هو أن تفعله! يتذكر النسان العادي 10 % أو أقل مما
يسمعه، و 25 % مما يراه، و 90 % من الذي يفعله. ينصحنا أصحاب النجاح
دوماً أنه ما دمنا مقتنعين بالفكرة التي في أذهاننا، فيجب أن ننفذها على
الفور.
موانع الناس من التحرك ل يخرجون عن اثنين: الخوف (من الفشل أو من عدم
تقبل التغيير أو من المجهول أو الخوف من النجاح ذاته!) والمماطلة والتلكؤ
والتسويف. حل هذه المعضلة هو وضع تخيل لسوأ شيء يمكن أن يحدث
وأفضل ما يمكن حدوثه نتيجة هذا التغيير، ثم المقارنة بين الثنين.
ليس هناك فشل في الحياة، بل خبرات مكتسبة فالقرار السليم يأتي بعد الخبرة
التي تأتي من القرار غير السليم. ل تقلق أبداً من الفشل، بل الولى بك أن تقلق
على الفرص التي تضيع منك حين ل تحاول حتى أن تجربها. الحكمة اليابانية
تقول أنك لو وقعت سبع مرات، فقف في المرة الثامنة. الحياة هي مغامرة ذات
مخاطر أو هي ل شيء على الطلق. التصرف بدون خطة هو سبب كل فشل.
يمكنك أن تأخذ بعض الراحة هنا قبل أن تكمل القراءة، هيا ل تخجل، فالحكمة
أغلى من أن تهدرها بالنسيان. ستعود بعد فاصل قصير فابقوا معنا!
المفتاح السادس: التوقع هو الطريق إلى الواقع
نحن اليوم حيث أحضرتنا أفكارنا، وسنكون غدًا حيث تأخذنا. ما أنت عليه
اليوم هو نتيجة كل أفكارك. كل ما تتوقعه بثقة تامة سيحدث في حياتك فعلً.
سافر الدكتور خارج البلد ومعه عائلته، وفي خلفية عقله راودته فكرة سلبية
أن بيته سيتم سرقته. وفعلً حدث ما توقعه الدكتور. لقد أرسل عقله –دون
إدراك منه - إشارة إيجابية للصوص بأن تفضلوا، وهكذا يفعل الكثيرون منا
بقلقهم الزائد، فنحن غالبًا ما نحصل على ما نتوقعه. نحن نتسبب في تكوين
وتراكم حاجز من التراب ثم بعدها نشكو من عدم قدرتنا على الرؤية بوضوح.
عندما تبرمج عقلك على التوقعات اليجابية فستبدأ ساعتها في استخدام قدراتك
لتحقيق أحلمك. عندما تضبط نفسك وهي تفكر بشكل سلبي — قم على الفور
بلسع نفسك بشكل يسبب لك اللم البسيط بشكل يجعلك تنفر من التفكير السلبي،
وليكن الحديث الشريف “تفاءلوا بالخير تجدوه” شعارك في الحياة.
المفتاح السابع: اللتزام
يفشل الناس في بعض الحيان، ليس ذلك بسبب نقص في القدرات لديهم، بل
لنقص في اللتزام. من يظن نفسه فاشلً بسبب بضعة صعاب داعبته عليه أن
ينظر إلى توماس إديسون الذي حاول عشرة آلف مرة قبل أن يخترع
المصباح الكهربي، وهناك قصة الشاب الذي أرسل أكثر من ألفي رسالة طلب
توظيف فلم تقبله شركة واحدة، ولم ييأس فأعاد الكرة في ألفي رسالة أخرى
ولم يصله أي رد، حتى جاءه في يوم عرض توظيف من مصلحة البريد ذاتها،
التي أعجبها التزامه وعدم يأسه.
اللتزام هو القوة الداخلية التي تدفعنا للستمرار حتى بالرغم من أصعب
الظروف وأشقها، والتي تجعلك تخرج جميع قدراتك الكامنة.
المفتاح الثامن: المرونة وقوة الليونة
كل ما سبق ذكره جميل، لكن لبد من تفكر وتدبر، فتكرار ذات المحاولت
غير المجدية التي ل تؤدي إلى النجاح لن يغير من النتيجة مهما تعددت هذه
المحاولت. لم تستطع الديناصورات التأقلم مع تغيرات البيئة التي طرأت من
حولها فانقرضت، على عكس وحيد القرن (الخرتيت) الذي تأقلم فعاش لليوم.
إذا أصبحت فوجدت طريقك المعتاد للذهاب للعمل مسدودًا، فماذا ستفعل؟ هل
ستلعن الزحام أم ستبحث عن طريق بديل؟
إن اليوم الذي تعثر فيه على فرصة عمل هو اليوم الذي تبدأ فيه البحث عن
عمل آخر، فعليك أن تجعل الفرص دائماً متاحة أمامك. نعم التفاؤل والفكار
اليجابية مطلوبان بشدة، لكن هذا ل ينفي إمكانية حدوث معوقات وتداعيات
يجب الستعداد لها مسبقاً، فالطريق ليس مفروشاً بالورود. اجعل لنفسك دائمًا
خطة بديلة، بل أكثر من خطة واحدة.
المفتاح التاسع: الصبر
كثير من حالت الفشل في الحياة كانت لشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين
من النجاح عندما استسلموا. النسان الذي يمكنه إتقان الصبر يمكنه إتقان كل
شيء. ويكفينا النظر في القرآن وتدبر مغزى عدد مرات ذكر الصبر
والصابرين والصابرات لنعلم أن عدم الصبر هو أحد أسباب الفشل، لنك قبل
النجاح ستقابل عقبات وموانع وتحديات مؤقتة، لن يمكنك تخطيها ما لم تتسلح
بالصبر.
للصبر قواعد هي العمل الشاق واللتزام، حتى يعمل الصبر لمصلحتك. ل
تيأس، فعادة ما يكون آخر مفتاح في سلسلة المفاتيح هو الذي سيفتح الباب.
المفتاح العاشر: النضباط وهو أساس التحكم في النفس
جميعنا منضبطون، فنحن نشاهد المفسديون يومياً بانتظام، لكننا نستخدم هذا
النضباط في تكوين عادات سلبية مثل التدخين والكل بشراهة… بينما
الناجحون يستعملون هذا النضباط في تحسين حياتهم والرتقاء بمستوى
صحتهم ودخلهم ولياقتهم. العادات السيئة تعطيك اللذة والمتعة على المدى
القصير، وهي هي التي تسبب لك اللم والمرض والمعاناة على المدى البعيد.
إذا لم تكن منضبطاً فتداوم على الرغبة في النجاح وتتسلح باليجابية بشكل
يومي وبحماس قوي فحتماً ستفشل.
النضباط الذاتي هو التحكم في الذات، وهو الصفة الوحيدة التي تجعل النسان
يقوم بعمل أشياء فوق العادة، وهو القوة التي تصل بك إلى حياة أفضل،
فالمثابرة تقضي على أي مقاومة.
ختم الدكتور إبراهيم كل مفتاح من هذه المفاتيح بهذه المقولة:
عش كل لحظة كأنها الخيرة، عش باليمان، عش بالمل، عش بالحب، عش
بالكفاح، وقدر قيمة الحياة.
رغم ضخامة هذا التلخيص، لكني أدعوكم بشدة وعنف لشراء هذا الكتاب،
وللمداومة على قراءته، وأتمنى لو تطبعون هذه المقالة مرات ومرات،
وتوزعوها على الصدقاء والصحاب، فنحن اليوم في أشد الحاجة للتفكير
اليجابي ولشحن بطاريات المل لدينا، وأختم بما ختم به الدكتور: لن أتمنى لك
حظًا سعيدًا، فأنت من سيصنع نصيبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق