الثلاثاء، 23 أكتوبر 2012

من روائع الشاعر أحمد مطر

آهِ لو يُدرِكُ حُكَّامُ بلادى

مَنْ أكُونْ .

آهِ لو هُم يُدرِكُونْ

لَدَعُوا لى بالبقَاءْ

كُلَّ صُبْحٍ و مساءْ .

أنا مَجنُونٌ ؟

أَجَلْ أدْرِى ،

وأدْرِى أنَّ أشْعارِى جُنُونْ .

لكِنِ الحُكَّامُ لَوْلاىَ

ولوْلا هذهِ الأشعَارِ ماذا يعمَلونْ ؟

فإذا لم أكْتُبِ الشِّعرَ أنا

كيفَ يَعيشُ المُخْبِرونْ ؟

وإذا لم أَشْتمِ الحُكَّامَ

مَنْ يعْتَقِلونْ ؟

وإذا لَم أُعْتقَلْ حَيّاً

فمَن يسْتجْوِبُون ؟

وبماذا يُطْلِقُ الصَّوتَ وكِيلُ الإدِّعَاءْ ؟

وبماذا ياتُرَى

يعملُ أَرْبَابَ القضاءْ ؟

وعلى مَن يحكُمونْ ؟

وإذا لم يَسجِنُونى

فلِمَنْ تُفْتَحُ أبوابَ السجونْ ؟

هؤلاءِ البُؤساءْ

هُمْ يَدُ الحُكمِ

ولولا أننى حَىٌّ لطَاروا فى الهواءْ !

فَأنا أَرْكُضُ ..

والمُخْبِرُ ، والشُّرطِىُّ ، والسَّجَّانُ ،

والجلاَّدُ ، والفرَّاشُ ، والكَاتِبُ ،

والحاجِبُ ، والقَاضى

ورَائى يركُضُونْ !

كلُّهُم باسمِى أنا يشْتَغِلونْ .

كلُّهُم من خيرِ شِعرِى يأكُلونْ !

* * *
آهِ لو يُدرِكُ حُكَّامُ بلادى العُقَلاءْ

آهِ لو هُم يُدرِكُونْ

أنَّهُم لولا جُنونِى .. عاطِلونْ

لَرَمُوا تِيجَانَهُم تحتَ الحِذاءْ

وأتَوْا من تُهمَتِى يعتذرون .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق