بسم
الله الرحمن الرحيم
بيان بشأن الإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم
الصادرة
في بعض الصحف الأوروبية
الحمد لله، والصلاة والسلام على
رسول الله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه. وبعد:
فقد
استعرض مجلس المجمع الفقهي، في دورته الثامنة عشرة، المنعقدة في مكة
المكرمة، في الفترة مابين 10-14 ربيع الأول 1427هـ الموافق 8-12 أبريل
2006م. ببالغ الاستياء والأسى ما تجرأت عليه صحيفة (يولاندس بوستن)
الدنماركية، وتناقلته عنها بعض الصحف الأوربية والعالمية الأخرى ؛ متجنية
في تصوير رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بصورة مزرية ومهينة، ورسم
هيئات (كاريكاتورية) ساخرة، وتعليقات مسيئة قاصدة من وراء ذلك النيل من
قدر نبي الإسلام ورسول الهدى، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، المبعوث
للبشرية جمعاء، خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة
وأتم التسليم، يدفعهم إلى ذلك الحقد الدفين على هذا الدين العظيم ؛
محاولين أن ينقصوا من قدر نبيه، وأن يشوهوا من سامي تعاليمه، مما أدى إلى
إثارة غضب المسلمين، وجرح مشاعرهم في مختلف أنحاء المعمورة، والإساءة
البالغة لهم في الاعتداء على من يفدونه بأنفسهم وأموالهم، معتدين بذلك على
الحرمات الدينية، ومتجاهلين المواثيق الدولية، والأعراف الإنسانية التي
تحرم مثل هذا العمل المشين وترفضه أشد الرفض.
والمجلس إذ يستنكر هذا التجاوز الممقوت والتجني المسف، الذي قصد به الإساءة
إلى رسول البشرية عليه الصلاة والسلام، وإلى دينه القويم، فإنه يدين ذلك
أشد الإدانة، ويطالب من قاموا به، وساعدوا على نشره، وتضامنوا مع
فاعليه، وفجَّروا بذلك أزمة كبيرة بين بلادهم والعالم الإسلامي، أن
يعلنوا تراجعهم عما أقدموا عليه، ويعتذروا للأمة الإسلامية عن قبيح
صنيعهم، ويطالب مختلف الأفراد والجماعات، والشعوب والمؤسسات، والمحافل
والمنتديات، والحكومات أن يقفوا صفاً واحداً لتحمل مسؤولياتهم كل بحسب
قدرته وموقعه لردع هذا التطاول وأمثاله والأخذ على يد فاعله.
إن هذا
النوع من الإساءة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام هو جزء من الحملة
الشرسة المنظمة التي يشنها الأعداء على ديننا فينبغي أن تتيقظ لها الأمة
وأن تتخذ كل سبل الوقاية منها، وأن تتضافر في ذلك الجهود، فعلى الدعاة
والعلماء بذل قصارى جهدهم لتبصير المؤمنين بمخاطر هذه الهجمة الشرسة، وأن
تستنفر الأمة جميع طاقاتها، وتستخدم وسائل الضغط الممكنة من قبل
الحكومات والشعوب كل بحسبه، لزجر المسيئين، وردع كل من تسول له نفسه المساس
بمقدساتها والنيل منها. وفي هذا الإطار لابد من العمل على استصدار ميثاق
دولي يجرم الإساءة إلى رسل الله وأنبيائه سبحانه ويضع من الإجراءات ما
يصون حرماتهم، ويعاقب كل من يتجنى ويتطاول عليهم، وإن حرية التعبير يجب
أن لا تسمح بالإساءة للآخرين والاعتداء عليهم.
ولا
يفوت المجلس وهو يدعو إلى هذا أن يؤكد على أن أساليب الضغط التي ينشدها
والطرق التي يرغب سلوكها ينبغي أن تكون مضبوطة كلها بضوابط الشرع الحنيف
وبأخلاقيات هذا الدين القويم قال تعالى : ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن
لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى ).
وختاماً :
فإن المجلس يشيد بالأفراد
والجماعات والهيئات والمحافل والمنتديات والشعوب والحكومات على ما أظهروه
من غيرة في بياناتهم وجهودهم المختلفة نصرة لله ورسوله، ويثني على جهود
رابطة العالم الإسلامي فيما صدر عنها من بيانات ومن أعمال تجاه هذا الحادث
الجلل ويؤكد على ذلك كله، ويدعوها لتنسيق الجهود الإسلامية في ذلك،
وإجراء الاتصالات اللازمة مع مختلف الجهات. ويشيد بالدول والحكومات
والمنظمات والمؤسسات من مختلف دول العالم الذين وقفوا مع الأمة
الإسلامية، في هذه القضية واستنكروا هذا العمل المشين.
نسأل
الله العلي القدير أن يكشف الغمة عن هذه الأمة، وأن ينصرها على أعدائها،
ويهيئ لها من أمرها رشداً. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
وسلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق