فعلاً، ينتشر مهندسون وأطباء وعمال إغاثة
أتراك في العاصمة الصومالية مقديشو، يعملون وسط مخيّمات اللاجئين في إطار
جهود تركية ضخمة للتنمية في واحدة من أخطر مدن العالم، والتي تفضّل وكالات
الأمم المتحدة والمؤسّسات الخيرية العالمية التعامل معها أكثر من دولة
كينيا المجاورة الأكثر أماناً. ولعلّ هنالك عوامل رئيسية عدّة تفسّر النهج
المبدئي الذي تنتهجه أنقرة تجاه الصومال منها: الفرص الاقتصادية التي تجعل
تركيا منافساً اقتصادياً عالمياً صاعداً؛ والنظرة الجيوستراتيجية التي
تشكّل جزءاً من طموحات أنقرة العالمية من خلال تحقيق لعب أدوار غير مباشرة.
وتدفّق نحو 500 من عمال الاغاثة والمتطوّعين الأتراك على أراضي مقديشو المقفرة التي قاست ويلات الحرب، لتبدأ حملة من المساعدات الإنسانية، فيما استأنف المتشدّدون نشاطهم بسلسلة من التفجيرات الانتحارية وتفجيرات القنابل المزروعة في الطرق. وترفرف أعلام تركيا وتنتشر لافتات مشاريع إعادة الاعمار التركية في العاصمة التي تمتلئ شوارعها بالحفر والأنقاض وأكوام القمامة. وأثارت جهود تركيا الديبلوماسية التي تصول وتجول في الشرق الأوسط، بعد الانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي، اهتماماً واسعاً على الساحة الدولية. غير أن توجّهها الى أفريقيا لم يلفت كثيراً انتباه العالم الذي يركّز بدرجة أكبر على نشاط الصين في منطقة أفريقيا جنوبي الصحراء.
ويمثّل الصومال نقطة ساخنة في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإسلاميين المتشدّدين، مما يتيح لأنقرة فرصة لتعزيز صورتها كقوّة سلسة على الساحة الدولية.
وربما تكون هناك فرص تجارية جيدة لاقتصاد تركيا المزدهر في قطاعات الطاقة والبناء والزراعة، ولكن أولاً وقبل كل شيء تأتي إعادة الاعمار. عند مبنى البرلمان في مقديشو يجري أطباء أتراك عملية جراحية في مستشفى ميداني مكتظ بالمرضى. حين تقيّد القواعد الأمنية الموظّفين والديبلوماسيين الأجانب في الأمم المتحدة، فإن عمال الاغاثة الأتراك يتحرّكون بحرّيّة، يرتدون سترات عليها علم بلادهم. ويبدو أن حرّيّة حركتهم لا علاقة لها بالدين، فقد ندّدت حركة الشباب الإسلامية المتشدّدة بمشاركة تركيا باعتبارها «غطاء للغزاة الغربيين» واستهدفت مصالح تركية.
واستضافت إسطنبول مؤتمراً دولياً عن الصومال يركّز على تحسين البنية التحتية والأمن. وتركيا من بين عدد متزايد من المانحين غير الغربيين الذين يقدّمون لساحة الاغاثة الإنسانية العالمية تمويلاً وفكراً جديداً علاوة على تجربتهم الخاصة في إدارة الكوارث الطبيعية. وفي آب (أغسطس) أصبح أردوغان أول زعيم من خارج أفريقيا يزور مقديشو منذ نحو 20 عاماً. وعبّر مسؤولون في الأمم المتحدة في أحاديث خاصّة عن إعجابهم بقدرة المؤسّسات الخيرية التركية والموظّفين الحكوميين على العمل في مناطق من العاصمة الصومالية يعتبرها غربيون شديدة الخطورة
وتدفّق نحو 500 من عمال الاغاثة والمتطوّعين الأتراك على أراضي مقديشو المقفرة التي قاست ويلات الحرب، لتبدأ حملة من المساعدات الإنسانية، فيما استأنف المتشدّدون نشاطهم بسلسلة من التفجيرات الانتحارية وتفجيرات القنابل المزروعة في الطرق. وترفرف أعلام تركيا وتنتشر لافتات مشاريع إعادة الاعمار التركية في العاصمة التي تمتلئ شوارعها بالحفر والأنقاض وأكوام القمامة. وأثارت جهود تركيا الديبلوماسية التي تصول وتجول في الشرق الأوسط، بعد الانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي، اهتماماً واسعاً على الساحة الدولية. غير أن توجّهها الى أفريقيا لم يلفت كثيراً انتباه العالم الذي يركّز بدرجة أكبر على نشاط الصين في منطقة أفريقيا جنوبي الصحراء.
ويمثّل الصومال نقطة ساخنة في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإسلاميين المتشدّدين، مما يتيح لأنقرة فرصة لتعزيز صورتها كقوّة سلسة على الساحة الدولية.
وربما تكون هناك فرص تجارية جيدة لاقتصاد تركيا المزدهر في قطاعات الطاقة والبناء والزراعة، ولكن أولاً وقبل كل شيء تأتي إعادة الاعمار. عند مبنى البرلمان في مقديشو يجري أطباء أتراك عملية جراحية في مستشفى ميداني مكتظ بالمرضى. حين تقيّد القواعد الأمنية الموظّفين والديبلوماسيين الأجانب في الأمم المتحدة، فإن عمال الاغاثة الأتراك يتحرّكون بحرّيّة، يرتدون سترات عليها علم بلادهم. ويبدو أن حرّيّة حركتهم لا علاقة لها بالدين، فقد ندّدت حركة الشباب الإسلامية المتشدّدة بمشاركة تركيا باعتبارها «غطاء للغزاة الغربيين» واستهدفت مصالح تركية.
واستضافت إسطنبول مؤتمراً دولياً عن الصومال يركّز على تحسين البنية التحتية والأمن. وتركيا من بين عدد متزايد من المانحين غير الغربيين الذين يقدّمون لساحة الاغاثة الإنسانية العالمية تمويلاً وفكراً جديداً علاوة على تجربتهم الخاصة في إدارة الكوارث الطبيعية. وفي آب (أغسطس) أصبح أردوغان أول زعيم من خارج أفريقيا يزور مقديشو منذ نحو 20 عاماً. وعبّر مسؤولون في الأمم المتحدة في أحاديث خاصّة عن إعجابهم بقدرة المؤسّسات الخيرية التركية والموظّفين الحكوميين على العمل في مناطق من العاصمة الصومالية يعتبرها غربيون شديدة الخطورة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق