الجمعة، 26 أكتوبر 2012

الملك عبدالله الاردني ... ابوه احتضن الاخوان نكاية بعبد الناصر ... فانقلبوا على الابن وهددوا عرشه

قال الملك الأردني عبد الله الثاني الذي يعاني من ثورة شعبية يتزعمها الاخوان إن الحكم بالنسبة إليه ليس مغنماً، كما أنه ليس قائماً على احتكار السلطة، وانتقد ما وصفه بـ"العقليات الرجعية والمتطرفة"، في إشارة إلى التحريض الذي يمارسه الإخوان المسلمون في الشارع.وشدد عبد الله الثاني على أن الحكم بالنسبة إلينا نحن الهاشميين، لم يكن في أي يوم من الأيام مغنماً نسعى إليه، إنما هو مسؤولية وواجب وتضحية نقدمها لخدمة هذه الأمة، والدفاع عن قضاياها ومصالحها، وقد قدمنا في سبيل ذلك العديد من الشهداء
وأضاف "لم يكن الحكم بالنسبة إلينا أيضاً، وفي أي يوم من الأيام، قائماً على احتكار السلطة، ولا على القوة وأدواتها، وإنما على رعاية مؤسسات الدولة التي تُدار من قبل أبناء هذا الشعب بكل فئاته، وفق أحكام الدستور. وهذا النهج نسير عليه منذ عهد الجد المؤسس وإلى اليوم".وألقى الملك الأردني الخطاب خلال لقاء في الديوان الملكي الهاشمي  بحضور ما يزيد على 3 آلاف شخص من مختلف مناطق المملكة استثنى منهم الاخوان الذين قربهم ابوه نكاية بعبد الناصر ... فانقلبوا على ابنه
وقال ملاحظون محليون إن الخطاب الملكي جاء ليُسكت الحملة التي يقودها الإخوان في الشارع ضد النظام ككل "وعلى رأسه الملك"، وليس ضد الحكومة، خاصة أنهم تجاوزوا الخطوط الحمراء في علاقتهم بالمؤسسة الملكية، مغترين بما تحقق في "ثورات الربيع العربي" لإخوان تونس ومصر.وكان الملك عبد الله الثاني نطق بتصريحات شديدة اللهجة ضد الإخوان في مقابلة مع "فرانس برس" "12 ايلول/سبتمبر 2012" جاء فيها: "أقول للإخوان المسلمين انهم يسيئون تقدير حساباتهم بشكل كبير" عبر إعلانهم مقاطعة الانتخابات النيابية
وهو ما جعل إخوان الأردن يراجعون أسلوب التصعيد المباشر ضد المؤسسة الملكية، ويحولون الهجوم إلى المحيطين بالملك ويحملونهم أسباب الفشل، كما ذهب إلى ذلك مراقبون.ومن الأمثلة على محاولة "تحييد" المؤسسة الملكية عن الصراع ما جاء في تصريحات سابقة لحمزة منصور، أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي الواجهة السياسية لإخوان الأردن، الذي أكد أنهم "الإخوان" لن يرفعوا شعار إسقاط النظام، وأن هدفهم الإصلاح تحت سقف الملكية.وألقى منصور باللائمة على المحيطين بالملك ممن قال إنهم "يمارسون ضغوطا على النظام ويوهمونه بأن ما تم تقديمه كاف… هم مجموعات من الفاسدين والمتفردين بالسلطة ".ويقول المراقبون إن الخطاب الملكي الجديد جاء ليقطع الطريق على محاولة الإخوان الفصل أو "تحييد" الملك عن المنظومة السياسية والإدارية للنظام، ويدافع عن النظام برمته
وفي هذا السياق أكد عبد الله الثاني أن النظام في الأردن "هو الدولة بكل مؤسساتها ودوائرها تحت مظلة الدستور.. النظام هو القيم والمبادئ التي تقوم عليها هذه المؤسسات والدوائر، وهو أيضا الكوادر التي تُسيِّر هذه المؤسسات التي تضم جميع فئات ومكونات المجتمع الأردني، وهو المؤسسات والمواطنون، وكل فرد في هذا المجتمع هو جزء من النظام".وأشار إلى أن صوت المواطن في الانتخابات النيابية القادمة هو الذي سيحدد تركيبة البرلمان القادم، والحكومة البرلمانية، وبالتالي السياسات والقرارات التي ستؤثر على حياة جميع المواطنين
وقال الملك الأردني مخاطباً الحضور "إذا أردتم تغيير الأردن للأفضل فهناك فرصة من خلال الانتخابات القادمة، ومن خلال البرلمان القادم، ومن يريد إصلاحات إضافية، أو تطوير قانون الانتخاب، فليعمل من تحت قبة البرلمان القادم، ومن خلال صناديق الاقتراع التي تجسد إرادة الشعب".ولفت إلى ضرورة أن تنظم "القوى السياسية والأحزاب والقوائم نفسها بسرعة، وأن تبني برامجها الانتخابية لمدة 4 سنوات، وأن تطرح فيها للناخبين السياسات التي تريدها، وأية إصلاحات أخرى مطلوبة".وأوضح الملك عبد الله الثاني أنه "بحجم المشاركة "بالانتخابات البرلمانية المقبلة" سيكون حجم التغيير".وقال مراقبون أردنيون إن الخطاب الملكي جاء ليفند الأسس التي بنى عليها الإخوان حملاتهم لتحريض الشارع، ووضعهم في الزاوية بالتأكيد على أن البرلمان هو المؤسسة الوحيدة التي يتم فيها إقرار الإصلاحات وتعميق الديمقراطية
وفي ذات السياق أكد الملك الأردني أن "البرلمان القادم هو بوابة العبور إلى الإصلاح الشامل، وهو المؤسسة الوطنية والدستورية القادرة على إحداث التغيير الحقيقي، وتجاوز تحدياتنا الوطنية من خلال ترسيخ النهج الديمقراطي، وثقافة الحوار، والنقاش المنتج على أحسن المستويات".وتابع "أنا لكل فئات المجتمع، سواء كانت في الحراك أو المعارضة، أو الغالبية الصامتة، والتي نعتبرها جميعا في خدمة الوطن".ولفت إلى أن "الطريق مفتوح أمام الجميع، بما فيهم المعارضة، ليكونوا في البرلمان القادم، وطريق المشاركة السياسية ما زال أيضا مفتوحاً لكل أطياف المجتمع الحريصة على مصلحة الأردن فعلاً لا قولاً".ورفض "الحراك السلبي والشعارات الفارغة ومحاولات إثارة الفتنة والفوضى في البلاد"، وأكّد أن الشعارات البرّاقة "ليست هي الـحل"، مشيراً الى أن "العقليات الرجعية والمتطرفة وغير المتسامحة لا يمكن استئمانها على مستقبل أبنائنا" .ورأى المراقبون أن الملك عبد الله الثاني طرح لأول مرة في خطابه كل الشعارات وناقش كل القضايا المحلية من دون أية محرّمات بما في ذلك شعار إسقاط النظام الذي رفعه الإخوان في الحركات الشعبية
وأضاف هؤلاء أن الخطاب الملكي أعاد الإخوان إلى حجمهم الطبيعي، وليس مستبعدا أن يتراجعوا إلى الواجهة الخلفية ويحاولوا تحريك الاحتجاجات من وراء ستار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق