في اليمن، لا يبدو أن شيئاً قد تغيّر، لا
يزال علي عبد الله صالح يمسك ليس بنصف الحكومة فقط، بل بما يمثّل 90 في
المئة من السلطة، فالمحافظون وكبار المسؤولين السياسيون والأمنيون وجزء
كبير من الجيش تحت سيطرته، وربما هذا ما دعاه الى أن يبعث برسالة تهنئة
لنجله الأكبر بمناسبة بلوغه الأربعين من عمره، كأنه يقول: لقد صار إبني
مستوفياً شرطاً أساسياً من شروط الترشّح لمنصب رئاسة الجمهورية، مراهناً
على ما لديه من قوّة لتحقيق هذا الهدف الذي جاءت الثورة لتسقطه. لكنه ما
زال يستيقظ من نومه صباح كل يوم على كابوس متكرّر. منذ إخراجه من الحكم
وخلعه عن الكرسي وإبعاده عن السلطة التي عشقها ونام في أحضانها طوال 33
عاماً، ينهض وهو غير مصدّق أنه صار في الأرشيف. يخاطب نفسه: «لم أعد حاكماً
على اليمن، أنا صانع الوحدة في هذه البلاد الكبيرة، أنا الذي كان يرقص على
رؤوس الثعابين ويناور ويلعب». فهل يعدّ الرئيس المخلوع، الذي أطلق عليه
لقب «الراقص على رؤوس الثعابين»، العدّة للعودة الى السلطة والقيام بثورة
مضادّة؟
لا شك في أنه مشهد مثير ومحُزن في شأن عسكري قديم كان يعمل سائقاً لأحد الضبّاط في مدينة تعز، وصار فجأةً رئيساً للجمهورية العربية اليمنية. ومن بعدها صار رئيساً للجمهورية اليمنية بعد إعلان وحدة الشطرين. اعتقد الجميع يوم تسلّمه السلطة أنه بدل عن ضائع سيأتي قريباً، وأن مصيره سيكون الموت اغتيالاً كما حدث مع الرؤساء الذين سبقوه، لكنه كان أمهر مما كان متوقّعاً. تخلّص من خصومه والأصدقاء الواحد تلو الآخر، واستطاع لاحقاً التخلّص من علي سالم البيض، شريكه في تلك الوحدة، بعد حرب صيف 1994، وصار حاكماً مطلقاً لليمن من دون منافس. لكن الرجل اليوم، لم يصدّق بعد أنه صار في المخزن كما أنه صار في الماضي. لا يزال يتصرف كرئيس، أو كـ«زعيم»، بحسب اللقب الذي أطلقته عليه وسائل الاعلام الخاصّة التي يملكها، أو يصرف عليها من بقايا ثروة الشعب التي صارت في جيبه.
«الزعيم» هو اللقب الجديد لصالح. لقب من اختراع «الفلول» الباقية، وهي تلك الفئة التي خسرت مصالحها بعد خلع الرئيس الصالح. فئة مكوّنة من مثقّفي السلطان الذين يعتقدون أن الرئيس الصالح قادر على محو ثورة الشباب التي قامت ضدّه، لأنه «الزعيم» الذي استطاع الافلات من كل المخاطر والفتن والمؤامرات التي كادت تودي بحياته.
«زعيم» المؤتمر الشعبي
الرجل لا يزال قويّاً ويمتلك القدرة على فعل تغيير ما في معادلة اللعبة السياسية في البلاد، فهو لا يزال يتمسك بمنصبه رئيساً لحزب المؤتمر الشعبي العام، على رغم مخالفة هذا الأمر لنصّ يقول في اللائحة التنظيمية لذلك الحزب، إن رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام هو رئيس الجمهورية، وهو ما أدّى إلى قيام أعضاء كبار في هذا الحزب بكتابة بيان يناشدون فيه صالح ترك رئاسة الحزب، في الوقت نفسه الذي قام فيه أبرز مستشاري صالح السابقين، عبد الكريم الإرياني، بترك البلاد احتجاجاً على الأفعال التي يقوم بها الرئيس السابق بهدف عرقلة سير اليمن نحو مستقبله. وهو الأمر الذي أدّى إلى عرقلة سير عمل اللجنة الفنّيّة المخوّلة الاعداد للحوار الوطني. كما يواجه حزب المؤتمر الشعبي العام حالة انقسام حادّ، بين تيار معتدل يسعى إلى التعايش مع المتغيّرات التي فرضتها حركة الاحتجاجات، والتسوية السياسية المتمثّلة بالمبادرة الخليجية، وتيار متشدّد يدفع بصالح إلى التمّسك برئاسة الحزب والاستمرار في المشهد السياسي.
أما الهدف، فيتمثّل في تصفية حسابات مع خصومه الذين يتّهمهم صالح بالوقوف وراء الاحتجاجات التي أفضت إلى إزاحته من رئاسة الدولة، وخصوصاً التيار الإسلامي المتمثّل حزبياً بالتجمّع اليمني للاصلاح، وقبلياً بزعماء قبيلة حاشد من أولاد الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، وعسكرياً بأبرز قادة الجيش وهو اللواء علي محسن صالح الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرّع، الذي أعلن انشقاقه عن صالح وانضمامه إلى الثورة الشبابية التي شهدتها اليمن في العام المنصرم 2011.
ويسعى صالح إلى الافادة من خلافات معارضيه التي برزت إلى السطح، خصوصاً بين الإسلاميين والقوى الأخرى التي يأمل استقطابها وإبعادها عن التحالف القائم، في إطار ما عرف بتكتّل أحزاب «اللقاء المشترك».
«أنا أو الطوفان»
«الزعيم» يريد تحقيق شيء في رأسه ولا شيء آخر.. «أنا أو الطوفان». لا يزال يقول للمقرّبين منه، حال زيارتهم له وبلهجة واثقة: «سأترك اليمن على الحالة نفسها التي استلمتها بها في العام 1978، غارقة في الحروب والاغتيالات».
ما يحدث اليوم يقول ويؤكّد هذا الأمر، فالمتأمّل لتحرّكات الرئيس المخلوع ومؤيّديه يدرك حجم الخطر الذي يتهدّد الثورة اليمنية وأهدافها، ومما لا شك فيه أن تخبّط «اللقاء المشترك» وتفتّت قوى الثورة الشبابية، قد ساهما في تقدّم الثورة المضادّة التي تحاول إعادة عقارب الساعة للوراء، وهو الأمر الذي سيؤدّي إلى انهيار شامل، إذ لا أحد بإمكانه تحمّل ثلاثين سنة أخرى من الهمينة غير العاقلة على مقدّرات البلاد وثرواتها.
هو لا يريد أن تستقرّ هذه البلاد على جغرافيا أمان، ومنها ما حدث من اقتحام ونهب لمقرّ وزارة الداخلية. هي رسالة منه قويّة تقول، من خلال بقاياه الرابضة على عنق البلاد وقلبها وتمسّك بها بشدّة: «سوف أظلّ هنا ولن يتقدّم اليمن خطوة إلى الأمام من دوني وأفراد عائلتي».
أين أحزاب «المشترك»؟
لكن أين أحزاب المعارضة السابقة أو أحزاب «اللقاء المشترك» التي صارت، بحكم بنود المبادرة الخليجية، شريكة في حكم البلد. بعض أركان أحزاب «اللقاء المشترك»، ومنهم محمد عبد الملك المتوكّل، القيادي في حزب القوى الشعبية، والمقرّب من جماعة الحوثيين، لم يتردّد في زيارة صالح في قصره لتهنئته لمناسبة عيد الجلوس، يوم السابع عشر من تموز (يوليو)، وهو اليوم الذي أتى فيه صالح إلى الحكم في العام 1978.
زيارة أظهرت مدى الانشقاق في صفوف أحزاب «المشترك»، وأشعلت ساحات الحوار حول أسباب هذه الزيارة، ما دفع بالمتوكّل إلى تبريرها بقوله: «إنها زيارة شخصيّة وصالح بريء لم تتمّ إدانته». وهو الأمر الذي دفع بالأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، ياسين سعيد نعمان، إلى الردّ قائلاً: «لا نفهم كيف تكون زيارة شخصية في هذا السياق السياسي الذي نشهده».
وثمّة من يتحدّث عن اتصالات مباشرة بين صالح وزعيم جماعة «الحوثيين» عبد الملك الحوثي لأول مرّة منذ حزيران (يونيو) 2004 تاريخ اندلاع أول مواجهة بين الجيش اليمني وجماعة الحوثي، والتي تطوّرت الى ستة حروب خلال السنوات التالية. ويقال إن الرئيس اليمني السابق، دعا الى فتح صفحة جديدة بين حزبه والجماعة، محمّلاً خصمه اللواء المنشقّ علي محسن الأحمر مسؤولية الحروب التي خاضها الجيش اليمني مع الحوثيين.
يضاف إلى هذا كلّه، الأداء السيّئ لحكومة الوفاق الوطني المحسوبة على أحزاب المعارضة السابقة والوضع الأمني المتردّي. صارت المدن ساحة مفتوحة للاغتيالات والأحزمة الناسفة.. الموت في كل مكان ولم يعد أحد آمناً على حياته.. ولم يكن احتلال وزارة الداخلية ونهب محتوياتها سوى تجسيد لهذا التردّي. كيف يكون المواطن آمناً على حياته والوزارة المعنيّة بأمر حمايته يجري احتلالها بذلك الشكل الفاضح وفي وضح النهار؟
التقارير الاخبارية جاءت متضاربة، مقسومة بين فريقين. التقارير التابعة لفريق علي عبد الله صالح قالت إنه ليس لهذا «الزعيم» دخل بالهجوم الذي حدث على وزارة الداخلية. الفريق الآخر يصرّ على أن القوّات التي هجمت على تلك الوزارة ما هي إلا تابع لذلك الرئيس السابق، الذي لا يريد لليمن السعيد أن يمضي خطوة واحدة من دونه إلى الأمام.
ووسط هذا الانقسام، وحده صالح يتحرّك في كل مكان. يرفض السفر إلى الولايات المتحدة لمواصلة علاجه، أو هكذا يقال. يتحرّك بكامل قواه العسكرية المكوّنة من الحرس الجمهوري كأنه رئيس فعلي، فيما يبقى الرئيس عبد ربه منصور هادي محاصراً في بيته القديم بلا حرس جمهوري. هو الحرس الجمهوري نفسه الذي من المفترض أن يكون حامياً له في ذلك البيت الباقي في المنطقة الغربية من صنعاء. ولا يريد الرئيس هادي مغادرته خوفاً من انتقاله إلى دار الرئاسة. هي تلك الدار المحفوفة بأكثر من خطر داهم على حياته. وبناءً عليه، يبدو واضحاً السبب الذي دفع بالرئيس عبد ربه منصور هادي إلى بناء أسوار كبيرة حول بيته الكائن في الجهة الغربية من صنعاء. هو البيت ذاته الذي يقيم فيه من زمان، لكنه الآن زاد أسواراً كثيرة حول البيت نفسه. زيادة في أسوار تقول بحالة الخوف المقيمة في قلبه مع أن حياته محصّنة بحماية دولية وبـ«مبادرة» خليجية ـ أميركية، عملت على التمهيد لوصوله إلى الكرسي، لكن هناك رعباً أكبر يقيم في داخله: رعب صالح أن يعود إلى القصر، ولو عن طريق نجله أحمد
لا شك في أنه مشهد مثير ومحُزن في شأن عسكري قديم كان يعمل سائقاً لأحد الضبّاط في مدينة تعز، وصار فجأةً رئيساً للجمهورية العربية اليمنية. ومن بعدها صار رئيساً للجمهورية اليمنية بعد إعلان وحدة الشطرين. اعتقد الجميع يوم تسلّمه السلطة أنه بدل عن ضائع سيأتي قريباً، وأن مصيره سيكون الموت اغتيالاً كما حدث مع الرؤساء الذين سبقوه، لكنه كان أمهر مما كان متوقّعاً. تخلّص من خصومه والأصدقاء الواحد تلو الآخر، واستطاع لاحقاً التخلّص من علي سالم البيض، شريكه في تلك الوحدة، بعد حرب صيف 1994، وصار حاكماً مطلقاً لليمن من دون منافس. لكن الرجل اليوم، لم يصدّق بعد أنه صار في المخزن كما أنه صار في الماضي. لا يزال يتصرف كرئيس، أو كـ«زعيم»، بحسب اللقب الذي أطلقته عليه وسائل الاعلام الخاصّة التي يملكها، أو يصرف عليها من بقايا ثروة الشعب التي صارت في جيبه.
«الزعيم» هو اللقب الجديد لصالح. لقب من اختراع «الفلول» الباقية، وهي تلك الفئة التي خسرت مصالحها بعد خلع الرئيس الصالح. فئة مكوّنة من مثقّفي السلطان الذين يعتقدون أن الرئيس الصالح قادر على محو ثورة الشباب التي قامت ضدّه، لأنه «الزعيم» الذي استطاع الافلات من كل المخاطر والفتن والمؤامرات التي كادت تودي بحياته.
«زعيم» المؤتمر الشعبي
الرجل لا يزال قويّاً ويمتلك القدرة على فعل تغيير ما في معادلة اللعبة السياسية في البلاد، فهو لا يزال يتمسك بمنصبه رئيساً لحزب المؤتمر الشعبي العام، على رغم مخالفة هذا الأمر لنصّ يقول في اللائحة التنظيمية لذلك الحزب، إن رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام هو رئيس الجمهورية، وهو ما أدّى إلى قيام أعضاء كبار في هذا الحزب بكتابة بيان يناشدون فيه صالح ترك رئاسة الحزب، في الوقت نفسه الذي قام فيه أبرز مستشاري صالح السابقين، عبد الكريم الإرياني، بترك البلاد احتجاجاً على الأفعال التي يقوم بها الرئيس السابق بهدف عرقلة سير اليمن نحو مستقبله. وهو الأمر الذي أدّى إلى عرقلة سير عمل اللجنة الفنّيّة المخوّلة الاعداد للحوار الوطني. كما يواجه حزب المؤتمر الشعبي العام حالة انقسام حادّ، بين تيار معتدل يسعى إلى التعايش مع المتغيّرات التي فرضتها حركة الاحتجاجات، والتسوية السياسية المتمثّلة بالمبادرة الخليجية، وتيار متشدّد يدفع بصالح إلى التمّسك برئاسة الحزب والاستمرار في المشهد السياسي.
أما الهدف، فيتمثّل في تصفية حسابات مع خصومه الذين يتّهمهم صالح بالوقوف وراء الاحتجاجات التي أفضت إلى إزاحته من رئاسة الدولة، وخصوصاً التيار الإسلامي المتمثّل حزبياً بالتجمّع اليمني للاصلاح، وقبلياً بزعماء قبيلة حاشد من أولاد الشيخ الراحل عبد الله بن حسين الأحمر، وعسكرياً بأبرز قادة الجيش وهو اللواء علي محسن صالح الأحمر قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرّع، الذي أعلن انشقاقه عن صالح وانضمامه إلى الثورة الشبابية التي شهدتها اليمن في العام المنصرم 2011.
ويسعى صالح إلى الافادة من خلافات معارضيه التي برزت إلى السطح، خصوصاً بين الإسلاميين والقوى الأخرى التي يأمل استقطابها وإبعادها عن التحالف القائم، في إطار ما عرف بتكتّل أحزاب «اللقاء المشترك».
«أنا أو الطوفان»
«الزعيم» يريد تحقيق شيء في رأسه ولا شيء آخر.. «أنا أو الطوفان». لا يزال يقول للمقرّبين منه، حال زيارتهم له وبلهجة واثقة: «سأترك اليمن على الحالة نفسها التي استلمتها بها في العام 1978، غارقة في الحروب والاغتيالات».
ما يحدث اليوم يقول ويؤكّد هذا الأمر، فالمتأمّل لتحرّكات الرئيس المخلوع ومؤيّديه يدرك حجم الخطر الذي يتهدّد الثورة اليمنية وأهدافها، ومما لا شك فيه أن تخبّط «اللقاء المشترك» وتفتّت قوى الثورة الشبابية، قد ساهما في تقدّم الثورة المضادّة التي تحاول إعادة عقارب الساعة للوراء، وهو الأمر الذي سيؤدّي إلى انهيار شامل، إذ لا أحد بإمكانه تحمّل ثلاثين سنة أخرى من الهمينة غير العاقلة على مقدّرات البلاد وثرواتها.
هو لا يريد أن تستقرّ هذه البلاد على جغرافيا أمان، ومنها ما حدث من اقتحام ونهب لمقرّ وزارة الداخلية. هي رسالة منه قويّة تقول، من خلال بقاياه الرابضة على عنق البلاد وقلبها وتمسّك بها بشدّة: «سوف أظلّ هنا ولن يتقدّم اليمن خطوة إلى الأمام من دوني وأفراد عائلتي».
أين أحزاب «المشترك»؟
لكن أين أحزاب المعارضة السابقة أو أحزاب «اللقاء المشترك» التي صارت، بحكم بنود المبادرة الخليجية، شريكة في حكم البلد. بعض أركان أحزاب «اللقاء المشترك»، ومنهم محمد عبد الملك المتوكّل، القيادي في حزب القوى الشعبية، والمقرّب من جماعة الحوثيين، لم يتردّد في زيارة صالح في قصره لتهنئته لمناسبة عيد الجلوس، يوم السابع عشر من تموز (يوليو)، وهو اليوم الذي أتى فيه صالح إلى الحكم في العام 1978.
زيارة أظهرت مدى الانشقاق في صفوف أحزاب «المشترك»، وأشعلت ساحات الحوار حول أسباب هذه الزيارة، ما دفع بالمتوكّل إلى تبريرها بقوله: «إنها زيارة شخصيّة وصالح بريء لم تتمّ إدانته». وهو الأمر الذي دفع بالأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني، ياسين سعيد نعمان، إلى الردّ قائلاً: «لا نفهم كيف تكون زيارة شخصية في هذا السياق السياسي الذي نشهده».
وثمّة من يتحدّث عن اتصالات مباشرة بين صالح وزعيم جماعة «الحوثيين» عبد الملك الحوثي لأول مرّة منذ حزيران (يونيو) 2004 تاريخ اندلاع أول مواجهة بين الجيش اليمني وجماعة الحوثي، والتي تطوّرت الى ستة حروب خلال السنوات التالية. ويقال إن الرئيس اليمني السابق، دعا الى فتح صفحة جديدة بين حزبه والجماعة، محمّلاً خصمه اللواء المنشقّ علي محسن الأحمر مسؤولية الحروب التي خاضها الجيش اليمني مع الحوثيين.
يضاف إلى هذا كلّه، الأداء السيّئ لحكومة الوفاق الوطني المحسوبة على أحزاب المعارضة السابقة والوضع الأمني المتردّي. صارت المدن ساحة مفتوحة للاغتيالات والأحزمة الناسفة.. الموت في كل مكان ولم يعد أحد آمناً على حياته.. ولم يكن احتلال وزارة الداخلية ونهب محتوياتها سوى تجسيد لهذا التردّي. كيف يكون المواطن آمناً على حياته والوزارة المعنيّة بأمر حمايته يجري احتلالها بذلك الشكل الفاضح وفي وضح النهار؟
التقارير الاخبارية جاءت متضاربة، مقسومة بين فريقين. التقارير التابعة لفريق علي عبد الله صالح قالت إنه ليس لهذا «الزعيم» دخل بالهجوم الذي حدث على وزارة الداخلية. الفريق الآخر يصرّ على أن القوّات التي هجمت على تلك الوزارة ما هي إلا تابع لذلك الرئيس السابق، الذي لا يريد لليمن السعيد أن يمضي خطوة واحدة من دونه إلى الأمام.
ووسط هذا الانقسام، وحده صالح يتحرّك في كل مكان. يرفض السفر إلى الولايات المتحدة لمواصلة علاجه، أو هكذا يقال. يتحرّك بكامل قواه العسكرية المكوّنة من الحرس الجمهوري كأنه رئيس فعلي، فيما يبقى الرئيس عبد ربه منصور هادي محاصراً في بيته القديم بلا حرس جمهوري. هو الحرس الجمهوري نفسه الذي من المفترض أن يكون حامياً له في ذلك البيت الباقي في المنطقة الغربية من صنعاء. ولا يريد الرئيس هادي مغادرته خوفاً من انتقاله إلى دار الرئاسة. هي تلك الدار المحفوفة بأكثر من خطر داهم على حياته. وبناءً عليه، يبدو واضحاً السبب الذي دفع بالرئيس عبد ربه منصور هادي إلى بناء أسوار كبيرة حول بيته الكائن في الجهة الغربية من صنعاء. هو البيت ذاته الذي يقيم فيه من زمان، لكنه الآن زاد أسواراً كثيرة حول البيت نفسه. زيادة في أسوار تقول بحالة الخوف المقيمة في قلبه مع أن حياته محصّنة بحماية دولية وبـ«مبادرة» خليجية ـ أميركية، عملت على التمهيد لوصوله إلى الكرسي، لكن هناك رعباً أكبر يقيم في داخله: رعب صالح أن يعود إلى القصر، ولو عن طريق نجله أحمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق