السبت، 20 أبريل 2013

“وكالة الانصال العالمية” في مخيم الزعتري: الصفيح نرويجي وإسم السوق “شانزليزيه” وحارة سعودية وأخرى قطرية و30 ولادة يوميا

 5

  تثير الرياح العاتية وأغلفة الغبار على ساندويتشات الكباب وشمس الصحراء الحارقة عشرات التساؤلات والآهات في مخيم الزعتري للاجئين السوريين بمحاذاة مدينة المفرق شرقي البلاد.

الأمهات إنشغلن بالدعاء لسقوط النظام السوري حتى تتيسر لهن العودة والأبناء مهتمون ببيع كل ما يمكن بيعه في أزقة وأروقة المخيم أما الآباء فيحاولون بناء تجارتهم الممكنة ضمن إقتصاد الزينكو الذي إنتعش بين جنبات مدينة الصفيح الصغيرة التي تعج بالسوريين.

“القدس العربي” زارت المخيم وتجولت في حاراته الصغيرة برفقة مؤسسة نور الحسين التي تعتبر من أهم المؤسسات الإجتماعية في الأردن وضمن فعاليات معهد العناية بصحة الأسرة.

يمكن ببساطة الإستماع داخل المدرسة التي أقامتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لإيقاع الطفولة وهو يرسم صورة الرئيس بشار الأسد وهو يهوي في واد سحيق أو تلوين أوراق تنشد الحرية.

 الرسومات، تقول هدى عيد إحدى المشرفات، “يغلب عليها الحزن وبرز خلالها اللون الاحمر لون الدم والقتل وبرزت ايضا الاسلحة والطائرات الحربية  الاطفال يرسمون احلامهم بالعودة لبلادهم ومدارسهم وذكرياتهم”.

عمالة الأطفال منتشرة بكثافة في المخيم فكثير منهم يبيعون السجائر وغزل البنات ويعملون في المحال التجارية والبسطات لتأمين القليل من المال لاعالة أسرهم حيث لجأ الكثير منهم إلى الاردن مع أمهاتهم تاركين خلفهم آبائهم واخوانهم الذين منهم من رفض ترك بلاده وبقي يقاتل فيها ومنهم من إستشهد الى جانب ضياع وفقدان للكثير من الاطفال داخل المخيم وغياب الاوراق الثبوتية.

إقتصاد الصفيح

بسرعة عجيبة وفي زمن قياسي تعايش اللاجئون مع المكان وفرضوا عليه مزاجهم ونمطهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي فتحول المخيم الى دولة صغيرة قائمة بحد ذاتها.

تنوعت الاسماء والسوق واحد “سوق الحميدية”، “سوق الزعتري”، “سوق النعمان”، وصولا للتسمية التي تداولتها وسائل الإعلام بوصفه بـ”الشانزليزيه” لتواجد المشفى الفرنسي فيه.. سوق كبير على مدار الشارع الرئيسي داخل مخيم الزعتري يمتد ما بين البوابة الغربية له والمخرج للشارع العام من المخيم.

سوق متنوع يحتوي كل ما يخطر على بال المستوق يضم نحو 600 محل من الزينكو والصفيح بحسب تقديرات اللاجئين.

 الدكاكين تفتح من التاسعة حتى الحادية عشرة ليلا وصنعت أصلا من الواح الصفيح التي قدمتها الجهات النرويجية للإغاثة “الزينكو” وكان المجلس النرويجي للاجئين قد وزع هذه الالواح لتجهيز الخيام لاستقبال مدافئ الغاز في الشتاء وهي صفائح معدنية وقطع خشبية توفرت أصلا لعمل كوخ صغير داخل الخيمة لمقاومة ظروف الشتاء من أمطار ورياح لوضع المدفأة داخله.

يقول أحمد الحريري وهو شاب قادم من درعا انه ومنذ أكثر من ستة أشهر بدأ مجموعة من التجار بناء السوق باستخدام صفائح “الزينكو” وتسابقوا لفتح محلات أصبحت ملكا لهم فيما بعد لافتا لانه رفض عرضا لإخلاء محله المخصص لبيع المياه والصرافة مقابل 500 دينار أردني.

 يشرح الحريري: نبيع المياه المعقمة لارتفاع نسبة الكلور في مياه المخيم للشرب ومن كثرة البضاعة في المخيم اصبحت الاسعار أرخص من الاردن مشيرا لان محل الصراف يتداول  صرافة سعودي.. سوري.. دولار.. اردني لكن على الاغلب يتم تداول العملة السورية وبشكل رئيسي إلى جانب الدينار الأردني.

 في المخيم توجد محلات لبيع الارجيلة، ومحلات لبيع الشاورما والدجاج، اسواق الخضار والفواكه، محل الحلويات وحتى محلات الاكسسوارات والمكياج، الى جانب محلات بيع العاب الاطفال.

 

بيع فساتين الزفاف

ابو محمد 40 عاما صاحب محل ملابس وفساتين زفاف وإكسسورات ومواد تجميل يعمل وزوجته في ذات المحل قال بان استئجارالفستان الواحد يتم بـ20 دينارا” وانه يبيع 7- 8 فساتين في الاسبوع الواحد ما يعني حدوث حالات زواج أسبوعيا الى جانب فساتين العقد بحسب العادات السورية في الزواج وهذه غير بدلات العرس بحسب ابو محمد قائلا: انا غير سعيد بهذه الزيجات على الاطلاق لقد ضاعت طقوس الافراح فقط هو الفستان الابيض الشيء الوحيد الذي يعبر عن الفرح كون السوريات يتزوجن في الاردن وليس في بلدهن.

ايضا هناك محلات لبيع الكباب فرائحتها تعبق زقاق المخيم وإن كانت بنكهة غبار المخيم حيث يُباع سندويتش الكباب بـ50 ليرة سورية بحسب صاحب أحد المطاعم.

 

 قهوة الحرية

“قهوة الحرية.. الله اكبر” هذا ما كتب عليها فاللاجئون يحلمون بالحرية والعودة لبلدهم وهناك محلات للبيع.. خلو رجل وهي فرصة للاستثمار وحركة اقتصادية جيدة بدأت تزدهر بشكل ملحوظ داخل المخيم بحيث.

اللاجئون حسب الحريري يأخذون بدل خلو لدكاكينهم بمبالغ تتراوح بين  200 ـ 250 دينارا أردنيا طبعا حسب موقعه، فالحركة التجارية داخل السوق قوية ونشطة وهناك رأس مال جيد داخل المخيم الى جانب ان هناك تنسيقا مع التجار من المفرق لتزويد السوق بالمنتجات المختلفة والتي تلقى رواجا داخل المخيم من قبل اللاجئين.

 ويقدر لاجئون عدد المحال التجارية في كل أرجاء المخيم بنحو 3 آلاف محل تمتد إلى مناطق التوسعة الجديدة التي يسميها السكان “الجزء السعودي أو القطري” التي تمول الكرفانات فيها بعض دول الخليج.

الحياة في مخيم الزعتري مستمرة كل يوم هناك 20 – 30 ولادة في المخيم وأصبح الزواج في المخيم يقتصرعلى ” خيمة وفرشتين وعائلة” فالخيمة أولا ومن ثم الملحق.

 أما الخيمة التي توزعها مفوضية الأمم المتحدة للاجئين والتي تحمل شعار المنظمة فتباع بـ 50 دينارا، لان يحصل على كرفان من اللاجئين يبيع خيمته.

ومن المشاكل التي تواجه اللاجئين في المخيم انه لا رقابة صحية فهناك مكره صحية للاكل فالمطاعم تبيع الدجاج والشاورما واللحم بالرغم من انقطاع للكهرباء لايام طويلة، ايضا من المشاكل مشكلة انقطاع المياه، عدم الامان حال انقطاع الكهرباء في الليل والطرقات والترقيم وفقدان العديد من الاطفال.

 ومشكلة الخدمات الصحية والنظافة، وعدم وجود الادوية في المستشفيات وما تزال الاجراءات معقدة.

معهد العناية بصحة الاسرة مؤسسة نور الحسين يعمل على مدار خمسة ايام من الاسبوع على عدة مشاريع من ضمنها مشروع المساهمة الفعالة في تخفيف الاسى النفسي والانعزال الاجتماعي للاجئين السوريين في الاردن ممول من قبل المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين يقدم خدمات للمرأة بنسبة 70% وللرجل بنسبة 30 % اضافة لجلسات نفسية اساسية وجلسات تأهيلية للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والاطفال المنفصلين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق