ودعا الحزب إلى تنظيم هذه المظاهرة بمدينة تيزي وزو (120 كيلومترا شرق العاصمة) بمناسبة الذكرى 33 للربيع الأمازيغي المصادف ليوم 20 نيسان (أبريل) 1980، مشيرا إلى أن الربيع الأمازيغي قاده جيل تمكن من معارضة النظام الشمولي، وهو جيل تحدى الخوف وعبر عن موقفه صراحة في إطار رغبة جماعية للعيش في كنف الحرية والمساواة.
وأوضح أن ما تحقق حتى الآن في مجال الحريات الفردية والجماعية وبناء دولة ديمقراطية لا يعدو أن يكون مجرد مكاسب صغيرة لا تتناسب وحجم التضحيات التي تم تقديمها طوال السنوات الماضية، مشددا على أن اللغة الأمازيغية لم تحصل بعد على المكانة التي تستحقها كجزء أساسي من الهوية الوطنية، وبقيت مجرد فلكلور.
واعتبر أنها فرصة للتأكيد على أن النضال من أجل تحقيق دولة القانون والديمقراطية الحقيقية لا يزال مستمرا، كما ستكون مناسبة لتعزيز هذا النضال والمطالبة بتكريس الحريات الديمقراطية وترقية حقوق الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية وإصلاح القضاء ومؤسسات الدولة كافة.
وستكون المظاهرة فرصة لاختبار مدى قدرة الحزب على تحريك الشارع، خاصة أن هذا الأخير فقد الكثير من بريقه منذ مغادرة سعيد سعدي رئاسة الحزب وترك المنصب إلى محسن بلعباس، الذي لم يكن مصنفا ضمن الأوزان الثقيلة داخل التجمع، مع الإشارة إلى أن أغلبية هذه الأوزان الثقيلة غادرت الحزب على مر السنوات الماضية، ليفقد بذلك عددا من أهم كوادره، بداية بمقران آيت العربي، وخليدة تومي، وعمارة بن يونس، وحميد لوناوسي، الذين تمكنت السلطة من استرجاع بعضهم وتعيينهم في مناصب وزارية.
ويريد الحزب استغلال الوضع العام الذي تعيشه البلاد من أجل محاولة تحريك الشارع في منطقة القبائل، خاصة أنه فشل في الأسابيع الأولى من سنة 2011 من تحريك الشارع في العاصمة، رغم المظاهرات التي كان يدعو إليها كل يوم سبت، رفقة أعضاء ما كان يسمى اللجنة الوطنية من أجل التغيير، التي كانت تضم أحزابا وجمعيات ومنظمات وناشطين، والتي انتهت إلى لا شيء، لأن الشارع لم يتحرك وعدد المشاركين في هذه المظاهرات أخذ في التراجع أسبوعا بعد آخر، حتى أصبح عدد المشاركين فيها يحسب على أصابع يد واحدة.
كما أن التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية لم يسع لإقناع أطراف أخرى بمشاركته في المظاهرة التي ينوي تنظيمها، خاصة فيما يتعلق بغريمه جبهة القوى الاشتراكية الذي يتزعمه حسين آيت أحمد، كما أن الحركة الثقافية البربرية التي كان الحزبان يتنازعانها خفت صوتها منذ سنوات، وبالتالي فإن الأنظار ستتجه إلى مدينة تيزي وزو للتأكد إن كان الحزب الذي أسسه سعيد سعدي مازال قادرا على تحريك الشارع في عقر داره ومعقله أم لا؟
ويعتبر الربيع الأمازيغي المصادف لـ20 نيسان (أبريل) 1980 أول انتفاضة شعبية تعرفها الجزائر ومنطقة القبائل منذ الاستقلال، وبدأ كل شيء عندما تقرر منع الكاتب مولود معمري من إلقاء محاضرة بمدينة تيزي وزو، من دون أن تقديم مبررات لهذا المنع، مع التأكيد على أن الأمر صدر من العاصمة، وتسبب هذا المنع في مظاهرات وإضرابات انتهت بعملية قمع واسعة أسقطت العشرات من القتلى والآلاف من الجرحى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق