صحيح أن العلاقات بين القاعدة في المغرب الإسلامي والسلفية الجهادية شابتها
الكثير من التقلبات والهزات في السنوات الماضية، لكن المتغيرات الجديدة في
الدول التي شهدت ثورات الربيع العربي جعلت من عودة اللقاءات والتناغم بين
هذه الأطراف حقيقة واقعة، رغم بعض الخلافات في رؤية العمل للوصول لإقامة
دولة الخلافة، وهو الهدف الذي تعمل لتحقيقه.
عودة المياه إلى مجاريها بين الطرفين ستكون له تداعيات سلبية على الدول
المغاربية. فهذه الحركات تؤمن بالعنف فقط كوسيلة لإقامة ما تسميه بحكم
الشريعة، وهذا اللقاء الذي خرج من السر للعلن سيجعل هذه المجموعات تقدم على
مغامرة جديدة غير مسؤولة، تماما مثل ما جرى في مالي في الأشهر القليلة
الماضية.
وليس من المستبعد انتقال هذه المجموعات إلى العمل المسلح. تطورات الأوضاع
السياسية في تونس وتفاقم الفشل الاقتصادي عاملان قد يزيدان من دفع هذه
المجموعات للعمل العسكري العنيف.
التقارب بين تنظيم القاعدة والسلفية الجهادية هي خطوة لإعادة تجميع كل
مكونات التيارات الإسلامية، وهذا سيقود لمزيد من تصاعد العنف والتوتر في
المنطقة، ومخاطر انزلاقها لتكون ساحة صدام أو قاعدة لمهاجمة مصالح ومواطني
دول تعتبر كأعداء لهذه التنظيمات.
بالنسبة لتهديدات زعيم التيار السلفي أبو عياض لحكومة النهضة، فإنها لا
تخرج عن سياق خلافات حول رؤى العمل والتحرك للوصول لهدف هذه الجماعات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق