تم الآن فك شفرة الدماغ
البشري… سنتواصل بلا كلمات!
الأجهزة الالكترونية
أصبحت متلائمة مع لغة الدماغ البشري وتفهم "لغته"… لكن احتمال توصيل
أدمغتنا بالانترنت، قد يفتح أبواب الجحيم… وسيتمكن البعض من الدخول في
أدمغة البعض وزرع فايروسات كما يحدث في الكمبيوترات اليوم.
سلام سرحان
لندن ـ نعم سنتواصل ذات يوم، قد لا يكون بعيدا، دون استخدام الكلمات، أي مباشرة من عقل لآخر، دون أية وسيلة مادية. نعم هي تلك الفكرة "الخيالية" التي راودت الكثير من البشر منذ آلاف السنين، مثل حلم السفر عبر الزمن.
الفكرة لم تكن مستحيلة مثل الثانية، ولكنها كانت تبدو خيالية وصعبة الإثبات والتحقق. أما اليوم فإنها تبدو قريبة التحقق وبمنتهى الوضوح، مثلما نتحدث أو نتبادل الرسائل الالكترونية، لكن مباشرة من عقل لآخر.
حلم التليباثي لم يعد خيالا، بل أصبح حقيقة، مع أنها لن تكون في متناول الجميع خلال وقت قريب… بل يمكنني أن أسرح قليلا للقول إننا سنستطيع بضغطة زر تحميل آلاف الكتب الى أدمغتنا دون قراءتها كلمة كلمة. هذا أصبح أو سيصبح واقعا عما قريب! وقد يكون هناك من يمارسه اليوم في المختبرات دون الإعلان عن ذلك.
الخبر العابر! الذي دفعني للكتابة هو نجاح علماء أميركيين في تطوير يد آلية جديدة مكنت امرأة تعاني شللا كاملا من التحكم فيها بالأفكار. وهو ليس قفزة من فراغ! بل هو إضافة لعدة أخبار أخرى تجعل التليباثي حقيقة لا ريب فيها.
الباحثون الأميركيون قالوا في مقال بمجلة "لانست" الطبية إن العامل الحاسم في إحراز هذا التقدم يتمثل في طريقة جديدة لترجمة النبضات العصبية التي تحاكي التحكم الطبيعي في العضلات.
أي أن الكمبيوتر، وهو في هذه الحالة، اليد الآلية، أصبح يفهم لغة الدماغ التي تحرك العضلات وتحرك اللسان ليتحدث، أي أن اللسان يمكن أن يحال الى التقاعد خلال وقت قد لا يكون بعيدا، لنبدأ بالتواصل مباشرة من دماغ الى آخر دون المرور باللسان.
ما الذي يعنيه ذلك؟ مرة أخرى، إنه يعني ببساطة أن الدماغ البشري متلائم ويستخدم لغة تفهمها المعدات الالكترونية. وأرجو ألّا تصابوا بالصدمة إن أخبرتكم بأني أرسل هذه المقالة من دماغي مباشرة الى الكمبيوتر دون طباعتها حرفا حرفا.
قبل أن استرسل في الاستنتاجات الكبيرة والصادمة والتي هي حقيقة واقعة، سأذكر بعض التفاصيل التي تستدعي التوقف كثيرا.
الفريق المنتمي لجامعة بيترسبرغ بولاية بنسيلفانيا الأميركية، أجرى بحثه على المرأة جان شيرمان، التي لم يكن بمقدورها تحريك أطرافها بسبب خلل دماغي منذ 13 عاما وبسبب شلل في كل جسمها ابتداء من العنق. وتمكنت من تشغيل الذراع الآلية بمستوى تحكم ورشاقة لم تر من قبل في مثل هذا النوع من الاعضاء الصناعية المتطورة.
الفريق قام بزرع قطبين كهربائيين صغيرين للغاية في المركز المسؤول عن الحركة في دماغ المرأة ويرتبط هذان القطبان بذراع اصطناعية يمكنها محاكاة اليد الطبيعية.
وبعد مرور يومين على إجراء العملية تمكنت المرأة من تحريك تلك الذراع عبر الأفكار فقط.
الباحثون قالوا إن المرأة تمكنت بعد ثلاثة أشهر من التدريب من أداء أكثر من 90% من أوامر الإمساك بأشياء كما أصبحت حركتها أكثر سرعة وأكثر كفاءة، دون ظهور أي تأثيرات جانبية.
الخطوة لا تقف دلالاتها عند التحكم بالأعضاء الصناعية بالعقل بشكل مباشر! هناك أنظمة أخرى تسمح بالفعل للأشخاص المصابين بشلل بالطباعة او الكتابة دون استخدام اليد، بل بمجرد التفكير في الحروف والكلمات التي يريدون كتابتها او طباعتها.
إنها أبعد من ذلك بكثير… وعلى حد قول الفريق العلمي فقد "تم الآن فك شفرة الدماغ البشري".
أكرر: "تم الآن فك شفرة الدماغ البشري".
في الشهر الماضي استخدم باحثون في سويسرا أقطابا كهربائية زرعت بشكل مباشر في الشبكية لتمكين ضرير من القراءة.
وقبل عام تقريبا تم إيصال شخصين عبر نقاط في الجمجمة بالكمبيوتر مباشرة، أي أنهما أصبحا موصلين بالانترنت كأي جهازي كمبيوتر، فتمكنا من تبادل رسائل مباشرة من دماغ لآخر، أي مثلما نتبادل الرسائل النصية عبر الهاتف أو عبر البريد الالكتروني.
الآن سأذهب بمخيلتي أبعد من ذلك، فما دام الدماغ متلائما مع الاجهزة الالكترونية، فسنكون أو بعضنا موصولين بالانترنت مباشرة، ذات يوم قريب، مثل أي جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي.
سيكون بالإمكان التواصل بآلاف الكلمات والمعلومات والصور مباشرة من شخص لآخر، أي من دماغ لآخر، ولن نحتاج الى تبادل الكلمات عن طريق اللسان. وسنتفاعل ونتحاور بآلاف المعلومات في لمح البصر. وستكون أدمغتنا موصولة بالانترنت وأجهزة الكمبيوتر مباشرة، وسنتفاهم مع أشخاص بلغات أخرى، حيث سيترجمها الكمبيوتر مباشرة.
أبعد من ذلك، سيكون بالإمكان تحميل كل كتب العالم بضغطة زر، دون قراءتها كلمة كلمة. وفي مرحلة لاحقة سيمكن الدخول الى الدماغ لترتيب المعلومات واسترجاعها، وسنتمكن من العودة لما كنا قد رأيناه في طفولتنا وبوضوح تام… حين كانت أعمارنا يوما واحدا. بل ربما نعود الى ذاكرتنا في أرحام أمهاتنا،
وربما مسح ما لا نريده من الذكريات.
التقديرات تقول إن هناك عشرات آلاف الأشخاص الموصولين بأجهزة الكمبيوتر اليوم، عبر زرع رقائق إلكترونية تحت الجلد موصولة بالدماغ عن طريق الأعصاب.
الخبر يتحدث عن أن ما يحدث في هذا الاتجاه لا يمكن رصده، لأن ساحة المختبرات والضوابط القانونية لن ترضي بعض العلماء، وأن ذلك سيفتح أبواب الجحيم، لأن البعض ستكون إمكاناتهم أكبر من آخرين، وسيذهب البعض أبعد وأخطر مما تسمح به القوانين والسلطات.
وسيدخل الأمر مرحلة خطيرة، حين يتمكن البعض من الدخول في أدمغة البعض وزرع فايروسات كما يحدث في الكمبيوترات اليوم.
أخطر من ذلك، قد يؤدي ذلك إلى تخريب جزء من الذاكرة، وقد يؤدي الى خلل يتطلب "فورمات" الدماغ أي مسحه بالكامل. بل إن بعض الجهات من أسياد العالم السفلي قد تذهب لمسح أدمغة بعض الاشخاص وملئها ببرامج ومعلومات تحولهم الى جنود مثاليين لخدمة أغراض محددة.
أمام كل هذه الإغراءات والمخاطر هل سأغامر في يوم قريب بتوصيل دماغي والانترنت؟ نعم… وهل سأستطيع مقاومة إغراء ذلك؟
سلام سرحان
لندن ـ نعم سنتواصل ذات يوم، قد لا يكون بعيدا، دون استخدام الكلمات، أي مباشرة من عقل لآخر، دون أية وسيلة مادية. نعم هي تلك الفكرة "الخيالية" التي راودت الكثير من البشر منذ آلاف السنين، مثل حلم السفر عبر الزمن.
الفكرة لم تكن مستحيلة مثل الثانية، ولكنها كانت تبدو خيالية وصعبة الإثبات والتحقق. أما اليوم فإنها تبدو قريبة التحقق وبمنتهى الوضوح، مثلما نتحدث أو نتبادل الرسائل الالكترونية، لكن مباشرة من عقل لآخر.
حلم التليباثي لم يعد خيالا، بل أصبح حقيقة، مع أنها لن تكون في متناول الجميع خلال وقت قريب… بل يمكنني أن أسرح قليلا للقول إننا سنستطيع بضغطة زر تحميل آلاف الكتب الى أدمغتنا دون قراءتها كلمة كلمة. هذا أصبح أو سيصبح واقعا عما قريب! وقد يكون هناك من يمارسه اليوم في المختبرات دون الإعلان عن ذلك.
الخبر العابر! الذي دفعني للكتابة هو نجاح علماء أميركيين في تطوير يد آلية جديدة مكنت امرأة تعاني شللا كاملا من التحكم فيها بالأفكار. وهو ليس قفزة من فراغ! بل هو إضافة لعدة أخبار أخرى تجعل التليباثي حقيقة لا ريب فيها.
الباحثون الأميركيون قالوا في مقال بمجلة "لانست" الطبية إن العامل الحاسم في إحراز هذا التقدم يتمثل في طريقة جديدة لترجمة النبضات العصبية التي تحاكي التحكم الطبيعي في العضلات.
أي أن الكمبيوتر، وهو في هذه الحالة، اليد الآلية، أصبح يفهم لغة الدماغ التي تحرك العضلات وتحرك اللسان ليتحدث، أي أن اللسان يمكن أن يحال الى التقاعد خلال وقت قد لا يكون بعيدا، لنبدأ بالتواصل مباشرة من دماغ الى آخر دون المرور باللسان.
ما الذي يعنيه ذلك؟ مرة أخرى، إنه يعني ببساطة أن الدماغ البشري متلائم ويستخدم لغة تفهمها المعدات الالكترونية. وأرجو ألّا تصابوا بالصدمة إن أخبرتكم بأني أرسل هذه المقالة من دماغي مباشرة الى الكمبيوتر دون طباعتها حرفا حرفا.
قبل أن استرسل في الاستنتاجات الكبيرة والصادمة والتي هي حقيقة واقعة، سأذكر بعض التفاصيل التي تستدعي التوقف كثيرا.
الفريق المنتمي لجامعة بيترسبرغ بولاية بنسيلفانيا الأميركية، أجرى بحثه على المرأة جان شيرمان، التي لم يكن بمقدورها تحريك أطرافها بسبب خلل دماغي منذ 13 عاما وبسبب شلل في كل جسمها ابتداء من العنق. وتمكنت من تشغيل الذراع الآلية بمستوى تحكم ورشاقة لم تر من قبل في مثل هذا النوع من الاعضاء الصناعية المتطورة.
الفريق قام بزرع قطبين كهربائيين صغيرين للغاية في المركز المسؤول عن الحركة في دماغ المرأة ويرتبط هذان القطبان بذراع اصطناعية يمكنها محاكاة اليد الطبيعية.
وبعد مرور يومين على إجراء العملية تمكنت المرأة من تحريك تلك الذراع عبر الأفكار فقط.
الباحثون قالوا إن المرأة تمكنت بعد ثلاثة أشهر من التدريب من أداء أكثر من 90% من أوامر الإمساك بأشياء كما أصبحت حركتها أكثر سرعة وأكثر كفاءة، دون ظهور أي تأثيرات جانبية.
الخطوة لا تقف دلالاتها عند التحكم بالأعضاء الصناعية بالعقل بشكل مباشر! هناك أنظمة أخرى تسمح بالفعل للأشخاص المصابين بشلل بالطباعة او الكتابة دون استخدام اليد، بل بمجرد التفكير في الحروف والكلمات التي يريدون كتابتها او طباعتها.
إنها أبعد من ذلك بكثير… وعلى حد قول الفريق العلمي فقد "تم الآن فك شفرة الدماغ البشري".
أكرر: "تم الآن فك شفرة الدماغ البشري".
في الشهر الماضي استخدم باحثون في سويسرا أقطابا كهربائية زرعت بشكل مباشر في الشبكية لتمكين ضرير من القراءة.
وقبل عام تقريبا تم إيصال شخصين عبر نقاط في الجمجمة بالكمبيوتر مباشرة، أي أنهما أصبحا موصلين بالانترنت كأي جهازي كمبيوتر، فتمكنا من تبادل رسائل مباشرة من دماغ لآخر، أي مثلما نتبادل الرسائل النصية عبر الهاتف أو عبر البريد الالكتروني.
الآن سأذهب بمخيلتي أبعد من ذلك، فما دام الدماغ متلائما مع الاجهزة الالكترونية، فسنكون أو بعضنا موصولين بالانترنت مباشرة، ذات يوم قريب، مثل أي جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي.
سيكون بالإمكان التواصل بآلاف الكلمات والمعلومات والصور مباشرة من شخص لآخر، أي من دماغ لآخر، ولن نحتاج الى تبادل الكلمات عن طريق اللسان. وسنتفاعل ونتحاور بآلاف المعلومات في لمح البصر. وستكون أدمغتنا موصولة بالانترنت وأجهزة الكمبيوتر مباشرة، وسنتفاهم مع أشخاص بلغات أخرى، حيث سيترجمها الكمبيوتر مباشرة.
أبعد من ذلك، سيكون بالإمكان تحميل كل كتب العالم بضغطة زر، دون قراءتها كلمة كلمة. وفي مرحلة لاحقة سيمكن الدخول الى الدماغ لترتيب المعلومات واسترجاعها، وسنتمكن من العودة لما كنا قد رأيناه في طفولتنا وبوضوح تام… حين كانت أعمارنا يوما واحدا. بل ربما نعود الى ذاكرتنا في أرحام أمهاتنا،
وربما مسح ما لا نريده من الذكريات.
التقديرات تقول إن هناك عشرات آلاف الأشخاص الموصولين بأجهزة الكمبيوتر اليوم، عبر زرع رقائق إلكترونية تحت الجلد موصولة بالدماغ عن طريق الأعصاب.
الخبر يتحدث عن أن ما يحدث في هذا الاتجاه لا يمكن رصده، لأن ساحة المختبرات والضوابط القانونية لن ترضي بعض العلماء، وأن ذلك سيفتح أبواب الجحيم، لأن البعض ستكون إمكاناتهم أكبر من آخرين، وسيذهب البعض أبعد وأخطر مما تسمح به القوانين والسلطات.
وسيدخل الأمر مرحلة خطيرة، حين يتمكن البعض من الدخول في أدمغة البعض وزرع فايروسات كما يحدث في الكمبيوترات اليوم.
أخطر من ذلك، قد يؤدي ذلك إلى تخريب جزء من الذاكرة، وقد يؤدي الى خلل يتطلب "فورمات" الدماغ أي مسحه بالكامل. بل إن بعض الجهات من أسياد العالم السفلي قد تذهب لمسح أدمغة بعض الاشخاص وملئها ببرامج ومعلومات تحولهم الى جنود مثاليين لخدمة أغراض محددة.
أمام كل هذه الإغراءات والمخاطر هل سأغامر في يوم قريب بتوصيل دماغي والانترنت؟ نعم… وهل سأستطيع مقاومة إغراء ذلك؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق