السبت، 26 يناير 2013

دعوات لأسقاط حكم الاخوان بالقوة.. الجيش يعلن الحياد.. وأصوات تطالبه بالضغط على الرئيس


مع حلول الساعات الأول للذكرى الثانية لثورة الخامس والعشرين من يناير كان السواد الأعظم من كتاب الصحف ومحرريها قد أفرغوا شحنات غضبهم ضد الرئيس المنتخب والجماعة التي ينتمي إليها، حيث حفلت صحف الجمعة بهجوم واسع ضد جماعة الاخوان وفي القلب منها الرئيس محمد مرسي، وبالكاد تعثر في صحف الامس من يأخذ بيد الرجل الذي تولى شؤون البلاد، وهي في الحضيض ليجد نفسه في موقف لا يحسد عليه، فالهجوم ينهال عليه من كل جانب خاصة في الصحف المستقلة التي دفعت المواطنين دفعا ً من أجل حضهم على النزول للميادين وبدا معظم الصحافيين والكتاب لاعبين في مضمار السياسة أكثر من السياسيين انفسهم. وتخلي العديدين عن مهنيتهم التي تقتضي على المحرر إلتزام أعراف المهنة وأصولها، أما لغة الهجوم على الرئيس ومن معه فقد بدت في كثير من الأحوال تنتمي لعالم 'الغرز' وهي المقاهي الصغيرة التي تقام على جنبات النواصي وفي الأزقة ويرتادها في الغالب البسطاء الذين لم ينالوا حظاً من العلم.
ودعت صحف الجمعة في عناوينها الرئيسية المواطنين لعدم التخلف عن النزول وحملت عبارات من بينها يوم الثأر والحرب على قصر الأتحادية وكأن الرئيس الذي اعلن مجدداً أمس عن قبوله بالنقد وحمايته للثوار كأنه أحد زعماء التتار جاء غازياً وليس بانياً لرفات الدولة وكأنه لم يكن يوماً أحد ضحايا مبارك وسجن ظلماً. ومن المآسي ان الاعتقال الذي يعد وساماً على صدر اي معارض تحول لسبة في وجه محمد مرسي إذ وصل بأحدهم لأن يكتب مندداً كيف نقبل أن يحكمنا واحد 'رد سجون'. كما حفلت صحف الجمعة بالمزيد من المعارك الصحافية ضد الرئيس ورموز الاخوان، ونال عدد من الدعاه نصيبا موفورا منها، كما حصل النائب العام على قدر من الشتائم، فيما دعا شيخ الأزهر المواطنين لضبط النفس وعدم اللجوء لسفك الدماء. خاصة ونحن نعيش مولد ذكرى النبي صلى الله عليه وسلم العطرة، كما جدد البعض مطالبه الجيش بالانقلاب على مرسي، غير ان الجيش رفض التدخل .. وحدها الصحف ذات التيار الديني التي تفتقر للمهنية مما جعلها منعدمة التأثير وحدها وقفت تدافع عن الرئيس وهو في العراء. وإلى مزيد من التفاصيل:

هناك من يزايدون على الثورة

ونبدأ رحلتنا مع المعارك الصحافية إذ يحمل عبد الناصر سلامة رئيس تحرير 'الأهرام' على القوى التي تطالب بإسقاط الرئيس في ذكرى الثورة: 'وهناك من يزايد على الثورة تحت عنوان 'الثورة مستمرة'، وهو خلل يرقى أيضا إلى العار، وهناك من يتحفز لاستغلال تلك الأحداث حسبما يسفر عنها، وهو أمر يندرج أيضا تحت ذلك المصطلح.. العار إذن.. نحن أمام خيبة أمل كبيرة تحالف فيها بعض رموز النخبة السياسية مع البلطجة، وهي تدري أو لا تدري، إلا أن النتيجة واحدة، وهي: إفساد فرحة شعب سدد من دمه فاتورة قاسية بلغت 1200 شهيد وأكثر من 6000 مصاب، وسدد من اقتصاده فاتورة مفزعة سوف نأتي على ذكرها، كما سدد من أمنه وأمانه ما يفوق طاقة البشر، إلا أنه قد بدا واضحا أن عامين من المعاناة لم يكونا كافيين لهؤلاء وأولئك، فأبوا أن تستقر البلاد، أو يهنأ العباد، وكانت النتيجة ما نحن فيه الآن من قلق وتوتر وخوف وتوجس إلا أن الرهان اليوم لن يكون أبدا على فئة بعينها، وإنما على الشعب، كل الشعب، كي يثبت أنه يستحق ثورته، وكي يثبت أنه على مستوى المسؤولية، وكي يثبت للعالم أن الثورة المصرية مختلفة، كما كان جيش مصر مختلفا في التعامل مع الأحداث، وكما كانت السلطة السياسية في تعاملها مع الأزمات، وكما كان المواطن في تحمله للأنواء، وبذلك فنحن على يقين أن الذكرى الثانية للثورة اليوم سوف تكون احتفالية بالمعنى الحقيقي للكلمة، ولن يستطيع أن يعكر صفوها مارق من هنا، أو شارد من هناك، ورغم أن أملنا كان كبيرا في أن يشارك كل أطياف الشعب في هذه المناسبة يدا بيد وجنبا إلى جنب، في كل المحافظات والميادين، فإن ما سبق وما تسارع من تصريحات، غير مبررة وغير مدروسة، قد أدى إلى هذه النتيجة التي انقسم فيها حلفاء الأمس إلى محتفلين، وممتنعين.

هل سرق العريفي خطبته عن فضائل مصر وأهلها؟

وننتقل نحو صحيفة 'المصريون' والكاتب اشرف سالم الذي يدافع عن الداعيه محمد العريفي، الذي تعرض لهجوم واسع من قبل اشخاص اتهموه بنقل خطبته التي امتدح فيها مصر وشعبها من احد الأكاديميين، وهو الذي دفع سالم للدفاع عن العريفي: 'بعد خطبة الشيخ د. محمد العريفي في الرياض عن فضائل مصر؛ انتشرت هذه الخطبة الجميلة العصماء الرقيقة الراقية انتشار النار في الهشيم؛ في مواقع الإنترنت وصفحات 'الفيس بوك' ومواقع اليوتيوب؛ وكُتبت عنها المقالات المادحة والتعليقات الشاكرة، وتمنى أهل مصر الطيبون المخلصون أن يحتفوا بهذا الرجل؛ فدعوه ليخطب بينهم في أحد أهم معالمهم التاريخية والدينية، واجتمعت له في جامع 'عمرو بن العاص' مليونية لم يدع إليها أحد، ففاقت خطبته الثانية أختها حلاوة وطلاوة وتأثيرًا وانتشاراً، ثم ما لبث الخبثاء الذين أكل الحقد قلوبهم أن وجدوا ما ظنوا أنهم فيه ضالتهم للتقليل من تأثير خطبتي العريفي في حب مصر وفضلها؛ فنشروا على أوسع نطاق أن معظم المادة العلمية التي استقى منها العريفي خطبته منقولة من مقالات للباحث الدكتور محمد موسى الشريف التي نشرها في سلسلة مقالات في مجلة 'المجتمع' الكويتية تحت عنوان 'فضائل مصر ومزايا أهلها'، وخاض الخبثاء في هذا الأمر حتى أن العريفي كتب عبر 'تويتر': 'البعض سألني عن المعلومات التي ذكرتها بخطبتي عن مصر.. وأكثرها استفدتها من مقالات للصديق العزيز د. محمد موسى الشريف (فضائل ومزايا مصر)، وقد أذِن'.. يضيف سالم أود التنويه بأن حملة تشويه العريفي والتنديد به وبأقرانه من العلماء والدعاة الكرام الذين هبوا لنصرة مصر، لم تقتصر على أفاعي الإعلام الفلولي وغلاة الليبراليين، بل شارك فيها شيوخ فتنة مصريون ينتمون إلى فرقة ضالة تُسمى 'الجامية' أو 'المدخلية' لا يعرفها الناس لأن الإعلام المضلل عندما ينشر تصريحاتهم يصفهم بأنهم سلفيون، ومن هنا أدعو أحبابي في الدعوة السلفية للتبرؤ منهم وفضح أمرهم وبيان ضلالهم؛ لأن ما يقومون به من تخريبٍ وتخريف؛ هو تشويهٌ للسلفية والسلفيين.

كلهم اخطأوا في حق الثورة

ونبقى مع صحيفة 'المصريون' ورئيس تحريرها جمال سلطان الذي يقر بأن القوى كافة أخطأت في حق الثورة: الإحباط لا يصنع ثورة، ولكنه من الممكن أن يُحدث بعضًا من الفوضى السياسية التي تضر بالجميع، وعملية تحريض شباب مشجعي كرة القدم للاصطدام بالدولة وأجهزتها وإسالة الدماء هو خطاب غير عقلاني وغير أخلاقي أيضًا، كما أنه في النهاية غير منتج سياسيًا، وأنا أشعر ـ لأسباب أخرى ـ بالإحباط ، لأن المعارضة السياسية قدمت شهادة إفلاسها جماهيريًا عندما راهنت على 'ألتراس' لكي يستكمل مشروع الثورة، هذا عار سياسي ينبغي تداركه سريعًا، لأنه يعني أن المعارضة السياسية بجميع أحزابها وائتلافاتها أصبحت عاجزة عن الحضور في الشارع أو الحشد المهيب أو صناعة المليونيات فتلجأ الآن إلى مشجعي كرة القدم لتوظيفهم سياسيًا في 'اصطناع' مظاهرة سياسية، وعلى الرغم من حملات التهويل والتضخيم لما يمكن أن يحدث الجمعة أو السبت، إلا أني واثق أنه لا شيء 'جوهريًا' يمكن أن يتغير في المعادلة السياسية في البلد، لأن لعبة الشارع يملكها الجميع الآن، والتيار الإسلامي بحضوره الشعبي الطاغي لن يسمح للمعادلة أن تختل، سواء مع الألتراس أو مع أي قوة شعبية أخرى، رغم أن التيار الإسلامي له اليوم انتقادات شديدة الحدة ضد الاخوان وحزب الحرية والعدالة وضد الرئيس مرسي نفسه، وهناك الآن تباعد كبير في الخط السياسي بين الاخوان وقوى إسلامية عديدة، ولكن التيار الإسلامي يرى أن الثورة أنتجت نظامًا سياسيًا جديدًا، لا يمكن التسامح مع محاولة إسقاطه، يمكن أن نسقط رموزه وأشخاصه وأحزابه بصورة ديمقراطية كأي حراك سياسي، فمن يعترض على سياسات الاخوان عليه أن يواجههم في الصندوق الانتخابي.

النائب العام وخيانة الثورة بأمر الرئيس


أثار قرار النائب العام بفتح باب تسويات اوضاع رموز مبارك حالة من الغضب يكشف عنها جمال زهران عضو البرلمان الأسبق في جريدة 'المصري اليوم': فاجأنا النائب العام، بعقد تسويات للمخالفات التي وقعت في ظل نظام حسني مبارك المخلوع، وإجراء تصالحات إما برد الأموال أو بعضها، أو إعادة النظر في الثمن الذي خصصت بموجبه الأراضي والشركات التي تحدد لها أثمان بخسة!! ولا شك أن ما أقدم عليه النائب العام، كان بموافقة الرئيس والجماعة وحزب الحرية والعدالة، حيث أكدوا ذلك وبرروه، وجريدة 'الحرية والعدالة' شاهدة، ومن باب بقية من خجل، استثنوا من المصالحة والتسويات ما أقدم عليه رموز الحزب الوطني ونظام مبارك من جرائم قتل للمتظاهرين!! وقد أعلن عن مبرر التصالحات أنها توفر سيولة تسهم في حل الأزمة الاقتصادية، وهذه كارثة تكشف عن الوجه القبيح لنظام الاخوان، باعتبارهم الوجه الآخر لنظام مبارك. فعندما سبق أن قلنا إن الرئيس وجماعته ما هم إلا امتداد لنظام مبارك، كان ذلك صحيحاً، وعندما قلنا إن هؤلاء لا يمكن لهم أن يسلكوا سلوك الثوار لأنهم لا يؤمنون بفقه الثورة وفكرتها وسلوكها، كان ذلك صحيحاً، وعندما قلنا إن هؤلاء ركبوا الثورة ويتمسحون بها لتنفيذ أجندتهم بعيداً عن شركاء الثورة الحقيقيين وذهبوا لعقد الصفقات مع المجلس العسكري وبالدعم الأمريكي بطبيعة الحال، كان ذلك صحيحاً بلا جدال.. الآن تأكد للجميع ما كنا نقوله دون زعم من باطل، أو تجاوز في حقهم، أو مبالغة أو تهوين في تفسير ما جرى ويجري ولا يزال يجري حتى الآن.
لماذا يفسدون على المصريين فرحتهم؟

يضيق الكثير من الكتاب خاصة المنتمين للتيار الأسلامي بدعاوى اسقاط الرئيس ومن بين هؤلاء قطب العربي الذي يعرب عن اسفه بسبب الحالة التي تعيشها مصر في الوقت الراهن وهو ماعلق عليه في جريدة 'الحرية والعدالة' لسان حال الاخوان بقوله: 'الذين 'نكدوا' علينا الاحتفال بالثورة العام الماضي يكررون حماقتهم هذا العام أيضا، لقد اختطفوا ميدان التحرير، وحين عجزوا عن ملئه بالبشر لجأوا إلى من قامت الثورة ضدهم ليستروا عورتهم، ولكن أبناء مبارك الذين عادوا إلى الميدان 'عسكروا' فيه، على أمل أن يستنسخوا تجربة الثورة مرة أخرى، ولكن هذه المرة ضد الرئيس مرسي، متجاهلين - أو جاهلين بالأصح- أن المعطيات مختلفة، وأن مبررات الثورة لم تعد قائمة، فلا مرسي اغتصب السلطة على متن دبابة، ولا هو يكمم الأفواه، ولا الناس ممنوعة من التعبير عن رأيها، ولا السجون مكتظة بالساسة والزعماء، ولا الصحف والقنوات تعمل بالريموت كنترول من لاظوغلي، ولا الأحزاب حبيسة مقراتها، ولا المظاهرات تتعرض للتفريق وحبس قادتها، وبالتالي فلا مجال على الإطلاق لاستنساخ تجربة لا تتوفر ظروفها، ومن يريد أن ينهي حكم مرسي فأمامه الطريق مفتوحا دون إراقة دماء، عبر صناديق الانتخابات الحرة التي تجري تحت رقابة القضاء والمجتمع المدني المحلي والعالمي، وهذا تحقيق لأول شعارات الثورة بالحرية لا ينكر أحد المعاناة التي يعيشها المواطنون في تحصيل لقمة العيش، أو تدهور الوضع الأمني أو نقص بعض السلع أو ارتفاع أسعارها، لكن هذه الأوضاع نتيجة طبيعية لغياب الاستقرار بفعل فاعل لم يقبل الخيار الديمقراطي، وأراد أن يفرض وصايته على المجتمع بالقوة، وحين لم يتمكن من تحقيق غرضه لجأ إلى إشاعة الفوضى والانفلات الأمني؛ عملا بمبدأ 'علي وعلى أعدائ'.. ونبقى مع 'الحرية والعدالة' ومحمد مصطفى الذي كتب معاتباً الثوار: قتل الثوار الشهداء في 25 يناير.. جريمة وقتل فرحة الثوار الأحياء بـ25 يناير.. جريمة لا أعرف لماذا تحول أعظم أيام مصر في تاريخا القديم والحديث إلى يوم 'ثقيل'؟ من المسؤول عن نزع الفرحة من قلوبنا، وسجن الضحكة في صدورنا، وزرع القلق في أنفسنا؛ على بلدنا وأولادنا؟

'الحرية والعدالة':
منك لله يا حمدين انت والبرادعي!

ونبقى مع المعارك الصحفية تلك التي وجهها محمد جمال عرفة في جريدة 'الحرية والعدالة' ضد عدد من رموز جبهة الانقاذ: أحمل حمدين صباحي والبرادعي وعمرو موسى وأنصارهم مسؤولية أي شهيد قد يسقط في الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير؛ لأنهم المحرضون على العنف في هذا اليوم بدعواتهم لحشد مسيرات ومظاهرات، وهم يعلمون جيدا أن فلول النظام السابق والبلطجية المأجورين من جهات مشبوهة في الداخل والخارج يستغلون ذلك في نشر الفوضى والهجوم على مراكز شرطة ومؤسسات حكومية بدعاوى الثورة الثانية لا يمكن أن نعفيهم من المسؤولية وهم يرون شريط التحريض والمؤامرة بدأ مبكرا عبر هجمات منظمة مجهولة وصلت أقسام الشرطة في شبرا الخيمة والإسكندرية ومرسى مطروح، وغيرها من حوادث القطارات الغريبة، بخلاف إلقاء مولوتوف على منزل رئيس الوزراء!
هناك فارق بين معارضة وطنية تنصح وتتقرب من شركائها في الثورة الذين اختارهم الشعب في هذه المرحلة ليديروا الدفة بعدما مد لهم الرئيس يده 7 مرات حتى الآن، وبين معارضة لا يهمها سوى مصالحها، وأن تقصي الرئيس المنتخب وتجلس مكانه على الكرسي 'وخلاص'! الشعب لن يغفر لأنصار صباحي واليسار الذين يظهرون حاليا على 'فيس بوك' وهم يحملون زجاجات المولوتوف والسنج والمطاوي والسواطير، مهددين بالفوضى والقصاص، وستكون الذكرى الثالثة اختبارا أخيرا لهم.. لو سقطوا فيه واستمروا في العنف فسوف يرد الشعب الصاع لهم صاعين في الانتخابات ويومها سنعرف الحجم الحقيقي لهم.

الجنرال الهارب يمتطي صهوة الثورة

كشفت الأيام الماضية عن وجود إعلامي كثيف للفريق احمد شفيق الذي فر للامارات منذ فوز الرئيس مرسي وهو ما أثار دهشة وائل قنديل في جريدة 'الشروق': ها هو الجنرال الهارب يطل بوجهه مرة أخرى.. هذه المرة يتحدث باعتباره الراعي الرسمي لما وصفه من قبل بأنه 'الثورة على يناير' وليس استكمال ثورة يناير، والجديد هنا أنه يطور أداءه من التمسح والتمحك إلى الإرشاد والرعاية وادعاء المشاركة في القيادة ومرة أخرى لا يجد هذا الذي توعد بسحق الميدان لو انتقض ضد فرضه رئيسا على البلاد، لا يجد من يسكته أو يلقمه حجرا ويقول له لست من هذه الثورة وهي ليست منك أو لك أو بك أو معك.. الكل يكرر التجربة التي أثبتت فشلها من قبل، تجربة الحشد الرقمي والكمي دون انتباه للكيف والنوعية.. تجربة فتح ميادين الثورة لاستقبال جمهور الثورة المضادة ما دام يحمل تأشيرة كراهية للإسلام السياسي ولرئيس الجمهورية المنتخب لقد كانت الثورة وستظل إبداعا شعبيا مصريا، وليست صناعة من يوفر لهم مظلة العبث الآمني. إن أحدا لا ينبغي أن يلتزم الصمت أمام أخطاء وخطايا وقعت فيها قوى الإسلام السياسي، أو يمتلك رفاهية السكوت على أداء يرى أنه لم يكن على مستوى توقعات وتطلعات الثورة، غير أن ثمة فارقا جوهريا بين الغضب والاحتجاج من أجل تصحيح المسار، وتحقيق الردع الشعبي للانحراف عن الهدف والانفراد بالقافلة، وبين كراهية عمياء مسكونة بفيروسات الارتداد عن قيم يناير قد تقود إلى هدم الدولة وليس إسقاط النظام الحاكم وأكرر هنا ما قلته من قبل: إن الذين يسلكون وكأنهم في نسخة مطابقة من 'جمعة الغضب' الخالدة يوم 28 يناير 2.11، يتناسون أنها ما كانت لتخلد في التاريخ لولا أنها كانت جمعة بلا أعلام أو شارات حزبية.

مرشد الجماعة يطالب الثوار بضبط النفس


ونبقى مع 'الأهرام' ومحمد بديع مرشد الاخوان والذي دعا المصريين لضبط الأنفس وعدم الإنجرار لدعاوى العنف في احتفالات ذكرى الثورة: ومن الواجب علينا جميعا البعد عن التعصب الأعمي والحزبية المقيتة التي تضر ولا تنفع، وتفرق الصفوف ولا توحدها، وتشتت الجهود ولا تجمعها، وتوغر الصدور ولا تنقيها، وتضيع الأهداف ولا تحققها. ومن الواجب علينا كذلك البحث عن حل سريع وفاعل لتوابع حالة الاستقطاب التي حدثت في البلاد في الفترة الماضية وتجاوز آثارها السلبية، ومد يد التغافر والتحاب والعون من الجميع للجميع. ولنتسامح عن الأخطاء التي حدثت من أي فريق ضد أي فريق، ولنبدأ عهدا جديدا قوامه الحب والتعاون وتقديم النافع من الأعمال والخبرات والطاقات لمصرنا الحبيبة.
وليكن اختلافنا اختلاف تنوع يبني ويقوم ويوجه، لا اختلاف تضاد يفرق ويشتت ويوغر الصدور، ولنتعاون مع الرئاسة والحكومة والمجالس النيابية المنتخبة فهم منا ونحن منهم، ومع الجيش والشرطة فهم مؤسسات مصرية وطنية عريقة، ويكفي مشهد حادث القطار ونجدة الشعب المصري لأبناء الأمن المركزي الذي كان في الماضي أداة قمع للشعب رغما عنه، ألا يكفي هذا دليلا علي عودة الروح المصرية الأصيلة، والمشهد الجديد المبشر هو ما رأيناه من الشرطة الطائرة لأول مرة في تاريخ مصر لمتابعة الجريمة وإغاثة الملهوف فالآن لابد من اعتماد الحواروالتفاهم المشترك كآلية لحل الخلافات الناشئة عن تجربتنا الديمقراطية الوليدة ولابد كذلك من البعد كل البعد عن العنف والتخوين والإقصاء، وعن محاولة كسب نقاط علي حساب الوطن، فإذا خسر الوطن لاقدر الله- فكلنا خاسرون، ولا أعتقد أنه يوجد علي أرض مصر مصري واحد شرب من نيلها، وتربي علي أرضها وتعلم فيها ونما علي خيرها، يريد أن يكسب هو وتخسر مصر.فمكسبنا جميعا في نهضة مصر وتقدمها وتبوئها لمكانتها المستحقة بين الأمم.

قيادات الاخوان يختبئون
داخل شركة ادوية بيطرية

هذه المعلومات اشار إليها أكد الدكتور ثروت الخرباوي- القيادي المنشق عن جماعة الاخوان المسلمين، أن المرشد العام للاخوان محمد بديع، وقيادات الجماعة سيختبئون في مقر سري داخل إحدى شركات الأدوية البيطرية في المقطم، والتي يملك بديع وعدد من قيادات الجماعة أسهمًا فيها، خلال مظاهرات الجمعة، وأضاف الخرباوي، في تصريحات خاصة لـ'بوابة الشروق'، أن هناك ارتباكا وخوفا شديدا في صفوف الجماعة من تظاهرات الجمعة، مشبهًا الجماعة بمبارك من حيث التأخر في اتخاذ القرارات الهامة وتخوف الخرباوي، من أن تقوم الجماعة بأعمال عنف وشغب في المحافظات، وتوقع أن يكون الجمعة، يوما فاصلا مثل 28 يناير 2011، كما توقع أن يكون موقف وزارة الداخلية على الحياد، وشدد القيادي المنشق عن جماعة الاخوان، على أن المطلب الرئيسي لمظاهرات الجمعة هو إسقاط النظام والدستور، وإذا كان الخرباوي قد توقع لأن يختبئ قيادات الجماعة في المقطم فإن فهمي هويدي قد سبقه بساعات حينما نصح في نفس الصحيفه الاسلاميين لأن يلتزموا بيوتهم خشية الفتنه والصدام المروع: 'أرجو أن تكون قيادة حزب الحرية والعدالة قد تعلمت الدرس من خطأ تجربة موقعة الاتحادية، بحيث تدفعها تلك التجربة المحزنة إلى دعوة أعضاء الجماعة إلى الابقاء في بيوتهم وعدم التوجه إلى ميدان التحرير يوم الجمعة، لكى لا يوفروا للمتصيدين والمتربصين فرصة التذرع بوجودهم لإطلاق شرارة العنف وإشاعة الفوضى التي تتمناها بعض الأطراف. وأكرر أن عدم نزول الاخوان ربما لا يمنع العنف، ولكنه قد يضعف احتمالاته، وعند الحد الأدنى فإنه سوف يخرجهم من ضمن أسباب وقوعه لا قدر الله. ولا يظنن أحد أن ما أسعى إليه هو تبرئة الاخوان وتحميل الآخرين بالمسؤولية عن العنف، لأن أكثر ما يشغلني هو إبطال الذرائع التي يتوسل بها دعاة الفوضى لتحقيق مرادهم. لأجل الوطن وليس لأجل الاخوان'.

الجماعة لن تسمح بحرق مقراتها مرة اخرى

أعلن كارم رضوان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الاخوان المُسلمين، أن أعضاء الجماعة سيحمون مقراتهم ، في الذكرى الثانية للثورة، وقال إن الجماعة والحزب شكلا مجموعات لهذه الغرض، لن تسمح لأي شخص بالاقتراب من المقرات أو الاعتداء عليها، بعدما حاول متظاهرون الأربعاء، اقتحام مقرات تابعة لجريدة 'الحرية والعدالة'. وقال رضوان إن تأمين المنشآت وظيفة وزارة الداخلية، التي طالبها بالقيام بدورها في هذا الصدد، وتعهد في ذات الوقت بعدم الاحتكاك بالمتظاهرين وأضاف أن الجماعة ستحتفل بذكرى 25 يناير بحملة 'معا نبني مصر'، التي تشمل مشروعات 'القوافل الطبية'، ومشروع الأسواق الخيرية للسلع الاستهلاكية بأسعار مُدعمة، ومشروع 'تطوير 2000 مدرسة' على مستوى الجمهورية، وفي ذات السياق قال كارم رضوان، عضو مكتب الإرشاد ومسؤول المكتب الإداري لجماعة الاخوان بالقاهرة، إن أعضاء الجماعة سيحمون مقراتهم، وإنه لن يجرؤ أحد على مهاجمة مقارنا على مستوى الجمهورية أيا كانت، مشيرا إلى أن الجماعة والحزب لديها مجموعاتها لحماية المقار.

الحكام الجدد سبب انهيار البلد

وإلى مزيد من الهجوم على الرئيس واتباعه وهذه المره يقوده جلال عارف في صحيفة 'التحرير': 'شعلة الثورة المقدسة التي انطلقت قبل عامين لم تنطفئ، ولن تنطفئ أبدا.. الملايين التي خرجت لتصنع مستقبلها كما تريد، لا يمكن أن ترضى بأن ينتهي بها الأمر إلى حكم الفاشيين الجدد. الشهداء الذين سقطوا لم يضحوا بأرواحهم لكي نخرج من ظلام العهد السابق إلى كهوف العصور الوسطى، كما يراد لمصر الآن. الثورة التي انطلقت قبل عامين لا بد أن تكمل مسيرتها حتى نرى مصر التي في خاطرنا جميعا.. وطنا للحرية ولكرامة الإنسان في أسمى معانيها.
شعلة الثورة لم تنطفئ. صحيح أنها تعرضت على مدى العامين لكوارث عديدة، بدأت مع الإدارة السيئة للمرحلة الانتقالية من جانب المجلس العسكري، التي سلمت للاخوان المسلمين 'تسليم مفتاح'!! ولم تنته بهذا الحكم الذي جثم على صدور المصريين، وحقق في ستة أشهر حجما من الفشل تنوء بحمله أكثر الدول استقرارا!
لم تفشل الثورة، لأنها لم تصل إلى الحكم. فشل الذين أداروا الأوضاع لتصل بنا خلال عامين إلى حافة الكارثة، ليْتهم حين اختطفوا الثورة حاولوا أن يسيروا في طريقها، وأن يكتفوا بأن يكونوا في مقدمتها، حتى ولو لم يشاركوا فيها إلا بعد نجاحها. الكارثة أنهم يخطفون الثورة لكي يقضوا عليها. يتاجرون باسمها وهم يبنون نظاما هو المثال الأكمل للثورة المضادة. يزعمون الحرب على فلول النظام السابق وهم يعقدون الصفقات مع الفلول وليغتالوا أحلام الملايين وليضعوا مصر، بعد عامين من الثورة، على حافة الانهيار لم تفشل الثورة، لأنها لم تحكم حتى الآن، وفشل الحكم لأن الثورة لم تكن تعنيه، بل كانت السلطة هي الهدف، والهيمنة على مفاصل الدولة ومؤسساتها هي الوسيلة لإقامة دولة الاستبداد في طبعتها الجديدة التي تحاول اغتيال كل ما هو جميل ورائع على أرض مصر'.

المصريون سيواجهون حكم
الجماعة وهم يضحكون

وليس بوسعنا ان نترك صحيفة 'التحرير' قبل ان نعرج على ذلك الهجوم الضاري على الرئيس والذي يشنه الكاتب ابراهيم عيسى: هذا يوم مواجهة بين المتدينين حقا والمتاجرين بالدين ثم هو صراع بين الصادقين والكاذبين.. بين صناع الثورة ولصوص الثورة.. صراع بين البهجة والغمّ.. بين شعب خفة الظل وجماعات ثقل الدم.. بين مواطن في وطن حين يثور وحين يعارض وحين يموت يطلق بسمة النكتة وبين عضو جماعة يرفع راية السماجة هذا صراع بين من ينزل الميدان حرًّا ولو كان وحده. ومن يأتي الميدان مأمورًا محشودًا مدفوعًا راكبًا.. هذا يوم مواجهة السخرية المصرية اللاذعة الذائعة الرائقة الراقية الرائعة وبين البذاءة الكارهة العاجزة الكريهة هذا ميدان الظُّرف واللطف واللطافة في مواجهة الفظاظة العِنِّينة العقيمة المنفرة الطاردة هذا ميدان الشيخ محمد عبده والشيخ سيد درويش في مواجهة شيوخ التنطع والغلوّ والتطرف.. تلك لحظة مواجهة تديّن المصريين في حلقات الذكر والموالد والأناشيد والتواشيح والمديح ضد تديّن الزي الموحد وبداوة الصحراء وغلظة الأعراب الذين قيل لهم قولوا أسلمنا ولا تقولوا آمنا.. ثم إنه يوم المصري المسلم اللي بيقول للقسيس يا بونا وبين اللي بيحرم تهنئة المسيحيين.. الصراع بين تديّن المصريين وتديّن البدو والأعراب والوهابيين وبين ثورة مصر سعد زغلول ومصطفى النحاس ومكرم عبيد وجمال عبد الناصر وبين ثورة الخميني وجهمان العتيبي مصر تتصدى تواجه تقاوم تنازل تبارز بالهتاف والغناء وبالبهجة، ونعارض هؤلاء ثقلاء الظل الأغلاظ الأفظاظ الذين يرفعون أصواتهم فوق صوت النبي.. نواجههم ونحن نضحك.. معًا في مواجهة غمّ الاخوان وفاشيتها وفشلها ومرشدها ورئيسها.. لن نترك لهم مالنا وحالنا وبلادنا لفشلة وأرباع الموهوبين.. لا إحباط ولا يأس، بل تفاؤل وأمل وقوة عزيمة وإيمان'.

مبارك كان اشيك من مرسي

وإلى الكتاب الساخرين ونختارمنهم غادة شريف في 'المصري اليوم'، التي لاحظت حالة السمنه التي بدت على الرئيس ورفاقه مؤخراً: هل شاهدت عزيزي القارئ كلمتي في القمة العربية المش عارف إيه الأخيرة؟ أخذت بالك أن خدودنا ربربت وكلبظت وأننا أخيرا بانت علينا نعمة ربنا؟ لكننا ما زلنا نرتدي البدل التركي مما يجعل الترحم واجبا على شياكة البدل الفرنسية والإيطالية التي كان يرتديها مبارك.. طب بلاش مبارك، ألا ترى عزيزي القارئ البدل التي يرتديها محمود سعد فجعلته أشيك مذيع؟ بدل ما تشكه بلاغ وتعكنن عليه، كنت قلده في شياكته!
ولكن هل النظام السابق كان أفضل من الحالي في البدل فقط؟ أعتقد أنه أفضل منه في العك أيضا.. عك مبارك كان عكا بالكريم شانتيه، بينما عك الاخوان عك بلدي وهمجي.. مبارك ما كان ليحاصر المحكمة الدستورية، لأنه كان حريصا على شياكة مظهره أمام العالم، أما حكم المرشد فهو لا يعود بنا إلى العصر الحجري فقط بل إنه يجعلنا أقرب إلى كوكب القرود!!
وفي النهاية يا حمادة لو كنا نشعر بالقليل من الحزن على قتلى كوارث القطارات.. لو كنا نحمل هم غلاء الأسعار.. لو كنا نسهر على وضع خطط واستراتيجيات لتحقيق نهضة بجد، كنا لن نجد وقتا للأكل والشرب، وكنا سنفقد الكثير من وزننا، وما كانت خدودنا هتربرب ولا كنا هنكلبظ، ولا كان سيأتينا نفس لنسير بموكب من 40 سيارة و600 جندي حراسة!
ماعلينا، فقد حدثت القفلة واللي كان كان، وأصبح من الحتمي نزولك للميدان اليوم! وحياتك إنت يا حمادة ياما حايلت فيهم ونصحتهم! ياما قلت لهم يخلُونا نلعب معاهم.. ياما قلت للدكتور مرسي يخاصمهم لأنهم هيضيعوه.. ياما قلت لخيرت يا خيرت يا ابني البلطجة أدب.. لكن يبدو أن كل تلك النصائح كانت بمثابة الذي يدخل بين البصلة وقشرتها.. فالدكتور مرسي بالنسبة لدوره الذي كلفته به الجماعة يرى أنه لم يخرج عن نص الدور.. ويبدو أن المشكلة هي في اختلافنا معه في توصيف الدور.. فبينما نحن نظن أننا انتخبنا رئيسا للبلاد بالمعنى المتعارف عليه بين الدول، أتاريه يا حمادة يعتبر نفسه في مهمة مقدسة لتمكين الجماعة وأنه ليس أكثر من جندي مخلص لتحقيق هذا الهدف'.

ماذا قدموا للفقراء؟

بالطبع السؤال موجه للاخوان ورئيسهم من عباس الطرابيلي رئيس جريدة تحرير 'الوفد' الأسبق: إن نظرة واحدة على الشارع المصري تجيبنا عن هذا السؤال، وتعالوا نحصي عدد الإنجازات التي حققوها للمصريين البداية في غياب الأمن والأمان.. إذ لم يعد في مصر مصري واحد يشعر بالأمن رغم أن كل العاملين في الجهاز المسؤول عن الأمن يحصلون على رواتبهم بانتظام.. فهل 'الاخوان' عاجزون عن إعادة الأمن.. بل فرض هذا الأمن على الكل؟ وعادت نغمة السيطرة على الفقراء من خلال 'البطون والاحتياجات'.. والبداية نراها في 'صرف' ثلاثة أرغفة 'عيش' تكفي المصري: إفطاراً وعند الغداء.. وفي المساء.. وبالقطع لا تكفى.. هنا البديل هو السوق السوداء.. وماذا 'أسود' من صعوبة الحصول على رغيف الخبز.. أليس هذا هو ما رفض النظام السابق اللجوء إليه.. ألم يتعلموا من ثورة يناير 77 عندما زادت حكومة كان وزير اقتصادها الدكتور القيسوني وهو من أفضل رجال الاقتصاد ورفعت سعر الرغيف من نصف قرش إلى قرش كامل!! فكانت الثورة وبعد مأساة الأرغفة الثلاثة جاءت كوبونات أو كروت البوتاجاز، وكأننا عدنا إلى زمن الحرب العالمية الثانية عندما كانت الأسرة تتسلم كوبونات الجاز. فهل نحن في زمن الحرب؟ وإذا كان الناس لن يتحملوا الاستغناء عن البوتاغاز.. فإن كثيرين يواجهون بلوة كوبونات البنزين.. أي خمسة لترات كل يوم.. لكل سيارة صغيرة.. وهي تحترق في مشوار واحد بسبب ازدحام الشوارع وغياب أي نظام للمرور.. فماذا يفعل صاحب السيارة التي اشتراها ليهرب من سوء خدمة السيارات العامة ومن سيطرة الميكروباص.. أم أن الاخوان يدفعون الناس دفعاً إلى اللجوء للسوق السوداء.. وهم بالمناسبة أكبر تجار مصر الآن!!
ثم الهدية الأبشع، وهي سيطرة فكر معين على الإعلام.. وكأننا نعود إلى عصر تكميم الأفواه'.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق