الأحد، 6 يناير 2013

الاردن. الشعب هدفا دائما ومفضلا لشتى أنواع وأصناف الإبتزاز.

ولع الدوري..عزة الدوري يتحدث عن (خمأنة العراق) ويريد عبر فضائية العربية - لاحظوا العربية تحديدا- أن يقنعنا بأن نظام حزب البعث وأجهزته الأمنية وقواته العسكرية لا زالت على قيد الحياة بعد سبع سنوات عجاف مع المالكي وجماعته على أنه - أي الدوري - يتحدث لنا من بابل.
وفقا لتفاصيل الظهور المفاجئ لنائب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين- رحمه ألله- خص عزة الدوري زملاءنا في العربية بشريطه المسجل الأخير الذي صور في مكان يبدو بعثيا بإمتياز قياسا بلون وصنف الأثاث والخشب ووقفة أربعة من المرافقين العسكريين لم تظهر صورهم.
سمعت سابقا من عدة مصادر بأن عزة الدوري موجود في السعودية ويختبئ فيها منذ سنوات طويلة وقد طواه النسيان أو هكذا إعتقدنا وإذا كانت هذه الرواية صحيحة يصبح المشهد أكثر من واضح.
عموما لدي حدس سياسي بأن شريط الدوري مسجل في غرفة (سعودية) بالحد الأدنى فقد إستيقظ أخوتنا في بلاد خادم الحرمين الشريفيين على الحلم السيء واكتشفوا اليوم بأن مساهمتهم في قتل صدام حسين وإستجلاب الدبابات الأمريكية ضده ولاحقا تدمير العراق إنتهت بالعراق الفارسي الصفوي، الأمر الذي يهدد عمليا عدة عروش وكروش.
إذا كنت أصدق- وأنا في الواقع أفعل- المعلومة التي تقوم أن رياض المالكي حضر إلى عمان مهرولا مؤخرا وقدم لها نفطا مجانيا حتى تساعده المخابرات الأردنية في إحتواء نسخة الأنبار من الربيع العربي مصرا على أن السعودية تتحرك ضده في المناطق السنية.
إذا كنت أصدق ذلك سيصبح من الطبيعي بالنسبة لي كمشاهد عربي ساذج ومدمن على الفضائيات أن أستغرب أسرار إختيار عزة الدوري لمحطة العربية تحديدا بدون بقية محطات خلق ألله لبث رسالته الأخيرة ضد تحويل العراق لدولة مقسمة تتبع الصفويين فالعربية إحدى المحطات التي ساهمت في إقصاء الدوري ورفاقه وحكمه لكن سبحان مغير الأحوال فحتى الفضائيات لها ضمير يستيقظ أحيانا وعلى الأرجح كثيرون في المملكة العربية السعودية الشقيقة يرددون حاليا أغنية (أكلت يوم أكل صدام حسين).
.. هذه الأغنية سمعتها مباشرة من أمير سعودي سهرنا بمعيته في عمان وها نحن نسمعها معا في شريط عزة الدوري عبر العربية.

مراسل دنيا وحماية الجولان

لكن ضمير فضائية الدنيا السورية الصامدة المثابرة والتابعة لبشار الأسد لا يستيقظ حتى وهي تعلن مقتل الصحفي سهيل العلي وهو مراسل حربي يغطي أخبار الجبهة لصالح محطة آل مخلوف حيث اعلنت المحطة بان الزميل القتيل سقط بيد الإرهابيين وهو بين القوات النظامية.
كيف اصطاد الإرهاب المفترض القتيل وهو وسط جيش يفترض أنه مدرب ومحترف ويجاور عدوا صهيونيا بشعا وينتظر اللحظة التي ينقض فيها على إسرائيل لتحرير الجولان؟
بالمناسبة الجولان لم تعد تظهر في تلك الأغاني الحماسية التي تبثها فضائية سوريا الثانية بالعادة وهي تندد بالإرهاب بعد عسكرة الثورة السورية متناسية قصدا إرهاب الشبيحة والنظام.
الأمر دفعني للإستفسار من بعض المختصين والخبراء فتسربت لي معلومة في غاية الأثارة تقول بأن أحد الضباط المنشقين عن الجيش النظامي السوري يعمل على تشكيل قوة عسكرية هدفها تامين حماية حدود الجولان بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
صاحبنا حسب السياق ولضمان النجاح في مهمته إستعمل رافعة أردنية تطبيعية وزار تل أبيب ثلاث مرات.

مرمطة الأردنيين

بعيدا عن ضمير الفضائيات ننتقل لضمير المسرح السياسي فعبر الخدمة التلفزيونية ل(جو 24) يمكن الإستماع لعريف حفل أردني من طراز خاص قام بدوره على هامش حفل لتكريم الأقلام الساخرة وهو (غوار) الأردن الفنان الكوميدي موسى حجازين .
فكرة حجازين عن رؤساء الحكومات في الأردن بسيطة فهم بلا لون وبلا رائحة وبلا طعم ويحتفظون بنفس الإبتسامة الغريبة التي يكشر فيها أعلى الوجه دوما فيما ترصد إبتسامة خفيفة أسفل الذقن.
لا يشعر حجازين بالقلق على برنامج مرمطة وبهدلة الأردنيين بالمستقبل فأبناء رؤساء اليوم سيحكمون غدا وهكذا دواليك فالوزير الأردني وخلافا لكل الصناعات في الكون لا يتلف بل يحال إلى عضوية مجلس الأعيان عندما يتوقف عن الخدمة.
المضحك أكثر ختام الحفل حيث وزع الفنان الكوميدي جوائزه على الكتاب الساخرين وهي عبارة عن طباخ كاز من النوع البلدي فيما كانت موسيقى الشرف تعزف لحن سيارات الحمولة المتوسطة وهي تتجول بين الأحياء لبيع إسطوانات الغاز.

إنتخابات وصور

فضائيات متعددة مثل العربية وسكاي بنسخته العربية وسي إن إن إهتمت بتلك اللقطات التي تظهر زحمة اليافطات والشعارات والصور على هامش تحضيرات الإنتخابات الأردنية لكن برنامج واحد في فضائية محلية هو الذي تحدث عن تعديلات الوجوه في الصور الملونة.
أعرف شخصيا أن صديقي عمدة عمان الأسبق نضال الحديد أقل بياضا من الصورة التي ترسم وجهه على الجدران والأعمدة كمرشح قوي للإنتخابات النيابية.
وأعرف شخصيا أن المرشح عن دائرة الحيتان ثالثة العاصمة رجل الأعمال رعد البكري يمتلك كرشا صغيرا لا تظهره صورته كمرشح وان منافسه عن نفس الدائرة الهاديء الوديع اللعيب عبد الرحيم البقاعي أكثر شبابا ومرحا من الصورة الوقورة المعتمدة لأغراض الإنتخابات.
كما أعرف بان برنامج فوتو شوب أدام ألله عزه وفضله نجح في إخفاء المطبات والمنحنيات والتشطبيات والتعرجات والقطب في وجه العشرات من المرشحين الذين حظينا سابقا بشرف مقابلتهم شخصيا أو رأيناهم هنا وهناك.
هذا لا يعني عمليا إلا أن خداع وتضليل الناخبين بدأ مبكرا وعبر المرشحين أنفسهم وهم يقدمون لنا صورا غير حقيقية لا تظهر ملامحهم الفعلية.
أكاد أجزم بأننا سنشاهد الحلقة التالية من مسلسل الديمقراطية على الطريقة الأردنية وأسمع مسبقا صراخ نواب المسدسات والأحذية نفسهم الذين شاهدناهم سابقا تحت القبة لكنهم هذه المرة سيضعون النظام وليس الشعب هدفا دائما ومفضلا لشتى أنواع وأصناف الإبتزاز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق