السبت، 26 يناير 2013

المشيمة تزيد في ارتباط الأم بجنينها روحيا وماديا.الاستاذة: نصيرة برجة شطيبي اخصائية نفسية


المشيمة… علاقة حياة بين الأم والجنين

للمشيمة عدة وظائف خلال فترة الحمل، والأهم من ذلك أنها تشير إلى علامات دالة على الحياة بين الأم وطفلها قبل الولادة.

القاهرة – المشيمة هي ذلك العضو الذي يصل الأم بجنينها أثناء الحمل، وهي عضو يتكون أثناء الحمل فقط في الجزء العلوي من الرحم، لها شكل الطبق، وهذا الشكل الخاص بالمشيمة يجعل لها جهتين، الجهة الأولى تدخل عن طريقها الأوعية الدموية من الأم، الجهة الثانية يخرج منها الحبل السري إلى الجنين، فما هي وظائف المشيمة؟ وما هي المشكلات التي قد تحدث بسببها؟

توضح د. رولا فرح، اختصاصية أمراض الدم، أن المشيمة عضو دائري مسطح الشكل يتصل بالجنين عن طريق الحبل السري أو حبل الخلاص في الرحم، ويتم خروج المشيمة من جسم الأمِّ في المرحلة الثالثة من الولادة.

وللمشيمة أربع وظائف رئيسة هي: تغذية الجنين، التنفس إذ أن المشيمة تقوم بوظيفة الرئتين فيحصل الجنين بواسطتها على الأوكسجين و يطرح ثاني أكسيد الكربون، تثبيت الحمل وذلك بفرزها هرمون البروجسترون الذي يساعد على استمرار الحمل بداية من الشهر الرابع، والإخراج حيث تخرج المواد السامة الناتجة عن الأيض عن طريق المشيمة.

وتضيف د.فرح أن المشيمة تبدأ في النمو منذ لحظة الحمل، إذ تنقسم البويضة الملقحة إلى مجموعات عدة من الخلايا تتحول إحداها إلى مشيمة تنغرس في الجزء الأعلى من الرحم استعدادًا للمهمة التي تنتظرها، تصبح المشيمة كاملة النمو في الأسبوع الـ 14 من الحمل، وتنمو بسرعة مذهلة، لتصل إلى ذروة نشاطها في الأسبوع الـ 34، وخلال الأسابيع الستة الأخيرة من الحمل تضعف وظيفتها وتبدأ تدريجيًا بفقدان قوتها ومزاياها الخاصة، تقل سماكة جدار المشيمة خلال الفصل الثالث من الحمل، ما يسمح بدخول مزيد من الجزيئات من العالم الخارجي إلى السائل الأميني المحيط بالجنين، لهذا السبب يُقال: إن الطفل أو بالأحرى الجنين يستطيع في هذه المرحلة تذوق الطعام الذي تتناوله الأم، ويعتقد بعض العلماء أنه قادر على شم الروائح أيضًا.

وتبلغ سماكة المشيمة عادةً نحو ثلاثة سنتيمترات وقطرها نحو 25 سنتيمترًا، مع العلم أن وزنها يتراوح بين 500 و800 غرام، وهي دائرية الشكل ومسطحة وتخرج من الجسم بعد الولادة مباشرة.

في الأسبوعين الأخيرين من الحمل تنتج المشيمة هرمونًا خاصًا يساعد على إدرار الحليب. وتستمر في تأدية وظيفتها حتى الأسبوع الـ 40 و42 من الحمل، بعد ذلك تصبح عرضةً للإصابة بعجز وظيفي، إذ يتوقف نموها وتتكلس ومن ثم يقل عملها في تنقية الدم من المواد الضارة وتوزيع الغذاء المناسب، ما يعرض حياة الجنين وأحيانًا الحامل إلى الخطر.

و توضح د. سامية موسى، اختصاصية النساء والتوليد بكلية الطب جامعة القاهرة، أن من المعروف أن تشخيص المشيمة المتقدمة "النازلة" لا يصح قبل الشهر السابع؛ لأن غالبية المشيمات التي تظهر في الآلتراساوند على أنها متقدمة "أي قريبة أو تغطي عنق الرحم" في هذه المرحلة عندما يعاد التصوير بعد فترة، أي في الأشهر التالية: "الرابع أو الخامس أو السادس" يظهر وضعها طبيعيا، وإن ظلَّ فعلًا وضع المشيمة متقدمًا حتى الشهر السابع فلا يزال هنالك وقت حتى الشهر التاسع لكي ترتفع، وهي ترتفع عندما يكبر حجم الرحم فيسحبها معه إلى الأعلى بعيدًا عن عنق الرحم، فلا داعي للقلق والتوتر في هذه المرحلة، وتنصح د. موسى بأخذ الاحتياطات وهي الابتعاد عن الجماع في هذه الفترة حتى يتأكد وضع المشيمة.

وتشير د. موسى إلى أن أحد أهم أسباب حصول المشيمة الملتصقة هو نزول المشيمة أسفل الرحم، حيث أن المشيمة الملتصقة تحدث تقريبًا في 10 بالمئة من حالات وجود المشيمة في الأسفل، وإذا كانت هنالك عمليات قيصرية سابقة فهذا يزيد من فرص وجود المشيمة الملتصقة أيضًا، وكلما ازداد عدد العمليات القيصرية كان خطر وجود مشيمة ملتصقة أكبر.

وهنالك أسباب أخرى مثل وجود جرح سابق في الرحم أو تكرار عمليات للتنظيف بعد الإجهاض.

وأما بالنسبة لاكتشاف الأمر عن طريق الألتراساوند فمع الأسف فإنه لا يعطي الصورة بدقة في جميع الحالات وإن كان في بعض الحالات يتم اكتشاف الوضع عن طريق الألتراساوند المهبلي.

ويوضح د.رؤوف رشدي، المستشار الطبي للمنظمة العربية للتعاون الدولي وعضو الجمعية المصرية للخصوبة والعقم، أن أسباب انفصال المشيمة كثيرة ومنها التدخين وتكرار الحمل لأكثر من 4 إلى 5 أطفال مع تعرض الأم للإصابة فى البطن، بعد حمل التوأم كما أن الحمل بعد سن 35 سنة وارتفاع ضغط الدم يؤديان لانفصال المشيمة، ولا يمكن أن نغفل أن تمزق الأغشية المحيطة بالجنين قبل الولادة، والإصابة بالسكري، وسوء التغذية، مع تعاطي المخدرات كلها أسباب مؤدية لانفصال المشيمة، وهناك عدة أعراض لانفصال المشيمة تتمثل في وجود انقباضات رحمية مؤلمة مع نزيف خفيف أو كثيف ويتم التشخيص السريري عن طريق الموجات الصوتية ذات الأبعاد الثلاثية للبحث عن جلطة دمّ تكمن وراء المشيمة مع عمل بعض الفحوصات مثل صورة الدمّ وCRP بروتين وتتحدد أساليب العلاج طبقا للعوامل الآتيه منها مساحة المشيمة المنفصلة والمدة الباقية لانتهاء شهور الحمل ووجود مشاكل صحية أخرى مثل ضغط الدمّ العالي والسكر وكمّية الدمّ المفقودة وتقييم صحة الجنين.

تنتهي وظيفة المشيمة لحظة ولادة الطفل، فيستعد الجسم للفظها إلى الخارج بشكل طبيعي. وهذه العملية يصفها الأطباء بالمرحلة الثالثة من المخاض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق