بعض الناس يتنادى بالعلمانية اليوم، ويرون أنها هي المخلص للأمة من أزمتها ، وأنها البديل الحقيقي للإسلام إذا أراد المسلمون أن ينهضوا ويلحقوا بالركب ، ويسيروا مع البلاد المتقدمة فما مدى صحة هذا الكلام ؟ وهل تقدم المسلمين مرهون بنبذ الإسلام واستبداله بالعلمانية ؟ | |
مجموعة من الباحثين | |
2008-07-03 | |
الاجابه
بسم
الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد :-
لقد
نشأت العلمانية في الغرب كرد فعل على موقف الكنيسة من العلم، فقد وقفت
الكنيسة باسم الدين مع الجهل ضد العلم، ومع الجمود ضد الفكر ، ومع الملوك
ضد الشعب. فنشأ في وجدان هذه الشعوب أنه لا خلاص لهم من هذه الويلات إلا
بنبذ دين الكنيسة فكانت العلمانية
أما
في مجتمعات المسلمين، فالإسلام عندنا يبارك العلم ويؤازره، ويجعله فريضة
من فرائضه.
وعلى
ذلك فإبعاد الدين وإقصاؤه عن الحياة والحكم وشؤون الناس ردة فكرية،وتلمس
الحلول في غير منهج الإسلام خروج عن الإسلام، وقصر الدين على محاريب
المساجد وقلوب الناس، وإبعاده عن حياتهم وعقولهم ليس هو الإسلام الذي
ارتضاه الله للناس.
وهذا
ما قرره مجمع الفقه الإسلامي في دورته الحادية عشرة، وإليك نص القرار :-
فإن مجلس مجمع
الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر
الإسلامي في دورة انعقاد مؤتمره الحادي عشر
بالمنامة في دولة البحرين ، من 25 - 30 رجب 1419هـ
(14 - 19 نوفمبر 1998م).
بعد اطلاعه على
الأبحاث المقدمة إلى المجمع بخصوص موضوع: (العلمانية)، وفي ضوء المناقشات
التي وجهت الأنظار إلى خطورة هذا الموضوع على الأمة
الإسلامية.
قرر ما يلي:
أولًا: إن العلمانية (وهي الفصل بين الدين
والحياة) نشأت بصفتها رد فعل للتصرفات التعسفية التي ارتكبتها الكنيسة.
ثانيًا: انتشرت العلمانية في الديار الإسلامية
بقوة الاستعمار وأعوانه، وتأثير الاستشراق،
فأدت إلى تفكك في الأمة الإسلامية، وتشكيك في
العقيدة الصحيحة، وتشويه تاريخ أمتنا الناصع، وإيهام الجيل بأن هناك
تناقضًا بين العقل والنصوص الشرعية، وعملت على إحلال النظم
الوضعية محل الشريعة الغراء، والترويج للإباحية،
والتحلل الخلقي، وانهيار القيم السامية.
ثالثًا: انبثقت عن
العلمانية معظم الأفكار
الهدامة التي غزت بلادنا تحت مسميات مختلفة كالعنصرية
، والشيوعية والصهيونية والماسونية وغيرها، مما أدى إلى ضياع ثروات الأمة، وتردي الأوضاع
الاقتصادية، وساعدت على احتلال بعض ديارنا مثل فلسطين
والقدس ، مما يدل على
فشلها في تحقيق أي خير لهذه الأمة.
رابعًا: إن العلمانية نظام وضعي يقوم على
أساس من الإلحاد يناقض الإسلام في جملته وتفصيله، وتلتقي مع الصهيونية
العالمية والدعوات الإباحية والهدامة، ولهذا فهي
مذهب إلحادي يأباه الله ورسوله والمؤمنون.
خامسًا: إن
الإسلام هو دين ودولة ومنهج حياة متكامل، وهو الصالح لكل زمان ومكان، ولا
يقر فصل الدين عن الحياة، وإنما يوجب أن تصدر جميع الأحكام منه، وصبغ
الحياة العملية الفعلية بصبغة الإسلام، سواء في السياسة
أو الاقتصاد، أو الاجتماع، أو التربية، أو الإعلام
وغيرها.
التوصيات:
يوصي المجمع بما
يلي:
أ - على ولاة أمر
المسلمين صد أساليب العلمانية عن المسلمين وعن بلاده، وأخذ التدابير
اللازمة لوقايتهم منها.
ب - على العلماء
نشر جهودهم الدعوية بكشف العلمانية، والتحذير منها.
جـ - وضع خطة
تربوية إسلامية شاملة في المدارس والجامعات، ومراكز البحوث وشبكات
المعلومات من أجل صياغة واحدة، وخطاب تربوي واحد، وضرورة الاهتمام بإحياء
رسالة المسجد، والعناية بالخطابة والوعظ والإرشاد، وتأهيل القائمين عليها
تأهيلًا يستجيب لمقتضيات العصر، والرد على الشبهات، والحفاظ على مقاصد الشريعة الغراء.
والله
أعلم .
|
الاثنين، 25 مارس 2013
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق