الأحد، 24 مارس 2013

جكم المظاهرات


عبد الرحمن يحيى زكريا 
2011-01-24
الاجابه
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
فالمظاهرات السلمية من طرق التعبير عن الرأي وبيان المواقف وهي جائزة مشروعة وقد يصل حكمها إلى الندب أو الوجوب باعتبارها أحد الوسائل المستحدثة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى.
شرعية المظاهرات:
المظاهرات جائزة شرعا ولا تعد بدعة من البدع لكونها من المعاملات لا من العبادات الخالصة، كما أن البدعة لا تكون في الوسائل، والمظاهرات وسيلة مقصودها دفع الظلم أو السعي للإصلاح أو الاحتجاج ضد محتل، وغيرها من المقاصد المحمودة، ويتغير حكمها إذا تغير مقصودها، فإن قصد بالمظاهرات إثم وعدوان أو أدت إلى منكر ومفسدة، أو كانت الأسباب الدافعة للمظاهرة والأساليب المتبعة فيها والعواقب الناتجة عنها محرمة فهي حرام .
خروج المظاهرات من المساجد :
انطلاق المظاهرات من المساجد ليس منهيا عنه، بل يدل عليها البيعة للخلفاء الراشدين، كما يدل عليها شمولية دور المسجد، (ففي المسجد تلقى الدروس، ومنه تنطلق الكتائب، وفيه يجتمع الناس، وفيه يعلن النكاح، و.....) فلم لا يكون المسجد منطلقا للمظاهرات؟ إذا التزم  المتظاهرون بآدب المسجد خاصة والأخلاق والسلوك الإسلامي بصفة عامة، ولم يخرج المسجد عن قدسيته ومكانته .
خروج النساء في المظاهرات :
لا مانع شرعا من خروج النساء في المظاهرات، فالأصل أن كل ما يباح للرجل يباح للمرأة إلا ما ورد الشرع بتخصيصه، لكن يجوز ذلك بشرط عدم وقوع محظور شرعي، مع مراعاة آداب وضوابط الاختلاط، وأن يغلب على الظن أنهن لن يتعرضن لإساءة بالغة من الشرطة، لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
جمع الصلاة بسبب المظاهرات :
قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمع الصلاة في يوم دون سبب، ومنه يفهم جواز الجمع بلا سبب بشرط أن يكون نادرا ولا يصبح عادة، وعليه فلا مانع من الجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء في المظاهرات المتصلة، ويتأكد الجواز حين يتعذر توفير المياه، وعند فقدان الأمن، وعدم توافر المكان الصالح للصلاة، وغير ذلك من الأسباب التي تجعل في إيقاع كل صلاة في وقتها حرجا شديدا.
إضراب الموظفين والعمال :
لا مانع من أن يقوم العمال أو الموظفون بإضراب حتى يحسن وضعهم، والإضراب وسيلة، فيأخذ حكم المقصد الذي من أجله فعل، فإن فعل لتحصيل أمر واجب فله حكمه، وإن فعل لتحصيل أمر محرم فالإضراب محرم.
 
الألفاظ النابية في المظاهرات :
الفحش في القول ليس من أخلاق المسلمين بأي حال لا في المظاهرات ولا في غيرها ؛ ولكن إذا كان السباب وصفا لحقيقة الظالمين والمفسدين أو المحتلين فلا بأس به إذا لم يتجاوز الحقيقة، أما إن كان السباب بألفاظ غير لائقة فلا يجوز، فالمؤمن ليس بفاحش ولا بذيء، فلا سب ولا قذف .
أعمال التخريب في المظاهرات :
مشروعية التظاهر لا تسوغ القيام بأعمال التخريب، فالإفساد وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة سلوك حرمه الشرع، كما أن ظلم الظالمين وفساد المفسدين لا يبيح القيام بأعمال الشغب والإضرار بالغير، بل الواجب أن تخلو من أي نوع من أنواع الإيذاء المادي.
مخالفات شرعية في المظاهرات :
القيام بأقوال وأفعال منافية للآداب الإسلامية، وعدم الحفاظ على وقت الصلاة وتفويتها عمدا، وسد الطرق وتعطيل المرور، واللجوء للعنف والتحريض على الفوضى وأعمال الشغب، والاختلاط بين الجنسين على وجه غير مشروع، والتعصب الأعمى وإثارة الفتن والفرقة .
التعامل مع المتظاهرين بالقوة :
لا يجوز قمع المظاهرات ولا إيذاء أصحابها ولا ضربهم، وهذا ما لم يكن فيها تجاوز أو تعد لحدود المظاهرات السلمية كالاعتداء على الممتلكات ونحو ذلك، أما قتل المتظاهرين فهو من عظائم الذنوب، فإن قتل النفس بغير حق من الموبقات، ولا يجوز طاعة من يأمر بذلك لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإذا تعارض واجب الوظيفة مع الواجب الشرعي فإنه لا التفات إلى ما يعارض الواجب الشرعي.
والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق