الخميس، 14 مارس 2013

من قال إن الاحتلال الأميركي للعراق انتهى!

العدسة شاهد على وجع البلاد بلا مواراة

من قال إن الاحتلال الأميركي للعراق انتهى! فذكراه ما زالت محفورة في الذاكرة، وأوجاعه غائرة، ما خلفه الاحتلال في بلاد الرافدين لا يمكن أن تقلب عليه صفحة التاريخ ويصبح من الماضي.


تكفي الصورة هنا بذاتها، وسيصل التعليق عليها متأخرا وغير جدير بالوفاء، فالوجع العراقي أكبر بكثير من أن ترافقه الشروحات وسيل الكلمات، منذ أن رثى السومري ابنته القتيلة وحتى ما حل بفتاة المحمودية "عبير الجنابي" التي اغتصبها الجنود الأميركان.

العدسة كانت الشاهد الصادق حيال "تزوير الحقائق" الذي ارتفع مع أصوات السياسيين ورجال الدين وهامش المحتلين وذيولهم، فلم يكن بمقدور كلماتهم الصمود حيال مجزرة الدم التي سالت على أرض السواد.

تحركت العدسات حتى سال دمعها وامتزج بدم العراقيين… بل إنها عرت جملة "الحرب والحرية" التي جمعها بوش ورامسفيلد في متن واحد، فالحرب أيها السادة لم تجلب الحرية ولن تجلبها، وبعد عشرة أعوام ليس بمقدوركم أن تقولوا غير هذا الكلام، الحرب لا تؤول إلى الحرية.

الصورة كانت شاهدا على الطفل "أحمد عباس" الذي قطعت الحشرات الفضية البراقة أطرافه بقصف منزله الآمن وقتل أفراد عائلته، ولولا العدسة لما كان أحمد اليوم بالحال التي عليها بعد علاجه في بريطانيا!

والعدسة نفسها هي من التقطت صورة العراقي الذي وضع الجنود الأميركان كيساً على رأسه واحتجزوه، وهو يضع ابنه الصغير في حجره كشاهد على بلاد استبيحت وذل أهلها، فيما "أبناء الكلبي" وفق تعبير الروائي واسيني الأعرج، ورجال الدين الجدد بعمائمهم البيضاء والسوداء يحتفلون باستباحة البلاد والاستحواذ على "منطقتها الخضراء" وأموالها!!

يا للوجع العراقي! كيف لنساء هذه البلاد اللواتي لم يخلعن السواد ولم تجف عيونهن من الدمع، كيف لنساء العراق تحمل كل هذا الوجع.

الصورة هنا شاهد لا يقبل اللبس على بلاد انتهكت واغتصبت ومن ثم سلمت لمن "لا كرامة لهم" نعيدها بعد مرور عشر سنوات على الزلزال الذي حل بالبلاد، ليس للتذكير فحسب "من يقدر أن ينسى؟" بل لأنها شاهد على إدانة من يتسيدون الآن على بلاد النهرين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق