الأحد، 24 مارس 2013

سب الدين هو الكفر والردو ونعود بالله من ذللك


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: حدثت مشادة كلامية بين رجل وأخيه في نهار رمضان، وعلى أثرها قام الرجل بسب الدين وتقطيع ثيابه.. فما رأي الدين في ذلك؟ وماذا يصنع الرجل في صيام ذلك اليوم؟ شكر الله لكم


الشيخ سعد فضل من علماء الأزهر الشريف
2011-08-18
الاجابه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد..
فإن هذا التصرف الأحمق الذي يفزع إليه بعض الناس حين يُثار ويغضب أمر عظيم العواقب جليل المخاطر قد يترتب عليه الخروج من الدين، والحكم عليه بالردة عن دين الله تعالى، إذا كان قائل ذلك يعرف ما هو الدين الذي سبه وما هو الأثر المترتب عليه، فإذا كان يعرف قد خرج عن الدين الإسلام الحنيف بإجماع العلماء، فلو مات في تلك اللحظة قبل عودته إلى الإسلام فإنه يموت كافرًا والعياذ بالله؛ ومعنى ذلك أنه لا يغسل كما يغسل المسلم ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، كما يترتب على هذا الحكم أن تحبط أعماله التي عملها قبل ردته ومنها الصيام والصلاة والذكاء والحج؛ لأن ﴿الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ﴾ كما جاء في القرآن الكريم في سورة آل عمران ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ الَهِ الإِسْلام﴾ (آل عمران: من الآية 19)، وهو قد فارق هذه الدنيا وهو ليس بمسلم فلا يحسب له شيء منها.
هذا كله فيمن سب الدين وهو يعرف المراد من الدين والأثر المترتب على ذلك.
أما إذا لم يكن يعرف ذلك وكان القصد هو إغاظة الطرف الآخر وإيذاءه بالشم والسب وليس في خاطره معنى الدين والأثر المترتب على السب؛ فهذا يحكم على بالفسق ولا يحكم عليه بالردة أو الكفر لأنه أتى بمعصية وذنب عظيم.
ونقول لصاحب الرسالة: إن كان فاعل ذلك لا يعرف معنى الدين ولا الأثر المترتب على سبه فإنه يستغفر الله كثيرًا كما يكثر من الصدقة وعمل الخير لعل الله تعالى يعفو عنه وصيامه صحيح.
أما إن كان قد فعل ذلك وهو يعلم معنى الدين والأثر المترتب على السب فإنه قد بطلت أعماله ومنها الصيام في ذلك اليوم؛ فإن عاد للإسلام أعاد صيام ذلك اليوم.
والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق