الاثنين، 25 مارس 2013

يجوز لعن الشيطان ، أو إبليس ( لعنه الله )

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وجزاكم الله خيرا ، وبعد:

نعم أخي الكريم ، يجوز لعن الشيطان ، أو إبليس ( لعنه الله ) ، لأنه ملعون حقا في كتاب الله تعالى ، كما قال الله تعالى عنه : ( إن يدعون من دونه إلا إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا ، لعنه الله ) النساء 117، 118.


قال الإمام القرطبي في تفسيره : "أصل اللعن الإبعاد, وهو في العرف إبعاد مقترن بسخط وغضب; فلعنة الله على إبليس - عليه لعنة الله - على التعيين جائزة, وكذلك سائر الكفرة الموتى كفرعون وهامان وأبي جهل ". انتهى.


وقد لعن بسبب تكبره ومعصيته لله تعالى ورفضه التوبة منها ، حين أمره الله تعالى بالسجود مع الملائكة لآدم عليه السلام ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) البقرة 34 ، ولما عاتبه الله على امتناعه عن السجود ( قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ) ص 76 ، فلعنه الله وطرده من رحمته و ( قال فاخرج منها فإنك رجيم ، وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين ) الحجر 34، 35، لعنه الله ، فكل الشر منه ، وأعاذنا الله من شره .


وأما الاستعاذة فقد أمرنا الله بالاستعاذة منه فقال : ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)فصلت 36 ، وقال تعالى : ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) النحل 98. وقال أيضا : ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين ، وأعوذ بك رب أن يحضرون ) المؤمنون 97،98.


وقد سن لنا الرسول صلى الله عليه وسلم الاستعاذة من الشيطان في مواطن مختلفة وأوقات مختلفة في أذكار الصباح والمساء ؛ حيث كان يقول صلى الله عليه وسلم: (اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت ، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره إلى مسلم) رواه الترمذي وصححه ، ورواه جماعة غيره، وقبل دخول الخلاء ( الحمام) وعند دخول المسجد والخروج منه ، وعند سماع نهيق الحمار ونباح الكلاب وفي استفتاح الصلاة ... وغير ذلك ، وذلك لأنه عدو لنا مهمته في الحياة هو وذريته إضلال بني آدم ، كما قال الله تعالى : ( إن الشيطان لكم عدو فاتحذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير) فاطر 6.

والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق