أولا : الجانب التاريخي:
أ-
مصدر أسم مكة المكرمة :
مكة
المكرمة مدينة قديمة و لها جذور عميقة في التاريخ و لقد تعدد أسمها حسب
الفترات الزمنية ،و لعل أسمها مشتق من كلمة ( بك ) السامية التي تعني
الوادي(فروج:109) فقد ورد اسم مكة بلفظ بكة في قوله تعالي في سورة آل
عمران
( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدي للعالمين) ". ولعل أول
إشارة وردت في الكتابات القديمة عن مكة المكرمة ما ذكره بطليموس الذي عاش
في القرن الثاني الميلادي فقد ذكر اسم مدينة (مكربة)و قد ذهب الباحثون أن
هذه المدينة ما هي الإ مكة المكرمة(عوض الله ،1398:35). و قد أورد ياقوت
الحموي في معجمه روايات عديدة عن (الحموي، دت:182)تسمية مكة المكرمة منها
أنها سميت مكة من :
* مك
القدي أي مصه لقلة مائها.
*
إنها تمك الذنوب أي تذهب بها كما يمك الفصيل ضريع أمه فلا يبقي شيئا.
*
لأنها تمك من ظلم أي تقصمه و ينشد قول بعضهم:
يا
مكة الفجر مكي مكا و لا تمكي مدجحا و عكا.
ب-السكن في
مكة المكرمة:
تاريخ مكة المكرمة عبر العصور حتى فجر الإسلام:
*
عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام:
من المرجح أن بدء
السكنى بمكة المكرمة يرجع إلى أيام سيدنا إبراهيم و ابنه
إسماعيل عليهما السلام و هذا يعني القرن التاسع عشر قبل
الميلاد.قال تعالي (في سورة إبراهيم، آية 37)"ربنا إني
أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا
ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم
من الثمرات لعلهم يشكرون) و قد استجاب الله عزوجل دعاء
سيدنا إبراهيم عليه السلام ،فعندما نفد ما كان لدي إسماعيل
عليه السلام و والدته هاجر من زاد و ماء تفجر ماء زمزم من
تحت قدمي إسماعيل عليه السلام و وفدت القبائل إلى مكان
الماء.(الشريفي،،1969م:10)
*
مكة في عهد خزاعة:
في أواخر القرن
الثالث الميلادي تقريباً استطاعت خزاعة بزعامة ربيعة بن
الحارث أن تتولى أمر مكة المكرمة ، وخلفه عمرو بن لحي
الخزاعي و الذي يعتبر من أوائل من بدل دين إبراهيم عليه
السلام بالوثنية.(السباعي،دت:23)
*
مكة المكرمة في عهد قريش:
انتقل أمر مكة
المكرمة من يد خزاعة إلى قريش بعد تحكيم يعمر بن عوف بن
كعب ابن الليث و ذلك بسبب كثرة الصراع الذي حدث بين خزاعة،
حيث حكم يعمر بن عوف بحجابة البيت و أمر مكة المكرمة لقصى
دون خزاعة و أن لا تخرج خزاعة من مسكنها من مكة المكرمة
(الفاسي،،دت:143).و
لعل من أهم الأحداث التي حدث في هذا العصر هو قدوم أبرهة
الأشرم لهدم البيت الحرام سنة 571م و الذي سمي بعام الفيل
و هي السنة التي ولد فيها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم
.( زيادة:دت:123)
*
مكة المكرمة في عهد النبوة:
لاشك أن ظهور الرسول
صلى اله عليه و سلم كان أكبر الأثر في تغير الحياة في مكة
المكرمة و في العالم حيث أمر بطلب العلم و حث عليه و يكفي
أن أول آية نزلت في القران تحث عل العلم و هي سورة
إقراء،كما غير الرسول صلى الله عليه و سلم كثير من الأمور
الاجتماعية فمثلاً ألغي وأد البنات و حدد تعدد الزوجات و
نظم شئون الزواج و الطلاق و قضى على القبلية (السباعي،دت:62).و
قد أصبحت مكة المكرمة مهد العلم حيث كان بعض أصحاب الرسول
الكريم صلى الله عليه و سلم كابن مسعود ، و بن عباس ،و أبي
ذر الغفاري ، وابن عمر و أبي الدرداء رضي الله عنهم أجمعين
يترددون إليها بعد الفتح و كانت مكة المكرمة تستفيد من
علومهم .(المرجع السابق)
*
مكة المكرمة في عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم:
أصبح المسجد الحرام
مزدحما بحلقات رجال الحديث و القراء و أصحاب الفتوى، و في
عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أول توسعة للمسجد
الحرام حيث شملت إضافة أسوار و أبواب للحرم و كان ذلك
عام17 هـ ، ثم قام الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه
بتجديد المسجد الحرام و توسعته و أحد فيها رواقا مسقفا و
كسا الكعبة بالقباطي.(السباعي،دت:84)
*
مكة المكرمة في العهد الأموي:
بدأت الخلافة الأموية
في عهد معاوية بن أبي سفيان الذي تولي الحكم سنة 41هـ، و
قام الأمويون بإصلاحات منها شق الطرق الاهتمام بالأمور
الدينية و العلمية ، و في سنة 91هـ قام الخليفة الأموي
الوليد بن عبد الملك بتجديد المسجد الحرام و توسعته و
تسقيف أروقته بالصاج المزخرف و جعل الأعمدة من
الرخام.(السباعي،دت،130)
*
مكة المكرمة في العصر العباسي:
أهتم العباسيين
بعمارة المسجد الحرام حيث أمر أبو جعفر المنصوري بشراء
الدور الواقعة شمال المسجد الحرام فزاد مساحة المسجد
الحرام و أهتم بجمال المسجد حيث زين أسقف الرواق بأنواع من
النقوش كما فرش الأرضية بالرخام ، وفي سنة160هـ أشتري زاد
المهدي في مساحة الحرم و جعل دار القواير(و هي دار بنيت
بالزجاج في باطنها و الفسيفساء في خارجها لنزل الرشيد بين
الصفاء و المروة)و من أبرز الإصلاحات في العهد العباسي
توسعة المسجد الحرام و تشجيع حلقات الدرس و العلم و
العلماء. و قد حدث عدة ثورات من العلويين انتهت بالفشل.
(السباعي،دت:ج1،158)
* في عام 317هـ تمكن
القرامطة من الاستيلاء على مكة المكرمة في موسم الحج ،و
أخذوا معهم الحجر الأسود ، ثم أعادوه عام330هـ.
* ثم حكم الخشيديون
مكة المكرمة بين عام 331 إلى 357.
* في عام 358 طرد
جعفر بن محمد بن الحسين،و كون بذلك حكومة الطبقة الأولى من
الأشراف.و يسمون بالموسويين ، نسبة إلى موسي الجوني.
*
الطبقة الثانية :
وهم
السليمانيون نسبة سليمان بن موسى الجون بن
عبد الله بن المحض بن الحس بن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه، وهم الذين أجلو جميع
الموسويين..
*
الطبقة الثالثة:
الهواشم
حصل
الهواشم على حكم مكة المكرمة بعد أن أجلوا
السليمانيون الذين استمر حكمهم لمدة عامين
فقط وذلك بمساعدة "علي بن محمد الصليحي "
حاكم اليمن، وستمر حكمهم إلى سنة
597هـ.(السباعي،دت:202)
*الطبقة
الرابعة
"بنو
قتادة": كان بني قتادة يسكنون البادية
فلما كثر عددهم سار بهم قتادة إلى ينبع
فاحتلها ، ثم تطلع إلى أمارة مكة المكرمة
فسار إليها بجيش كبير فستولى عليها وأجلى
منها بنوا هاشم سنة 597هـ وظلت هذه الطبقة
في الحكم نحو سبعة قرون و نصف إلى أن
أجلاهم السعوديون عنها.(المرجع السابق)
*
الحكم السعودي :
في 17/3/1343هـ دخل الملك
عبد العزيز يرحمه الله
إلى مكة المكرمة وهو محرم
، وخطب في الناس الذين
كانوا تجمعوا لاستقباله (
أمين أسعدج/166:2)و منذ
ذلك الوقت و مكة المكرمة
تعيش نهضة تعليمية و صحية
و اجتماعية و اقتصادية و
ثقافية لم يسبق لها مثيل
. تعمير المسجد الحرام
عبر التاريخ:(وزارة
الاعلام نشرة اعلامية،1411هـ)
قال الله تعالى ( أن أول
بيت وضع للناس للذي ببكة
مبارك و هدى
للعالمين)سورة آل عمران
آية رقم 96 و لقد الله
سبحانه و تعالى المسجد
الحرام بهذا الاسم خمس
عشرة مرة و ذكره بأسماء
عديدة كلها تضح الناس ما
ينبغي عليهم تجاه المسجد
الحرام من احترام و إكبار
لمكانته و فضله و شرفه. و
كان نبي الله إبراهيم و
ولده إسماعيل عليهما
السلام أو من نزل بمكة
المكرمة و قد رفعا عليهما
السلام بأمر من الله
عزوجل قواعد البيت
الحرام. و قد ظل البيت
الحرام تحيط به البيوت من
جميع الاتجاهات من عهد
إلى عهد الرسول صلى الله
عليه و سلم و خليفته
سيدنا أبو بكر الصديق رضى
الله عنه ثم بدأت
الزيادات و قد تم ذلك على
النحو التالي:
زيادة عمر بن الخطاب رضى
الله عنه و تمت سنة سبعة
عشرة للهجرة النبوية
المباركة. 2-زيادة عثمان
بن عفان ذى النورين رضى
الله عنه حيث جعل فيها
رواقا مسقوفاً و كان ذلك
سنة ست وعشرين للهجرة
النبوية المباركة.
3-زيادة عبد الله بن
الزبير رضى الله عنهما
التي تمت سنة 66 للهجرة.
4-زيادة الوليد بن عبد
الملك عام(91) للهجرة ،
حيث أضاف مساحات أخري إلى
الحرم و جدد بناءه و أقام
فيه أعمد من الرخام فكان
أول من جعل في البيت
أعمدة. 5-زيادة أبي جعفر
المنصور عام(139هـ) التي
أضيفت فيها مساحات أخري
للمسجد ، و بعض الأروقة .
6-زيادة الخليفة العباسي
المهدي سنة(160هـ) حيث
زاد في المسجد الحرام من
الجهتين الشمالية و
الشرقية و في عام (164هـ
) أمر المهدي بتوسعة
الحرم من الجهة الجنوبية
. 7-في عام (284هـ)زاد
الخليفة العباسي المعتضد
بالله في مساحة المسجد و
أضاف باب جديد يعرف باسم
" باب الزيادة" 8-زاد
الخليفة العباسي المقتدر
بالله مساحة أخري إلى
المسجد و تعرف هذه
الزيادة بباب إبراهيم و
كان ذلك عام(306هـ) و في
عام (604هـ)شب حريق هدم
جانباً من المسجد الحرام
ثم جاء سيل أطفاء النيران
و أوقف انتشارها، و اهتم
حاكم مصر السلطان فرج بن
برقوق بذلك فأمر بإصلاح
الموقع المتهدم و أعاد
بنائه علىأفضل صورة. 9-و
في عام (979هـ) قام
السلطان سليم العثماني
بتجديد عمارة المسجد
كاملاً. 10-التوسعة
السعودية المباركة:
كان في
مقدمة
اهتمامات
الملك
عبد
العزيز
يرحمه
الله
شئون
الحرمين
الشريفين
حيث أذاع
يرحمه
الله
بياناً
في عام
(1386هـ)
يبشر
المسلمين
باعتزامه
توسعه
الحرمين
الشريفين
، و بداء
بالحرم
النبوي
الشريف.
و في عام
(1375هـ)بدأ
العمل في
توسعة
المسجد
الحرام و
الذي
يعرف
بالتوسعة
السعودية
الأولى و
كان ذلك
في عهد
الملك
سعود بن
عبد
العزيز
آل سعود
يرحمه
الله
*
التوسعة
السعودية
الجديدة:
هدف مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن
عبد العزيز آل سعود حفظه الله لتوسعة المسجد الحرام المبارك أقصى توسعة
ممكنة و ذلك لرفع طاقته الاستيعابية إلى أكبر حد ممكن و ذلك لتوفير مزيد من
الأماكن للصلاة في المسجد أو فيما حوله من الساحات. و قد بلغة مساحة
الإضافة (76,000)متر مربع و تتناول توسعة المسجد الحرام من الناحية الغربية
من "السوق الصغير "باب العمرة و باب الملك مما يستوعب حوالي (140,000)
مصلى ، في الطابق الأرضي و العلوي و السطح.
ثانياً:الجانب الجغرافي:
1- الموقع الجغرافي:
تقع مدينة مكة المكرمة على السفوح الدنيا لجبال
السروات ، فهي تمثل نقطة التقاء بين تهامة وجبال السروات ، وبذلك فهي تقع
في غرب شبة الجزيرة العربية "غرب المملكة العربية السعودية"وتقع على يعد75
كم شرق البحر الأحمر، كما تقع بجوارها إلى الجنوب الشرقي على بعد 80 كم
تقريباً مدينة الطائف. الموقع الفلكي:تقع مكة المكرمة على دائرة عرض،19,
25،21 شمالا و خط طول 26، 59، 39 شرقاً وترتفع عن سطح الأرض بمقدار 300 متر
عن سطح البحر.
التضاريس :
تضاريس مكة المكرمة عبارة عن مرتفعات جبلية ذات
تركيب جرانيتي ويتراوح ارتفاعها ما بين 20 1912 متر فوق سطح البحر و تقع
مكة المكرمة على سفوح هذه الجبال.
البناء الجيولوجي :
ذكر أحمد المهندس "أن منطقة مكة المكرمة تعد
جزاء من الدرع العربي ، ومعظم صخورها نارية جوفية و الذي يغلب عليه نوع
الصخور النارية الجرانيتية و التي يدخل في تركيبها الصخري الكوارتز ديورايث
إلى التونالايت، كما يوجد بعض التكوينات الرسوبية و المتحولة .
و بوجه عام فان البناء الجيولوجي لمكة المكرمة
يعود إلى أزمنة جيولوجية قديمة فصخورها تعود إلى التكوينات الاركية التي
تتمتع بمقاومة جيدة للعوامل الجيوموفولجية الظاهرية و الباطنية. المناخ:
تقع مكة المكرمة ضمن المنطقة الانتقالية بين تأثيرات مناخ البحر المتوسط و
المناخ:
الموسمي و يؤثر البحر الأحمر فيها بنسبة ضئيلة
جداً و مكة المكرمة تقع ضمن المنطقة المدارية الشمالية لذا فان درجة
الحرارة ترتفع بها في الصيف و في الشتاء دافئ، و أمطارها قليلة و غير
منتظمة و رياحها تكون في الشتاء شمالية غربية، و في الصيف شمالية شرقية
جافة.
مداخل الحرم
ويضم المسجد أربعة مداخل رئيسية، وواحد وأربعين مدخلا فرعيا، وستة
مداخل للطابق تحت الأرض، ويعلو المسجد عدد من القباب ، وتسع مآذن عملاقة
موزعة على المداخل الرئيسية الأربعة لكل مدخل مئذنتان، والمئذنة التاسعة
توجد فوق باب الصفا، وتنتشر حول المسجد السلالم المتحركة حول المسجد، والذي
يحتوي ثلاثة طوابق وكل طابق يشمل على (492) عمودا مكسوة بالرخام، ومحلاة
بالزخارف والنقوش الإسلامية، وتتوسط الكعبة المسجد وهي على شكل مربع
تقريبا، وبابها يرتفع مترين عن الأرض، ويصعد إليه بسلم مثل سلم المنبر، وفي
الركن الذي على يسار باب الكعبة يوجد الحجر الأسود على ارتفاع متر ونصف من
أرض المطاف، ويخرج من أعلى منتصف الحائط الشمالي الغربي للكعبة ميزاب من
الذهب يسمى ميزاب الرحمة، وتكسى الكعبة بأستار من الحرير المنقوش عليه بعض
آيات القرآن.
أروقة المسجد الحرام
ويحيط بالمطاف أروقة المسجد العظيمة، تزينها تيجان رائعة، والمسجد
مزود بالفرش والسجاجيد الفاخرة، وأجهزة التكيف، والقناديل والتحف، ويبلغ
ارتفاع الوجهات الخارجية للمسجد 21 مترا وجميعها محلاة بالزخارف الإسلامية.
كسوة الكعبة
كسوة الكعبة
كانت الكعبة تكسى قبل الإسلام بحصر من خوص النخيل،كما كسيت بالجلد
وبالمنسوجات اليمنية، وقد اتبعت قريش منذ عهد قصي نظاما معينا في كسوة
الكعبة فكانت تفرضها على القبائل حسب ثرائها، ولما جاء الإسلام كساها النبي
الثياب اليمنية، ثم كساها عمر وعثمان القباطي الذي كان يأتي من مصر، فلما
ولي معاوية الخلافة كسى الكعبة كسوتين: إحداهما القباطي والأخرى من
الديباج.
وكان الخليفة المهدي العباسي أول من كساها الحرير الأسود، ولما ضعفت الدولة العباسية كان ولاة مصر واليمن يكسون الكعبة، ثم انفرد ولاة مصر بذلك حتى عام 1381هـ / 1962 م. حيث قام الملك عبد العزيز بكسوتها بالحرير الأسود، وأصبح في مكة مصنع مخصص لصنع كسوة الكعبة.
وكان الخليفة المهدي العباسي أول من كساها الحرير الأسود، ولما ضعفت الدولة العباسية كان ولاة مصر واليمن يكسون الكعبة، ثم انفرد ولاة مصر بذلك حتى عام 1381هـ / 1962 م. حيث قام الملك عبد العزيز بكسوتها بالحرير الأسود، وأصبح في مكة مصنع مخصص لصنع كسوة الكعبة.
الحجر الأسود
الحجر الأسود
معلم من معالم البيت الحرام وهو ياقوتة من يواقيت الجنة، وهو حجر
صقيل، بيضي الشكل، غير منتظم، ولونه أسود، يميل إلى الاحمرار، وفيه نقط
حمراء وتعاريج صفراء، ويقع هذا الحجر في الركن الذي على يسار باب الكعبة
على ارتفاع (1,5) متر من أرض المطاف.
وأول من وضع الحجر الأسود هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومن بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعثة عندما تنازعت القبائل وكادت الحرب تشتعل بينهم في وضعه في مكانه بعدما أكملوا بناء الكعبة، إلا أنهم اقترحوا أن يحكموا بينهم أول قادم عليهم، فكان الرسول أول من أقبل عليهم فحكموه بينهم فرفع الحجر بيده الشريفتين ثم وضعه على ثوب وطلب من زعماء القبائل أن يمسك كل واحد منهم بطرف من الثوب، فحملوه مرة واحدة ورفعه النبي وثبته في مكانه وأنهى الخلاف بينهم.
وهذا الحجر دفنه عمرو بن الحارث الجرهمي في زمزم قبل أن يخرج من مكة، ورأته امرأة من خزاعة فدلت عليه ثم أعادوه مكانه، ولم يدم ذلك طويلا، وكان ذلك قبل عمارة قصي بن كلاب للبيت الحرام، وعندما استولى القرامطة على مكة قلعوا هذا الحجر وحملوه معهم إلى قبلتهم هجر، وأصبح مكانه خاليا إلى أن أعيد بعد اثنين وعشرين سنة، وقد تكررت هذه المؤامرة على الحجر الأسود حتى كان آخرها في محرم سنة 1351هـ / 1932 م. قام بها رجل من بلاد الأفغان فاقتلع قطعة من الحجر وقطعة من ستار الكعبة وقطعة من مدرج الكعبة ثم ردت مرة ثانية إلى أمكانها.
وأول من وضع الحجر الأسود هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومن بعده الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك قبل البعثة عندما تنازعت القبائل وكادت الحرب تشتعل بينهم في وضعه في مكانه بعدما أكملوا بناء الكعبة، إلا أنهم اقترحوا أن يحكموا بينهم أول قادم عليهم، فكان الرسول أول من أقبل عليهم فحكموه بينهم فرفع الحجر بيده الشريفتين ثم وضعه على ثوب وطلب من زعماء القبائل أن يمسك كل واحد منهم بطرف من الثوب، فحملوه مرة واحدة ورفعه النبي وثبته في مكانه وأنهى الخلاف بينهم.
وهذا الحجر دفنه عمرو بن الحارث الجرهمي في زمزم قبل أن يخرج من مكة، ورأته امرأة من خزاعة فدلت عليه ثم أعادوه مكانه، ولم يدم ذلك طويلا، وكان ذلك قبل عمارة قصي بن كلاب للبيت الحرام، وعندما استولى القرامطة على مكة قلعوا هذا الحجر وحملوه معهم إلى قبلتهم هجر، وأصبح مكانه خاليا إلى أن أعيد بعد اثنين وعشرين سنة، وقد تكررت هذه المؤامرة على الحجر الأسود حتى كان آخرها في محرم سنة 1351هـ / 1932 م. قام بها رجل من بلاد الأفغان فاقتلع قطعة من الحجر وقطعة من ستار الكعبة وقطعة من مدرج الكعبة ثم ردت مرة ثانية إلى أمكانها.
مقام إبراهيم
هو الحجر الذي كان يقف عليه إبراهيم عندما ارتفع بناء الكعبة عن
قامته، فوضعه له إسماعيل ليقف عليه وهو يبني، وبقي هذا الحجر ملصقا بحائط
الكعبة إلى أيام عمر بن الخطاب حيث أخره عن البيت لئلا يشغل المصلين وجموع
الطائفين حول البيت ، وما تزال أثر قدم إبراهيم الخليل باقية عليه إلى
الآن.
الحجر
هو الحائط الواقع شمال الكعبة المعظمة ويسمى الحطيم، وهو على شكل
نصف دائرة، وعندما بنت قريش الكعبة أنقصت ستة أذرع من جانبيها الشمالي
وأدخلته في الحجر، ثم أعاد عبد الله بن الزبير ما أنقصته قريش من البيت مرة
ثانية،فلما كان عصر الحجاج اقتطع من الكعبة ستة أذرع وشبرا وأدخلها في
الحجر، وهو لا يزال على حكمه إلى العصر الحاضر.
وقد مر الحجر بمراحل معمارية كثيرة، فكان أول من وضع عليه حجارة الرخام أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي، ثم جدد رخام الحجر الخليفة المهدي العباسي وذلك عام 161 هـ / 778 م. ثم تلى ذلك عدة تجديدات وإصلاحات على مر العصور.
وقد مر الحجر بمراحل معمارية كثيرة، فكان أول من وضع عليه حجارة الرخام أبو جعفر المنصور الخليفة العباسي، ثم جدد رخام الحجر الخليفة المهدي العباسي وذلك عام 161 هـ / 778 م. ثم تلى ذلك عدة تجديدات وإصلاحات على مر العصور.
الصفا والمروة
المسعى
جبلان في مكة يعتبر السعي بينهما ركن من أركان الحج، وبين الصفا
والمروة أربعمائة وثلاث وتسعون خطوة، وكان بين الصفا والمروة مسيل فيه سوق
عظيمة يباع فيها ال حبوب واللحم والتمر والسمن وغيرها، وليس بمكة سوق
منتظمة سوى هذه، مما جعل الساعون لا يكادون يخلصون لازدحام الناس على حوانيت الباعة، وبمرور الوقت وما يحدث من
تجديدات وإصلاحات أصبح هذا المسعى يتكون من طابقين بطول (294,5) مترا، وعرض
(20) مترا، وفي وسط المسعى وفي الطابق السفلي يوجد حاجز يقسم المسعى إلى
طريقين أحدهما مخصص للسعي من الصفا إلى المروة، والثاني من المروة إلى
الصفا، وفي الوسط ممر ضيق ذو اتجاهين، مخصص لسعي العاجزين وغير القادرين
على الهرولة، وللمسعى ستة عشر بابا في الواجهة الشرقية، وللطابق العلوي
مدخلان أحدهما عند الصفا والآخر عند المروة، ولهذا الطابق سلمان من داخل
المسجد أحدهما عند باب الصفا، والآخر عند باب السلام.
بئر زمزم
بئر تقع بالقرب من الكعبة المشرفة، ولها فتحة الآن تحت سطح المطاف
على عمق (156) سم. وفى أرض المطاف خلف المقام إلى اليسار لمن يقف بمواجهة
البيت الحرام يوجد حجر دائري الشكل كتب عليه بئر زمزم. وهذا الحجر يكون
عموديا مع فتحة البئر الموجودة أسفل سطح المطاف، وقد جعل في آخر المطاف درج
يؤدي إلى فتحة البئر.
وبئر زمزم ينقسم إلى قسمين: الأول جزء مبني عمقه (12,80) مترا عن فتحة البئر. والثاني جزء محفور في صخر الجبل وطوله (17,20) مترا، وهناك ثلاثة عيون تغذى بئر زمزم: عين في جهة الكعبة ومقابلة للركن ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه، وعين تقابل جبل أبي قبيس والصفا، وعين جهة المروة، وهذه العيون مكانها في جدار البئر على عمق (13) متر من فتحة البئر.
وتاريخ هذه البئر بدأ بنزول سيدنا إبراهيم عليه السلام بزوجته وولده إسماعيل مكة حيث كانت صحراء ليس بها شيء يؤنس به، ولا يوجد بها ماء ولا زرع، حتى نفد الماء الذي تركه إبراهيم لزوجته وولده، فأخذت أم إسماعيل تبحث لولدها عن الماء مهرولة بين الصفا والمروة، وبعدما يئست من وجود الماء إذ بالماء يخرج من بين أصابع ولدها، وكان خروجه بداية حياة جديدة لهذا المكان الذي استقر فيه إسماعيل عليه السلام بجوار قبيلة جرهم التي تزوج منها.
وبعد زمن استخفت قبيلة جرهم بحرمة بيت الله الحرام بعدما كانت تقوم عليه، وأكلوا أموال الكعبة الذي يهدى لها، وأحدثوا في الحرم أحداثا عظيمة، فعاقبهم الله بعقوبات منها نضوب ماء زمزم وانقطاعه فلم يزل موضعه يندثر ويمحى حتى جهل مكانه، وظل هكذا حتى أعاد عبد المطلب حفره مرة ثانية بعد عام الفيل، وهو العام الذي شهد فجرا جديدا بميلاد النبي محمد عليه السلام.
وبئر زمزم ينقسم إلى قسمين: الأول جزء مبني عمقه (12,80) مترا عن فتحة البئر. والثاني جزء محفور في صخر الجبل وطوله (17,20) مترا، وهناك ثلاثة عيون تغذى بئر زمزم: عين في جهة الكعبة ومقابلة للركن ويتدفق منها القدر الأكبر من المياه، وعين تقابل جبل أبي قبيس والصفا، وعين جهة المروة، وهذه العيون مكانها في جدار البئر على عمق (13) متر من فتحة البئر.
وتاريخ هذه البئر بدأ بنزول سيدنا إبراهيم عليه السلام بزوجته وولده إسماعيل مكة حيث كانت صحراء ليس بها شيء يؤنس به، ولا يوجد بها ماء ولا زرع، حتى نفد الماء الذي تركه إبراهيم لزوجته وولده، فأخذت أم إسماعيل تبحث لولدها عن الماء مهرولة بين الصفا والمروة، وبعدما يئست من وجود الماء إذ بالماء يخرج من بين أصابع ولدها، وكان خروجه بداية حياة جديدة لهذا المكان الذي استقر فيه إسماعيل عليه السلام بجوار قبيلة جرهم التي تزوج منها.
وبعد زمن استخفت قبيلة جرهم بحرمة بيت الله الحرام بعدما كانت تقوم عليه، وأكلوا أموال الكعبة الذي يهدى لها، وأحدثوا في الحرم أحداثا عظيمة، فعاقبهم الله بعقوبات منها نضوب ماء زمزم وانقطاعه فلم يزل موضعه يندثر ويمحى حتى جهل مكانه، وظل هكذا حتى أعاد عبد المطلب حفره مرة ثانية بعد عام الفيل، وهو العام الذي شهد فجرا جديدا بميلاد النبي محمد عليه السلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق